أهل السعيدة أهلي
والرسول أنا
يا أيها الناس إنّي أعبد اليمنا
وليس لي
مذهبٌ إلا محبتها
ما أوسع الحب إنْ ديناً وإنْ وطنا
كل القلوب سواءٌ
لن يفوق دمٌ
ولن يكون ظلام الزائفين سنا
مازلتُ أغفو
على الشبّاك منتظرا
قلبي يعود وقد عادتْ إليه مُنى
ولم أزل بعد طفلا
أشتهي لغةً
غير التي ضاجعتْ ريحَ الشمال زنا
وأشتهي لهجةً
غير التي ذهبتْ
مع الجنوب إلى الماضي فأرهقنا
ولم تزل بنت عمي
ترتدي دمها
والحرب عُريانةٌ تمشي هنا وهُنا
شاخ السعال بصدري
يا معذّبتي
وكلما كحّ قلبي أوجع الزّمنا
الأمس أجمل
قالتْ جدةٌ فبكى
جرح الشهيد وقال الأمنيات لنا
لنا الحياة التي
قمنا لنكتبها
كما نشاء ونروي وجهها الحَسَنا
لم تجرح الريحُ
صنعاءَ التي بدمي
إلا ليغتال سكّين الأسى عدنا
وما بكى
وتر السلوى على وترٍ
إلا لأنّ الأغاني خانها الجبنا
لكنّ شبّابتي
حبلى بأغنيةٍ
سيصبح الشعب والدنيا لها أذُنَا
تقول أمي
لقد كان الربيع على
باب الحديقة أمًّا فاستحال عَنَا
وكان حلم حياتي
أن أرى بلداً
يبني لنا ملعبًا أو يشتري لبنا
لكنّها
لم تقل لي أنّ جارتنا
كانتْ تُربّي أفاعيها لتأكلنا
من الضلال
أتى الطوفان متكئًا
على الغباء ونوحٌ أحرق السُّفنا
لا عاصم اليوم
إلا أنْ نكون يداً
وأنْ نشيّد من أوجاعنا سكنا
لا مجد للقائد الأعلى
ولا شرفٌ
وكل منْ رام مجداً بالدما وَهَنا
ستعلن الدولة الثكلى
الحداد على
أولادها كلّما اغتالتهُمُ علنا
يا أيها الجوع
قل للمترفين كفى
لأنّهم لم يكونوا كالأسى معنا
قد أسلموا
بندق الإرهاب وابتدعوا
ديناً يسربل موتاً أو يضمُّ فَنَا
وحاصروني
نبيًّا صادروا كتبي
واستنزفوا الله والقرآن والأُمنا
وجاء
جبريل أحلامي ليقرأني
فما رأى مؤمناً في الناس مؤتمنا
كل العمائم
ألغامٌ وكلُ يدٍ
تخطّ لي مصحفًا .. تغتالني وطنا
لا تخلقوا
من دمي ربًّا يعيش على
أشلاء روحي ويهوى الموت و الفتنا
لا ترفعوا
صورتي فوق المساجد يا
مَنْ ترسمون لأطفالي غدًا خشنا
لا تكتبوا
شارعًا باسمي وباسم أبي
و تملأوا قلب أمّي بعدنا شجنا
لا تصرخوا
فالأغاني لن تموت بنا
لأنّنا قد نذرنا للهوى دمَنا
إنّ البلاد التي
نشدو على فمها
كبيرةٌ - ياصغار الأمنيات - بنا
وقريةً قريةً
نمشي إلى غدنا
فوق الدموع لنبني للندى مُدنا