إنقاذ بيروت يبدأ من تحرير صنعاء
د. لمياء الكندي يكتب: إنقاذ بيروت يبدأ من تحرير صنعاء
بيروت وصنعاء وبغداد ثلاثية الحقد الصفوي، عواصم عربية تنزف ويمتد نزيفها إلى كل بقعة من هذه البلدان.
ربما تمكن حزب الله من خداع اللبنانيين بكونه مقاومة وطنية، وخدع كل الأحرار في العالم بمقاومته التي أسست له كبلد خارج الدولة، يتجاذبها قوة النفوذ والتدخل الاجنبي الأمر الذي مكن حزب الله من التحكم في المشهد السياسي فيها.
لقد تغلب اللبنانيون ولو بشكل نسبي على الواقع الذي يحاول نصر اللات فرضه عليهم، بما يملكه من قوة عسكرية تجعل منه اللاعب الأقوى على الورقة الأمنية والعسكرية والسياسية، رغم جميع أشكال المقاومة الشعبية والسياسية، التي تتصدى لمشروعه التسلطي هذا.
فيما بقت صنعاء وبغداد، وإلى حد ما دمشق، أكبر ضحايا التدخل الإيراني فيهما وبمشاريع تدميرية أكثر فتكا وقتلا وسلبا للحاضر والمستقبل.
تشترك جميع العواصم العربية التي أسقطت بيد أذرع إيران، بذات المشاريع التقسيمية التي تعطل وتسقط دور الدولة الفعلي، لتمارس جماعاتها الخاصة دورها في السيطرة على هذه لبلدان، لتشكل مصدر تهديد داخلي فيها، ومصدر تهديد اقليمي أيضا.
لقد انطلقت هذه الجماعات بما فيها حزب الله في لبنان والحوثيون في اليمن، من منطلق فكري وسياسي ميلشياوي طائفي موحد، ينطلق من ذات الشعارات الزائفة، واستغلال حالة الضعف الداخلي فيها، لتبرير سطوها بقوة السلاح والخديعة، على مشروع الدولة الآمنة والمستقرة، فالفوضى الخلاقة التي بشر بها الأمريكان عقب سقوط بغداد تمضي مع حلفاء إيران نحو القدرة التدميرية لهذه البلدان.
واذا لم نتيقظ كعرب، وكأمة واحدة، لخطورة هذه الجماعات التي تم زراعتها وتغذيتها وسط عواصمنا وبلداننا، فإننا سنواجه حروبا أخرى وسقوطا أكثر فظاعة لعواصم عربية أخرى.
يتغذى الطائفيون في هذه العواصم على تحشيد القوة علها تجعل من بقائهم أمرا واقعا، في حين يظل المعارضون والمتنبهون لهم والمقاومون لهم في قائمة التخوين وتهم الارتزاق والعمالة والنفاق، حسب تصنيفهم لمفهوم الوطنية التي فصلت على مقاسات وسياسات طهران وحوزاتها التكفيرية.
إسقاط الدولة أو تعطيلها، كانا ولايزالان مسرح طهران الآمن، ومعها الولايات المتحدة الأمريكية لابتزاز القرار السياسي والعسكري والامني في الخليج.
ماحدث في بغداد ويحدث في صنعاء ودمشق وبيروت أمر طبيعي بالنظر إلى طبيعة المواجهة الدولية وسياستها في التعامل مع ما يجري في هذه البلدان، هذه السياسة التي ما زالت حتى الآن تمنع اتخاذ أي إجراء حربي حاسم ضد الجماعات العقائدية والسياسية التي نصبت نفسها كبديل للدولة.
إن تأخر الحسم في معركة صنعاء واستمرارها على هذه الوجهة يؤكد لنا حجم الكارثية التي تنتظرنا كعرب شعوبا ودولا، وإذا لم يتدارك الخليجيون خطورة ما حدث في بيروت الليلة وما يحدث في صنعاء ومدن اليمن كل يوم، فسنجد انفجارات مشابهة في قلب الرياض وفي الدمام والاحساء والمنامة والكويت وغيرها، بل قد نفاجأ بسقوط لهذه المدن والعواصم والممالك إذا لم يستفق العرب من سباتهم العميق.
فتحرير صنعاء هو الأولوية التي يجب أن يدركها الجميع، والتي يجب عليها بناء قاعدة آمنة لنا ولجميع شركائنا في المنطقة، لنتمكن بعدها من تطويق التآمر الصفوي في الوطن العربي ككل.
عناوين ذات صلة: