في اليوم العالمي للمرأة: شقيقة الروح (شعر)
قصيدة الشاعر اليمني سعيد الفريس في اليوم العالمي للمرأة: شقيقة الروح (شعر)
إن النساء تداوي القلب والكمدا
لولا دواهن غاب النور ما قصدا
فشاء ربي بأن يأتيننا زمرا
وكانت الأم فيها خير من عهدا
تسامر الليل إن كان ابنها سقما
وتلعق الصاب صبرا كلما وردا
وفي مجون المآسي تنتشي قصصا
ليرجع النوم طفلا كلما ابتعدا
كأن للحب نبع في جوانحها
وفي أصابعها إن لامستك ندى
فكل أنثى غدت في قومها امرأة
أضحت تثقف جيلا للعلى صعدا
وكل بعل أتاه الله منزلة
بالأمسِ كان بأكنافِ النساء ولدا
فليعدل الخلق في حق النساء فقد
ساوى إله البرايا بينهم وهدى
هن الحنان إذا ما هدنا نكدٌ
أقبلن يمسحن عن أرواحنا النكدا
لو أنهن... لن نرى في العيش مكرمة
ولن تُحلي دمشق الماء أو بردى
كيد النساء جوىً يأتي ومكرمة
والكيد أن كان عشقا فلنكن شهدا
فإن حظيت بأنثى كن لها سندا
لا أن تصير لها ذئبا ولا أسدا
ولا تكن فوقها في ظلمها بطلا
ولا تزد أمرها ضيقا ولا كمدا
فكن شغوفا عطوفا مقسطا مرحا
والحب رخو فإن عنفتها كسدا
تلك النساء قوارير فإن كُسرت
قلوبها أصبحت للعابرين مدى
فهن يا صاحبي الدنيا برمتها
ننال من وحيها الترياق لا الزبدا
وهن في هذه الدنيا ملائكة
مثل الغزالات فاترك خلفك الحسدا
ما زال يعصرني شوق لفاتنة
وكل يوم أنادي باسمها بددا
فإن أراها يزيد الشوق لوعته
وإن توارت يصير القلب متقدا
فلي بكلتا يديها الآن أغنية
فمن سيعزف في محرابها وددا؟
يا آخر الفاتنات السمر مغفرة
قد صرت دونك بين الناس لا أحدا.