القطاة.. والصقر العجوز
قصائد الشاعر الكبير عبدالله البردوني - نشوان نيوز - القطاة.. والصقر العجوز
مَنْ أعادتْ إليك منكَ الرضيعا
مثلَ سرٍّ خفى وأضحى المُشيعا
أيَّ شيء رأتك ذكرى طيورٍ
وادياً كان قبل عامٍ ينيعا؟
ربما أطْلَعَتك منك نبيا
وغدتْ وحدها النصيرَ التَّبيعا ً..
علَّموني أعي وصايا (وكيع) ٍ
أتراني غداً سأوصي (وكيعا)
***
ما تخيّلتَ أنَّ أصبى قطاةٍ
سوف تُصبي صقراً إلى الموت بيعا
وعلى ساعديه سوف تغنيّ
ويغنيِّ لها شجياً مُطيعا
وعليها الطراوةُ البكرُ تطفو
وله الحيةُ تَشُوكُ الضَّجيعا
***
مثلُ بنتِ ابنهِ، وعنه أزاحت
نصفَ قرنٍ، فكيف نالَ المنيعا؟
بيدٍ وهّجتْ مَصِيفَ صياهُ
وبأخرى حنّتْ هناك الصّقيعا
لا أتته خديعةً، لا تَلَقّى
هذه الفُجأة الألوفَ حديعا
***
أي إلف من الغرابات هذا
فيه معنى يثني السؤال صديعا؟
كيف لاقى حلاوة ما ارتجاها
أهي راعته، من درى كيف ريعا؟
***
أنصت فاقتنصت جئت وجاءت
أهي نادتك أم أجبت سميعا؟
واضح ما اتزرت حسناء يوماً
هل إلى هذه انتخب الشفيعا؟
أتراني أصبت؟ كلا، ل ماذا؟
إن كنه الوضوح يعي الضليعا
***
أي سكرين تحتسي؟ أي أم
ضعت فيها مخافة أن تضيعا؟
بعد ستين ما نسيت ارتضاعاَ
أحليباً طعمته، أم تجيعا؟
لست تدري كان الزمان مكاناً
يشتهي في قميصها أن يميعا
***
طفلة أطفلتك، أهي استطاعت
وحدها، أم أردت أن تستطيعا
لست تدري، ما زلت سكران تنأى
عنك، لن تستفيق إلا صريعا
***
هل أحالت فيك الشتاء ربيعاً
ذا امتلاء، أم ألبستك الربيعا؟
ربما رقعت حواشي شبابي
ثم نحت ذاك القميص الرقيعا
وسقتني من غصنها فإذا بي
روضة تحتوي الغصون جميعا
خلت غرسي يميد تحت جناه
كزمان يلغي الزمان المجيعا
للعصافير بالعناقيد يومي
ويلاقي إلى الدروب القطيعا
وإلى الجائعين يزجي حصاداً
وإلى العانسات عطراً مذيعا
وإلى الثائرين عزماً بصيراً
وإلى القامعين محقاً سريعا
وإلى اللاجئين منهم دياراً
من قلوب، للرعب حرقاً فظيعا
وإلى كل فاجر ذي نفود
- تشتري المعدمات- بؤساً شنيعا
وإلى ذي الطموح يهدي كتاباً
بالعوافي يدنو يلف الوجيعا
وإلى كل نبتة مد نبضاً
مطراً هانئاً وسهلاً مريعا
وإلى ما كان واقعاً قبل يوم؟
غير الوقع، أم أجد الوقيعا؟
قيل لاقت من تصطفي فأجادت
آية الحسن أن يجيد الصنيعا
***
منذ غذت هاتيك أعراق غرسي
صغت حتى الخراب فنا رفيعا
واكتشفت الدميم غير دميم
وخليع الأمير ليس خليعا
ودخلتُ النهار أجلو مناهُ
وقميصَ الدجى هزيعاً هزيعا
مِن أفانينها ابتدأتُ انتصافي
فانثنى أوّلي طليقاً وديعا
كان سرّي قصيدةً لم أقلها
قلتها الآن فابتدعتُ البديعا
***
1991