صادفت اليوم مأرييا كأنه افلت للتو من صخور مأرب..
رجل جرانيتي ذكرني بالمأربي الذي توغل في العتمة ليلة ذهبنا لفك الحصار الحوثي عن الأرملة.
اتصل بي عندما كتبت اول منشور وقال أنه قادم.
بعد اربع ساعات وكنا قد عدنا بعد مغادرة الحوثيين اتصل من جولة الساعة بالحصبة وكان يصرخ اين انتم؟
سيارة جيب ونزل الرجل يمسك بي بقوة ويريد الذهاب إلى هناك "اينهو البيت يا استااااااد" وكنت اخشى اثناء محاولة الافلات ان يعلق زرار الكوت بحلقة القنبلة التي تتدلى من جرمنديته بينما هو فاتح فمه ويهتز وكأنه الجمل آكل المرار.
اخبرته اننا عدنا من هناك وان الحوثيين غادروا وان السيدة واطفالها بأمان ،، وتساءلت مالذي يحمل رجلا ليجوب الليل والمخاطر؟
لازلنا نملك ذلك الحس الانساني النبيل وهو يدفع رجلا كهذا للمجازفة بحياته بلا تردد..
انعطف عائدا إلى مأرب وانا اتساءل: ماذا لو كان معنا اذ توجهنا إلى هناك وهو بهذا الانفعال والقنابل؟
ولماذا طلب عدم الافصاح عن اسمه؟
ماربي طويل في اواسط الثلاثينات جاء من مأرب لينقذ أرملة، غاضب ومحتدم ودموعه تفيض بينما يردد: عيب، عيب اسود.
كان ظله طويلا على الاسفلت وكنت اشبه بمصادفة كائن اسطوري يمر في ليالي الحكايات التي لا تنسى، يترك احساسا بالثقة والغرابة ويمضي، ويبقى ظله.
لم أحتفظ حتى برقم تلفونه ضمن ما أثر عني من شرود.
أين تراك الان يا صاحب الظل الطويل؟