شخصيات وسيرشعر وأدب

يوسف الشحاري.. بساطة العظمة

يوسف محمد الشحاري.. بساطة العظمة للشاعر والأديب الثوري اليمني بقلم يحيى الحمادي


يوسف محمد الشحاري.. شاعرٌ وأديبٌ ثوري، من مؤسسي اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، ونقابة الصحفيين اليمنيين، له أدوار لا تُنسى في مسيرة الثورة اليمنية الخالدة، و"كان شعره الثوري من أخطر وسائل الاحتجاج والرفض مطلع سبعينات القرن الماضي".

يقول البردوني: (نَغتدي شِعرَ الشّحاري تارةً تارةً نَحسُو خطاباتِ الربادي)، كما أنه لا يَختلف عدوٌّ وصديقٌ على أن الشحاري عاش عفيفًا، متخففًا من فساد السلطة وأوحالها، نظيفَ اليدِ والقلب، مكافحًا جسورًا ضد العنصرية، واقفًا بكل حزم لرفع الظلم عن الناس والدفاع عنهم، وقد تعرّض للاعتقال أكثر من مرة بسبب شعره الثوري الذي جعل شعارَه الدائم: (الجمهورية - الوحدة - الإنسان).

ولد يوسف الشحاري في حارة السّور، بمدينة الحديدة، عام 1932م، ودرس فيها القرآن وأصول الفقه والدين على يد والده العلامة محمد الشحاري، ثم التحق في الحديدة بالمدرسة (السيفية)، ودرس فيها جميع مراحله التعليمية، وتخرج منها عام 1954م، ثم تم ترشيحه بعدها مع آخرين من زملائه للدراسة في كلية الشرطة بتعز، وخرج منها بشهادة الدبلوم في العام 1956م، ليتولى بعدها منصب مدير أمن (اللُّحَيَّة).

من المناصب التي شغلها بعد قيام الثورة المباركة:
- مديرًا لأمن لواء الحديدة.
- مديرًا للإذاعة بصنعاء.
- رئيسًا لتحرير جريدة الثورة.
- كبير المعلمين بكلية الشرطة.
- عضوًا ووكيلًا لمجلس الشورى.
- عضوًا بمجلس الشعب التأسيسي.
- عضوًا في لجنة إعداد وصياغة الدستور للجمهورية.
- رئيسًا للّجنة العليا لانتخابات المجالس البلدية.
- عضوًا ووكيلًا لمجلس الشورى 1987م.
- عضوًا لهيئة رئاسة مجلس النواب.
- عضوًا للمجلس الاستشاري.

نماذج من أشعاره:

بِاسمِ شَعبي تَحلُو المنايا، ويَحلُو الـ
ـسّجنُ دارًا، وتُستطابُ القيودُ

لن أُداري ما دمتُ أَشعرُ أني
يمنيٌّ بأرضِهِ مشدودُ

يمنيٌّ أنا، وأنتَ يمانٍ
رَعرَعَتنا سُهولُها والنجودُ

يمنيّونَ قبل أن يَتمادى
في غباءٍ شوافعٌ وزيودُ

*

يا لُصُوصًا بِقَـرارِ
شَنَقوا حُلمَ النهارِ

فَقَؤُوا وَمضَ الأماني الـ
زَغرَدَت في كلِّ دارِ

فَقَرَأنا مِن جَديدٍ
صَفَحاتِ الانهيارِ

*

وكتَبنا مَصيرَنا يومَ ثُرنا
وسنَحمي مَصيرَنا بالدماءِ

ومِن العارِ والنذالةِ أنّا
ننحني للوسيطِ والوسطاءِ

ارفعُوا الصوتَ واضحًا وجَليًّا
نحن لسنا جَماعةً مِن هَباءِ

لا، ولسنا صِفرًا، ولسنا قطيعًا
أو يتيمًا يُحاطُ بالأوصياءِ

*

وطنيّون في المَتاكِي، كِـلابٌ
في التقاريرِ، يَقتلون النهارا

وطنيّون في المَتاكِي، كِـلابٌ
في الحراساتِ، لا يَصُونون عارا

*

يَتزاحمون على العمالةْ
يا لَلخَساسةِ والنذالةْ

يَتزاحمون على العمالةِ
كالذّبابِ على الزبالة

*

نحن رُوحُ التاريخِ، أسرارُهُ
ونحن الألحانُ والقِيثارُ

نحن رُوحُ التاريخِ مهما فعلتم
نحن مَضمونُهُ، ونحن الإطارُ

*
من مرثيته لصديقه البردوني يقول:

غاب مَن قَـزّمَ التفاهاتِ في الفِكرِ
وأزرَى بِصَولةِ الطغيانِ

غاب غاب الصِّدقُ الأصيلُ، فنُوحي
يا بلادي على الأَغَـرِّ اليماني

*

ومن قصيدته في أربعينية رفيق دربه المناضل الرّبادي، يقول:

أيها الشامخُ الأَبيُّ ستبقى
أبدًا شامخًا، ولن تَتوارى

أيها الشامخُ الأبيُّ محالٌ
أن يَنالَ النسيانُ يَومًا كِبارا

بعد مسيرةٍ حافلةٍ بالعطاء وشرف العيش، انتقل فقيد الوطن الكبير إلى جوار ربه في الـ 16 من سبتمبر عام 2000، عن عمر ناهز الـ 68 عامًا.
وقد صدر له بعد وفاته ديوانٌ بعنوان (وَعد ورَعد).

اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: يوسف الشحاري

زر الذهاب إلى الأعلى