من الأرشيف

صالح.. ما يحدث يخالف ما تقول وتفجيرات الحوثي لن تستثنيك!‏

قال الرئيس السابق علي عبدالله صالح سنتصدى للانفصال ولمن يريد إعادة الملكية ‏‏(الإمامة).. هذا كلام مهم، اعتدناه منه كرئيس، ولكن أن يقوله الآن فهو يستحق الإشادة أولاً. ‏والتذكير ثانياً، أن اليمن لم يعد يحتمل المزيد من الانتظار.‏

الإمامة أصبحت خطراً شاخصاً وإعلام حزبه يمثل لها غطاءً ويدافع عنها. والمطلوب منه ‏أولاً أن يوجه وسائل إعلامه بتبني خطاب مسؤول، وكذلك من يتعاون معها من حزبه، إذا كان ‏جاداً، حتى بدون التعذر بالثأر من الطرف الآخر.‏

‏**‏
هذه بلاد اليمنيين ومهما فعل صالح مع الحوثيين سيجدهم ضده فور الانتهاء من الآخرين.. ‏ثم إن أنصاره وأنصار المؤتمر أغلبهم لا يتفقون مع الحوثي. وهناك من وقفوا مع صالح، ‏ولكنهم من سابع المستحيلات أن يرضوا أو يرتاحوا لدفاع حزبه عن الحوثي أو الوقوف في ‏المنتصف تجاه التهديدات التي لا تستثني أحداً.‏

لم يعد ثمة مساحة للانتقام من خصوم 2011. هنا أو هناك؛ لأنهم حتى الآن على الأقل، تلقوا ‏ضربات لا تجعل بإمكان أي كان، يعتبر نفسه منتصراً. وبالتالي لا داعي للتنكيل بالوطن بذمة ‏الانتقام من أحد. يعرف الجميع نسبة مسؤوليته عن الوضع الذي وصلت إليه البلاد في 2011، ‏وتأدب كل طرف بقدر النسبة التي يمكن تحميلها عليه أو سيأتي ما تبقى منها. ‏

اليوم، لا مكان لسهام الأحقاد والخلافات السياسية إلا صدر الوطن. الوطن الذي يُطعن من ‏الأمام ومن الظهر ومن المركز والأطراف ومن القيادة التقسيمية والمعارضات المسلحة وأحقاد ‏الأحزاب.. ومن يتواطأ مع جماعة مسلحة، أو يثأر من الآخر بتقويتها، لا يضر إلا الوطن.‏

‏**‏
الأكيد. أن صالح لن يتعايش مع الحوثي إذا تمكن الأخير من إكمال الطريق، إذ لا يزال ‏لصالح نفوذه وأنصاره.. والذي واجه كل من في طريقه لن يترك صالح، بل هو من أبرز ‏الأهداف والجامع الذي صار من أهم معالم صنعاء قد يتعرض للتفجير.. مثلما سكت البعض ‏عن تفجير منازل مشايخ واحتلال قرى في السابق وصلت التفجيرات إليه لاحقاً. والأمثلة ‏كثيرة.‏

أمر آخر، وهو القيادة الحالية التي تستقوي بالخارج ضد الداخل، وتجلد النظام السابق.. ‏تستهدف من كانوا خصومه أيضاً وتتساهل أو تتواطأ مع توسع الحوثي.. وهذا يكفي لطرح ‏الأحقاد جانباً.. قبل أن يصبح من الصعب التدارك.‏

‏**‏
في 1986 وقعت تصفيات في جنوب الوطن، احتاج من بقي من رموز تلك الفترة إلى ‏سنوات، لتبدأ الدعوة إلى التصالح.. وماذا ينتظر خصوم الحزبية والسياسة في صنعاء؟ وقد ‏دخلت البلاد تحت البند السابع.. وتدمير الجيش والدولة جارٍ على قدم وساق؟.‏

إن من يعتقد أنه يحقق نصراً ضد أي خصم سياسي، إنما يطعن الوطن.‏
إذا كان لم يزل هناك خير في رئيس الجمهورية اليمنية التي ولدت في العام 90، والذي ظل ‏‏33 عاماً في الحكم، فسيتجاوز أحقاد السياسة.. ويلتفت إلى البلد الذي لم يزل فيه الكثير من ‏الخير وله فيه الكثير من الأنصار الذين سيكونون ضحية للسماح بتمدد الجماعات الطائفية ‏المسلحة إلى صنعاء.‏

وأولاً وأخيراً لا ندعو لمحاربة أي فكرة، ولا ندعو لتحالف "ضد" و"مع".. ولكننا ضد كل ‏من يحمل السلاح لتحقيق أهداف تتعارض مع أبسط مبادئ الدولة والقانون.. ومطلوب من ‏صالح وكل مؤتمري أن يثبتوا اليوم الانحياز للوطن بعيداً عن المكايدات السياسية التي تشعل ‏النار على الجميع. وإن لم يكن، فللوطن رجال، سيظهرون وسيدين التاريخ كل طرف بقدر ‏دوره.‏

زر الذهاب إلى الأعلى