آراء

الدكتور عبدالعزيز المقالح التبع اليماني المعاصر... وداعاً

رياض الفرح يكتب: الدكتور عبدالعزيز المقالح التبع اليماني المعاصر... وداعاً


الدكتور عبدالعزيز المقالح صوت ووجه اليمن في المحافل العربية والدولية لا يكاد يحضر اسم اليمن إلا وكان المقالح مقترنا به ارتبط إسمه بالحرية منذ إعلان فجر الثورة اليمنية ضد الامامة والتخلف والرجعية فخاض معارك تنويرية وأدبية لنشر الوعي والثقافة والإبداع..

ومن وجهة نظري إنما جعله رائداً من رواد الشعر الحديث هو تأثره بالخط الثوري القومي ومحاولة كسر قيود العزلة والرتابة التي كان يعاني منها الوطن العربي واليمن على وجه الخصوص ومثلما قام العسكريون بتغيير الأنظمة المستبدة وقيام أنظمة جديدة للحكم أستطاع الدكتور عبدالعزيز وغيره من الشعراء في الوطن العربي الخروج من عباءة الشعر الكلاسيكي وقيام نظام جديد للقصيدة.

الدكتور المقالح لا يقل أهمية عن ملوك اليمن وتبابعتة الذين ما زالت أسماؤهم تتردد منذ الآلاف السنين لما تركوه من آثار لم يستطيع الزمن تغييبها برغم حقد الحاقدين على تاريخنا وحضارتنا.

وإذا كان التبابعة قد غزو البلدان وفتحو الأمصار بخيولهم وسيوفهم فقد فتحها الدكتور المقالح بقلمه وفكره وإبداعه ووضع بصماته اليمانية صاغها شعراً ونثراً وروايات اشبه ما تكون بنقوش مسندية على جدار الزمن، فاستحق ان نسميه التبع اليماني المعاصر، فقد جعل اليمن وتاريخه وحاضره محور اهتمامه وابداعه ففي كل حرف يخطه قلمه يتجلى اسم اليمن فهو الحاضر في كل حدث من أحداثه منذ بداية مسيرته إلى اليوم وهي حالة اتحاد بينه وبين الوطن تجلت في احد قصائده التي قال فيها:

في لساني يَمَنْ

في ضميري يَمَنْ،

تحتَ جِلْدي تعيشُ اليمنْ

خلفَ جَفْني تنامُ

وتصحو اليَمَنْ،

صرتُ لا أعرفُ الفرقَ ما بينَنا..

أيُّنا يا بلادي يكونُ اليمنْ؟!

خلال نصف قرن من عمر اليمن الحديث حمل المقالح وغيره من أبناء الوطن معالجة الفكر الثقافي ونفض الغبار عن تاريخ وحضارة اليمن وإيصال صوت المثقف اليمني للوطن العربي والعالم بعد سنوات عاشها اليمن تحت حكم الإمامة مغيبً عما يدور حوله من نهضة ثقافية وادبية وعلمية حول العالم.

اليوم يترجل التبع اليماني عن صهوة جواده رحمه الله معلم الأجيال والأب الروحي للشعر والأدب اليمني والعربي

موعدنا غداً بمشيئة الله للمشاركة في وداعه من جامع الخير بشارع مجاهد جوار منزله.

اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: عبدالعزيز المقالح.. تغريبة الحزن اليماني: الشعر كسياحة في الأعصاب

زر الذهاب إلى الأعلى