آن أن ينقلعوا
عادل الأحمدي يكتب: آن أن ينقلعوا
القيادة العاجزة والفاشلة والفاسدة والشللية والمنغلقة، هي أكبر عوامل بقاء الانقلاب الكهنوتي البغيض.
كل "يوم" يظل فيه هؤلاء على سدة السلطة، يُطيل عمر الحوثي "أسابيع". وكلّه من لحمنا وعظمنا ودمنا.
انتظرنا وقتا طويلا كي يغيِّروا، وحان الوقت كي يُغيَّروا.
لن نبيع الحاضر والمستقبل كرمى لعيون فشلَة فسدَة خذلوا أنفسهم وشعبهم وتفننوا في إهدار كل الفرص التي قدمت لهم على طبق من ذهب.
ضعف القيادة هو السر الكامن وراء إهدار الفرص وعدامة الحلول وتلاحُق الخسائر وتضارب التدخلات وتهافت الأطماع.
قلتها مرارا، إيماناً وقناعة، وعملاً بالأصول أنني كمواطن في الجمهورية اليمنية لا مسؤول أمامي سوى قيادة الجمهورية اليمنية في كل ما يحدث داخل الجمهورية اليمنية.
ونحن إذ نشدد على مسؤولية القيادة فإننا لا نبرّئ طرفاً، ولكننا نعرف جيداً من نسائل. تماما مثلما نعرف أنه بمثل هذا التخاذل والتردّد والتشكّك من قبل بعض النخب، ضاعت بلاد وهان شعب عزيز.
ومجدداً نؤكد: تعثّر التحرير، وتناسل التمردات، وتضارب التدخلات، وتكاثر المخاطر، كلها تمظهرات لضعف القيادة زائدا نفاق المنتفعين.
وعلى حراس الفشل من المنتفعين والحزبيين أن يسكتوا ويقطّفوا ويتمعنوا جيدا مقولة الشيخ عبدالعزيز الحبيشي رحمه الله، عندما دخل مقيله في إب، مشرف حوثي قائلا: سلام يا رجال. ردّ عليه الشيخ: ادخل خزّن بس.. ما لو احنا رجال ما كنت أنت هنا.
بالتالي فإنه لو كانت لدينا قيادة كفؤة ما وصلنا هذا الموصل.
وفي هذا السياق، من المحزن أن أول من يخذلك هم بعض المتحزبين بينما يتفاعل الصادقون والبسطاء ومن لا حلم لهم سوى وطن دافئ وعزيز. وهؤلاء هم الأمل.
بعض النخب صارت للأسف، قيودا على الأقدام تفرمل الإقدام. والأحزاب صارت أشبه بلوبيات مصالح تتواطأ ضد أية محاولة للنفع العام. انتهازيون لا غير.
يتفنن المرضى والمنتفعون ومحدودو الأفق في الوقوف مطولاً على الأعراض وكأنها أسباب. هناك أزمة منهجية في التشخيص تطيل المعاناة وتبدد الطاقات وتهدر الفرص.
خذوها من الشيخ المرحوم عبدالعزيز الحبيشي وقطّفوا.. الخلل في القيادة والترقيع متعذر.
ومن المؤسف أيضا أن المسؤول الفاسد قد يهمُّ بالرحيل والاكتفاء بما سرق، فيمسك بأطراف ثوبه البوّاب والبوق المناوب.. هذا النوع من الطفيليات يطيل من عمر الفساد، بكتيريا ضارة لا تعيش إلا في الأمعاء المريضة. مقاومة البكتيريا شرط لازم لاختصار المسافة.
ومع كل فاشل بوق مستبسل يرمي له بفتات ما يسرقه.. بوق برأس كبير يثبّط الناس ويصطنع الشكوك ويسمي نفسه كاتبا.
وعلى كلٍّ، أثق أن هذا الإدراك صار مشتركا شعبيا كبيرا، ولابد أن نخرج إلى طريق بدلاً من بقائنا نحمل فوق ظهورنا هذه القيادة النائمة، والأجساد تكون أشد عبئا وقت النوم. قيادة فرطت بعاصمة تلو أخرى، ومحال أن تقودنا لنصر.
آن أن ينقلعوا
عناوين ذات صلة: