كورونا أيها الأحمق
سلمان القباتلي يكتب: كورونا أيها الأحمق
كان يمكن أن تستثني شعبنا بالذات، ليس شفقة بنا وإنما شفقة في أن نسقط هيبتك قبل أن تسقطنا في الهلاك.
بماذا ستخيفنا حتى نحذرك، بالموت مثلاً
لقد اعتدنا الموت حتى ألفناه، اعتدناه جماعات و أفرادا، اعتدنا الموت بكل صوره المختلفة وكما اعتدنا الموت بالقصف اعتدنا أن نموت لإتفه الأسباب كخطأ طبي بسيط مثلا واقتنعنا أن ذلك سبب كافٍ للموت.
بماذا ستخوفنا وقد اعتدنا صور الأجساد الممزقة، والأشلاء المتناثرة، واعتدنا المشاهد الدامية، والمقابر الجماعية، واعتدنا الوجع الكبير والعزاء الدائم.
كورونا أيها المغفل
ما الذي ستصنعه في شعب فقير مثلنا، لا يمتلك مطارات تقفلها، ولا ملاعب توقفها، وليس لديه اقتصاد حتى يخشاك.
شعب كادح، يمتلك وظائف بلا رواتب، ومستشفيات بلا دواء، وحكومات بلا دولة، تضج أسواقه بالمشردين أكثر من التجار، وتكتظ مساجده بالمتسولين أكثر من المصلين، وتزدحم شوارعه بالعمال أكثر من فرص العمل.
شعب مصاب بوباء الأنظمة، وفايروس السياسة، ولم يسلم جائحة الحرب، الحرب جائحة أخطر لايجدي معها أي احتراز، ولا ينفع معها أي وقاية، يمكن أن تبدأ بأصحاب الحجر المنزلي قبل المقاتلين في الجبهات.
كورونا
كان يمكن أن تستثني شعبنا بالذات، لأنك لن تغير شيئا في
شعب حياته الطبيعية أسوأ بكثير من الحياة التعسية التي فرضتها على الآخرين.
عناوين ذات صلة: