عشرون مهدياً

قصائد الشاعر الكبير عبدالله البردوني - نشوان نيوز - عشرون مهدياً

باطلاً خلت وجدكم بعض وجدي
واعتياداً دعوتكم أهل ودي

ألأني بلا أنا في انفرادي
كان أنتم وهن إجماع فردي

أهربوا أهربوا، أخاف عليكم
ول ماذا لا تحتمي؟ ذاك وكدي

* * *

هل أغني لكم، وأبكي عليكم؟
أم أؤدي ما ينبغي أن أؤدي؟

في انتظاري غرابة، هل أريكم
عن خلاف الذي أواريه أبدي؟

* * *

يا رفاقي برغم علمي بأني
أغتلي عنكم، وأرمد وحدي

من حطامي أرقى على الرعب يعيا
هل أشوي جبينه أم أندي؟

غير خاشٍ بأي نارٍ سأرمى
وعلى أي تربةٍ سوف أودي!

كل نارٍ أحر، بالنضج أسخى
كل صقعٍ في الأرض أهلي ومهدي

كل قبر نزلت، أصبى احتضاني
يا قبوري متى سأبلغ رشدي؟

* * *

هاك يا حامل الصواريخ صدري
عارياً كالرصيف طلق التحدي

أي شيء تهذي، أصالحت مثلي؟
ما أنا مثله، ولا أنت ندي

في يدي غصن وديوان شعرٍ
في يديك الردى وعنوان لحدي

* * *

أنت من دولةٍ على كل ندبٍ
تلتظي كاحتراق تابوت هندي

كل حكمٍ له أصول وحد
وهي قالت: تجاوز الحد حدي

أي عهد ترعين؟ قالت ومرت:
قتل من شذ عن يدي عهد عهدي

* * *

أنت منها ترمي ب (شيراز) (دلهي)
كل سنديةٍ بأي ابن سندي

ترتعي (كندةً) تموراً، ويرعى
في موانيك شلوه كل كندي

ولهذا تقد أكتاف أهلي
فتعشي مشايخي أو تغدي

وتبث المدى يلوحن حولي
والزوايا الأخفى يحاولن شدي

فلتعسكر عليَّ أحجار بيتي
ولتبولس نومي، سأشدو لسهدي

* * *

فانحنى سائلاً: أهذا وحيد
أم ألوف؟ إن الغرابات تعدي

غره من رأى له نصف قلبي
مرقسي الهوى، ونصفاً معدي

فدعا الترجمان: قل لي فصيحاً
ألشيء يدعون هذا التصدي؟

محرق، مورق، يقول سكوتاً:
قف إلى أين تجتدي غير مجدي؟

* * *

من رأني أرديت يوماً قطاةً
فل ماذا يخافني كل مردي؟

ألأني عجنت في جوف أمي
بالجراحات، أعشق الموت وردي

أو لأن الرصاص حين يحني
بدمي، أهتدي إليَّ، وأهدي

أو لأني أذب عند عدوي
مصرعاً كالذي أعاصيه عندي

أو لأني لا أكره الخصم شخصاً
بل أعادي فيه صفات التعدي

أو لأني أصيح: يا شيخ (هنري)
أكرث الكارثات ما سوف تسدي

* * *

أنت أدهى ، تشق بعضي ببعضي
وعلى مخنقي تشد بزندي

في مدب النعاس تسري لتطوي
بين نهدي مخدتي عض خدي

حين تدنو تخيف صمتي بصوتي
حين تنأى إليك تقتاد بعدي

واجداً في ديارك الأمن مني
في دياري تغشى أفاعيك جلدي

* * *

فل ماذا عني إليك ارتحالي؟
ول ماذا إليك مني مردي؟

كيف تخفى هناك عني وتبدو
لي هنا، حيث أنتخي وأفدي؟
* * *

وبرغمي تبيت جاري وترمي
بجراد الفلا بساتين جدي

ألأن الألى أحبوا قصيدي
قعديون لا يحبون قصدي

أم لأن الذي يسمى نظامي
سيفك المنتضى عليَّ وغمدي؟

* * *

حالة تلك، لا تطيق بقاءً
لا ذهاباً، لكن تجيد التردي

فاذا ما سألتها: وإلى كم
اءلت، من ترى تسد مسدي؟

هل تسدين يا ابنة القحط شيئاً؟
والمنى في انتظار عشرين مهدي

كيف قبلي تحيا انتظاري وأخشى
شهوة الانتظار تجفوك بعدي

1992م

زر الذهاب إلى الأعلى