إلى متى ستظل حالة الحوادث الأمنية بهذا التردي المفجع إلى الحد الذي لا يكاد يمر أسبوع إلا ونملأ صفحاتنا ومواقعنا ونشغل عناوين الأخبار بالتعازي والإدانات جراء الإنفجارات والحوادث والاعتداءات هنا وهناك؟ هل سيحملنا الأمر إلى إقامة عزاء مفتوح وإدانة مستمرة نتيجة التكرار لهذه الحوادث؟
لم تغب صورة مشهد سقوط الطائرة العسكرية في العاصمة صنعاء قبل أشهر قليلة حتى تكرر مشهد آخر وسقوط آخر خلف وراءه ضحايا بشرية وأضرارا مادية وترويعا أضعاف ما خلفه السقوط الأول، واليوم يتكرر السقوط الثالث لطائرة حربية وكلها في العاصمة صنعاء!! مما يجعلنا نتجاوز إرجاع أسباب السقوط لاختلالات فنية إلى أسباب أخرى متعمدة ومقصودة،وإلى فشل مخزٍ للأجهزة الأمنية ولاهتراء الدولة، ويتضح ذلك بجلاء لكثرة الحوادث الأمنية والاغتيالات والانفجارات والصراعات المسلحة كما يحدث في مأرب حاليا.
إن السقوط المتتالي للقيم والمبادئ والوطنية وعدم استشعار المسؤولية، ابتداء من الأخ رئيس الجمهورية الذي ما زال يدير الدولة بنمطية قديمة وآلية بالية ، لم تستوعب ولم تشبع طموح الشعب بل لم تحقق القدر الأدنى مما ثار لأجله الناس ، إلى حكومة الوفاق التي لم تكن بمستوى الكفاءة والمسؤولية التي تحملتها، ولم تغير شيئا من واقع الأمس بل كرست وفاقمت من مشكلاته وصبتها على واقع اليوم ..
كل ذلك ينتج عنه الكثير من الكوارث والحوادث التي لا تقتصر على البر بل تستهدفنا من الجو أيضا.
تعازينا لليمن واليمنيين بدون استثناء وعظم الله أجر الجميع.