أرشيف الرأي

موفنبيك.. محطة العبور الفاضحة للساسة

مسيرة الحوار فاضحة ومخلة بتاريخ اليسار النضالي قبل غيره، اليوم تتجلى لدى نخبة ‏المعارضة التي كانت؛ إذ قدر لها ان تغير جذريا مفهوم الوطن إلى اللاوطن في أدبياتها ‏والأخلاق.‏

لقد جعلت من موفنبيك، الفندق نقطة التقاء الأغراب وإعادة توزيعهم في نفس الوقت، ‏منطلقها. لم تدرك ان الفندق مرتبط عادة بالمطار، لا يبدو أكثر من نقطة توقف بين الطائرات ‏والسفن والقطارات والعربات والباصات.‏

ظهر موفنيبك وطن السياسيين اليمنيين والقوى قاطبة، كان مقصدهم الاخير، شقتهم المريحة، ‏انطلقوا منه إلى عواصم آخرى يستزيدون من تجارب الدول ؛ اثيوبيا، أمريكا وعمان وغيرها؛ ‏توزعوا لنسخة التجربة.. يا له من شيءٍ مثير للضحك.‏

لقد مثل لهم نقطة عبور إلى أماكن أخرى عديدة. موفنبيك يفضي بالقوى السياسية اليمنية إلى ‏اللاوطن إلى الخارج اكثر من الداخل، في مزيدٍ من الشتات والهروب إلى تجارب لن تفيدنا ‏بشيء.‏

ومع ذلك، ومهما بلغت هذه القوى التي غدرت بالثورة وخانت البسطاء، ستظل مهاجرة من ‏الاستقرار إلى الشقاء، سيبقى روادها وقادتها مسكونين بقلق مزعج، يبحثون عن مبررات ‏خلف المبررات..‏

لقد ارتكبوا جرائم بحق اليمنيين، لن يفارقهم التناقض الشعوري الجودي في حياتهم.‏
لقد أصبحوا مشردين بعد تجربة فندقية هانئة قصيرة، باختيارهم اللاحر. لذلك سيشعر ‏المتحاورون الغرباء عن وطنهم وعن بعضهم البعض باتساع الغربة؛ اتساع الهوة بينهم ‏واليمن، في ظل اتساع كل الشروخ في واقع يتشظى.‏

زر الذهاب إلى الأعلى