ألوان من الصمت

قصائد الشاعر الكبير عبدالله البردوني - نشوان نيوز - ألوان من الصمت

مثل طفل حالم يصحو ويغفو
يرسب الصمت بعينيه ويطفو

ينطوي خلف تلوي جلده
كعقاب ينتوي الفتك ويعفو

ويهمس الإنشاد.. ينسى صوته
يتزيا بالهوى يحنو.. ويجفو

يحتسي أنفاسه.. يرسلها
زمراً كالنحل ترتد وتهفو

ينحني.. يرحل في لحيته جاثياً
ينجر.. يغبر.. ويصفو

بعضه ينسل منه.. بعضه
يمتطي أطراف كفيه ويقفو
***
صرخة المذياع تدمي هجسه:
قاتلوا في (قبرص) اليوم وكفوا

(الفيتكنج) استحالوا شجراً
هبطوا كالجمر كالعقبان خفواً

***
إرتدى أبطال سيجون الحصى
دخلوا الأعشاب كالأعشاب جفوا

***
حشدت (واشنطن) الموت سدى
ركض الأموات أخطاراً وحفوا

أنبتت كل حصاة موكباً
كعفاريت الربى اصطفوا وصفوا

وثبوا كالسيل، كالسيل انثنوا
تحت أمطار اللظى احمروا ورفوا

***
قرر الأقطاب حلا حاسما..
للمآسي لحظة، تابوا وعفوا

استشفوا أن إقلاق الأسى
يطلق الأطفال.. هذا ما استشفوا

إنتهت أخبارنا فانتظروا
واستراحوا ساعة، غنوا وزفوا

يخلع الصمت هنا ألوانه
يتعب التمزيق فيها ثم يرفو

اغسطس1974م

زر الذهاب إلى الأعلى