أرشيف الرأي

نداء.. لأطراف الصراع من أجل سلامة العاصمة وأهلها

نحن في أمانة العاصمة من مختلف المحافظات اليمنية وأطياف الشعب وتياراته وأحزابه ومنظماته ومذاهبه وتكتلاته وقبائله نناشد أطراف الصراع ومن معهم ومن يقف وراءهم أن يجنبوا أمانة العاصمة الحروب والفتن سواء باسم (تحريرها) أو (الدفاع عنها)، فتحريرها لا يكون بتدميرها، والدفاع عنها لا يكون بتحويلها إلى ساحة للحرب ومَرْتع للفتنة.

وهنا نود أن نلفت انتباهكم إلى عدة أمور:

1. نتطلع أن تتحرروا - جميعاً - من أوهام السيطرة والنَّصر والحسم الذي تُزخرفه لكم بطاناتكم وأنصاركم وحلفاؤكم وبعض وسائل إعلامكم، ومراكز الدراسات البعيدة عن الواقع والغارقة في الخيالات.

2. سكان العاصمة نحو ثلاثة ملايين، ولا شأن لمعظمهم بصراعاتكم على السلطة والنفوذ، ولا يتحملون تبعات أعمال القلة القليلة من أي تيار كانوا، ولا يرضون بقاء الحال في وضع ألّا دولة.

3. مساكن الناس ومتاجرهم وأملاكهم مختلطة في كل حي من سائر الفئات والتوجهات والمناطق، وأي اشتباك مسلح حول المدن أو فيها سيؤدي إلى اصطفافات فتنوية تُغرق النَّاس في مستنقع القتل والدمار.

4. أكثر سكان العاصمة فقراء تتوقف حياتهم بانقطاع أسباب عيشهم نتيجة للحرب، وقد يتحول بعضهم نتيجة للفراغ وضيق الحال إلى عصابات نهب وسلب وتطرف لا تفرق بين هذا وذاك.

5. ستدفع الفتنة بكثير من السكان إلى الالتحاق بأيِّ من أطراف الصراع تحت تأثير أي نوع من أنواع الضغوط ليخوضوا معركة لا شأن لهم بها، وبذلك تتسع دائرة المأساة وتزداد الأمور تعقيداً.

6. تحت شعار الدفاع عن العاصمة من الغزو سيتمكن فريق من حشر الناس في مواجهة خصومهم وإن لم يكونوا من أنصارهم، وتحت شعار تحريرها سيجد آخرون مَنْ يناصرهم ويتحرك حسب توجيهاتهم، فينتشر القتل والخراب ويصعب ضبط الأمن، إذ لا جهة محايدة يثق بها الجميع.

7. سيحاول كل طرف أن يتموضع على بيوت الناس وحولها، فإن منعوهم اقتتلوا معهم، وإن تركوهم عرضوا أطفالهم ونساءهم وممتلكاتهم للخطر بعد تحويلها إلى منصات ومتاريس.

8. من الطبيعي أن يؤدي الحصار والاستنفار والخوف إلى استنزاف المخزون الغذائي والدوائي والمشتقات النفطية، إلى جانب مغادرة الكوادر الطبية وأصحاب الرأي وذوي التأثير، وهذا كله مما يفاقم الأزمة ويتسبب في المزيد من الكوارث.

9. الفراغ والتوتر سيتيح المجال للجماعات المتطرفة لتكوين بؤر لاستقطاب الشباب المتحمس، ومن ثمَّ الزج بهم لتنفيذ عمليات القتل والتدمير تحت أي شعار طائفي أو حزبي أو ثأري.

10. إن استولى أحدكم على العاصمة بصلح أو غلبة فسيكون ذلك بعد خرابها، وصيرورة أهلها ما بين مقتول ومشرد، وتحوُّل السكان إلى كتل من الانتقام والحقد.
.

وفي ضوء ما تقدم ..

1. نقترح: إجراء تفاهم فيما يتعلق بأمانة العاصمة يجنبها ويلات القتال، حتى تتوصل أطراف الصراع إلى حلول شاملة، يتضمن التفاهم: رفع المظاهر المسلحة في العاصمة وعلى مداخلها، وتتسلم أمانة العاصمة مؤسسات الدولة وتتولى تسيير الشأن الإداري والأمني دون تدخل من أي طرف.

2. نهيب بجميع سكان العاصمة أن يرفعوا أصواتهم لمطالبة أطراف الصراع بالكف عن العبث بحياة الناس وأمنهم، ولا ينتظروا أمراء الحرب يحفرون لهم القبور ويُعدُّون لأهلهم ومدينتهم محارق الموت والخراب.. فإن أبت أطراف الصراع ولم تستجب لنداء العقل والحكمة والسلم، فليكن لنا مواقف أخرى نتوجه بها نحو المجتمع الدولي والأمم المتحدة للتدخل من أجل إيقاف هذه المغامرات التي لا تلقي لمعاناة ملايين الناس بالاً ولا تكترث بشأن حياتهم ومصيرهم.

3. وندعو كذلك لوقف القتال في مختلف المناطق والمحافظات (تعز والبيضاء وأب والحديدة وغيرها) وإعلان صلح بموجية تحقن الدماء، ويتجه الجميع نحو حوار سياسي في ضوء ما يتوافق عليه الجميع.

* من يشاركنا في هذا النداء فليبدي تأييده بأي وسيلة من وسائل النشر والتأييد حتى يصل هذا النداء إلى المعنيين ومؤيديهم، وقد ندعو عبر المنظمات والتكتلات والجمعيات والنقابات ونحوها لعقد لقاءات للتفاهم لبلورة موقف سلمي موحد حول مضمون هذا النداء، دفاعاً عن أنفسنا وبراءة لذممنا، وسعيا لإنقاذ شعبنا.

زر الذهاب إلى الأعلى