مبروك سيادة الرئيس هادي نتابع اخبار القصف والقصف المضاد بين المتقاتلين في حاشد وما جاورها بأسلحة ثقيلة. هناك من يقول اتركوهم -الحوثيين وأولاد الاحمر - يقتل بعضهم البعض "أو لأن ذلك حسبما يرى البعض يبقي تركيزهم منصبا على الداخل" في مخططاتهم المحددة في جغرافيتهم، وقد لا يمنع ايا منهم الخروج منتصرا، واتفاقهم وتوافقهم خراب على اليمن، ربما يكون هذا كلاماً مقبولاً، ولكن ماذا لو حدث العكس.خرج طرف منهم منتصر، ما الذي سيحدث مثلا، الانتصارات شهية ونشوتها مغيرة الأطراف المتواجهة لا يخرج أحدها الآخر تماما من اللعبة، والحروب لا تلعبها هكذا، ولا تنتهي هكذا، الحروب تنتهي بانتصار طرف.
أسوأ السيناريوهات على الإطلاق من وجهة النظرنا - نيابة عن الدولة الغاطة في العسل: أن ينتصر الطرفان. وهذا احتمال فعلي، فأحد اقاليم هادي الطازجين ( إقليم صنعاء- عمران - صعدة) سيصير إقليمين لا محالة وهذا اليوم بطريقة أو بأخرى قد انقسم إلي إقليمين بالفعل.
إقليم الإقليم صعدة الحوثيين وتوسعاتهم وحاشد والبحث عن نفوذها، والقوة هنا هي الفاعل الرئيس في ظل غياب الدولة. فإقليم الإقليم ظهر واتضحت معالمه كاملة ؛ صار واقع شبه دائم في جغرافيا الاقاليم الجديدة كإقليم سابع، ومن ثم فخبراء الإقليم الهابطين من موفنبيك بحاجة على أقل تقدير إلى سياسة تقلل احتمالية وقوع أسوأ النتائج، التي من المتضح انهم لم يفكروا فيها ولن يتطرقوا اليها على الاطلاق.
قبل شهر، سألت صديقاً لي عضو مؤتمر حوار موفنبيك عن رأيه في ارتباك ادارة الحوار (التي هي ادارة البلاد اليوم) إزاء مواجهات الضالع وحضرموت ومن قبلها صعدة والاحتشاد لحرب حاشد . قال لي بالحرف الواحد : قبل أن يمكنك أن تعرف ما الذي تريد أن تفعله، لا بد أن تعرف ما الذي تريده" في اشارة لأن ما جرى وما كان يجري في الموفنبيك، اشبه بحوار الطرشان. وبطريقة أو بأخرى ينبغي أن نريد أن يخسر كل المتقاتلين في كل هذه المناطق الملتهبة من البلاد وفي مقدمتهم الحوثيين وأولاد الاحمر . ولكنهما لن يخسرا بالتزامن، ينبغي أن تتعاقب عليهما الهزيمة، فأحدهما لا بد أن يكسب أولا، ليطمس معالم الآخر، ويهدم فكرة أعمدة الدولة المنتظرة. ومن ثم، على الدولة ان تقاتل الحراك في الضالع وتهزمه أو ادعموا من يفعل هذا بدلا منكم، أو قاتلوا أولاد الاحمر واهزموهم، أو ادعموا من يفعل هذا بدلا منكم، أو تقاتلوا الحوثي واهزموه، أو ادعموا طرفا ليفعل هذا بدلا منكم.
هذه السيناريوهات لأسوأ المخارج، يقابلها أسوأ النتائج، لان الرئيس التوافقي وفرق موفنبيك البلهاء، فوتوا على البلد فرصة حقيقية بالحوار، لو جرت التهيئة، أو أرغمت كل الاطراف على الدخول الي الحوار بعد ان تلقي اسلحتها. ومثلما وجدنا الإقليم السابع متنازع علية بين صعدة وحاشد، فالنتيجة الطبيعية، اننا سنجد الإقليم الثامن والثاني عشر والعشرين وهكذا.