نشرت إسرائيل، اليوم الاربعاء، الوثائق التي جمعتها ثلاث لجان تحقيق حكومية جرى تشكيلها خلال السنوات الماضية وبقيت سرية حتى اليوم، بعد مرور أكثر من 60 عاما على اختفاء عدد كبير من الاطفال لعائلات اليهود القادمين من اليمن.
وحسب تقارير صحافية، جرى الاعلان عن نشر هذه الوثائق بحضور نتنياهو ورئيس اللجنة المكلفة بفحص هذه الوثائق الوزير تساحي هنيجبي، وكذلك بحضور وزيرة القضاء ايلات شكيد، في بث مباشر من مقر رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو، حيث خصص موقع على الانترنت لنشر هذه الوثائق كي يستطيع أي شخص الاطلاع عليها، مع تأكيد رئيس اللجنة هنيجبي وكذلك وزيرة القضاء بأن كافة الاسئلة حول هذه القضية لن تجد الاجابة، كذلك بقيت اسماء الاطفال سرية ولم يتم نشرها، ويدور الحديث عن 3500 ملف يحتوي على 210 الاف وثيقة.
وقضية اختفاء اطفال اليمن والتي حدثت خلال الفترة بين 1948 و1954 شغلت اسرائيل في مراحل مختلفة، وجرى تشكيل ثلاث لجان للتحقيق حول هذا الاختفاء خاصة وأن الحديث يدور على أكثر من 1000 طفل اختفى في تلك الفترة، وكانت الاتهامات التي وجهت من عائلات هؤلاء الاطفال بأنه جرى منح اطفالهم لعائلات يهودية أخرى، في الوقت الذي كانت الرواية الرسمية التي قدمتها اسرائيل في حينه بأن هؤلاء الاطفال توفوا نتيجة المرض، وقد وجهت اتهامات بأنه جرى اخذ عدد من هؤلاء الاطفال كي يخدموا في اجهزة أمن اسرائيل خاصة الموساد بعد بلوغهم، خاصة بأن عدد من الاطفال الذين اختفوا ليس فقط من اليمن وانما من دول شمال افريقيا، أي الدول العربية مصر تونس المغرب ليبيا.
وكانت آخر لجنة حكومية جرى تشكيلها نشرت في عام 2001 بأن 972 من الاطفال قد توفوا ولا يزال مصير 56 طفلا مجهولا، ولكن بعد ذلك تبين لدى بعض العائلات عدم وجود جثة في القبر الذي ذكر بأنه جرى دفن ابنهم فيه، ما فتح القضية مجددا وبأن هؤلاء الاطفال لا زالوا على قيد الحياة ولكن دون معرفة مكان عيشهم.
وقد سارعت بعض المواقع العبرية لنشر ما جاء في بعض الوثائق والتي تشير بشكل واضح إلى صحة اتهامات عائلات الاطفال، فقد اظهرت بعض الوثائق بأنه كان يتم دفع 5 الاف دولار مقابل الطفل الواحد، فقد اظهرت وثائق بأن العديد من الاطفال كان يتم ترحيلهم من مراكز الايواء التي وصلوا اليها إلى مستشفى رمبام في حيفا، وكان يتم الترحيل بعد حضور زوار إلى المركز وهم من يهود أمريكا أو من فرنسا، وأظهرت الوثائق طبيعة هذه الزيارات والتي كانت تجري في الوقت الغير مسموح به الزيارة، وكذلك حديث الزوار مع الاطفال أو اهتمامهم بالرضع وغيرهم من الاطفال، وبعد ذلك يتم ترحيل الاطفال من المركز وعندما تأتي الام ولا تجد طفلها، تجد اجابه بأنه جرى نقله لمستشفى حيفا مع العلم بأن الطفل وفقا لرواية الام وحتى العاملة في المركز لم يكن مريضا وكان طبيعيا.