أبو العلاء المعرّي
الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - أبو العلاء المعرّي
أيُّ نهرٍ توحَّدَ مجراهُ بالكونِ
والناسِ؟
أيُّ صباحٍ يضيءُ منَ الشامِ
في عَتمةِ الدهرِ؟
أيُّ الكواكبِ جاءَ
ليسكُنَ في جسدٍ منْ ترابِ (المعرَّةِ) ؟
أيُّ فضاءٍ هوَ القلبُ – قلبُكَ
تسكنُهُ الكائناتُ؟
وكيفَ اعتزلتَ وفيكَ جميعُ البلادِ
وحررَّتَ نفسَكَ منْ صخبِ الخوفِ
منْ كمدٍ يعتريكَ
ومنْ وحشةٍ لا تراها؟
لَكَمْ كنتَ في وحشةِ اللَّيلِ عذباً
تعانقُ صبحاً بعيداً
وتستقبلُ الطعناتِ
بسخريّةٍ مُرَّةٍ
وبقلبٍ شفيفْ!
* * *
"منْ لي بأني أقيمُ في بلدٍ،
أُذكرُ فيهِ بغيرِ ما يجبُ
يُظَنُّ بي اليُسْرُ والديانةُ والعلمُ،
وبيني وبينَها حُجُبُ
كلُّ شهوري عليَّ واحدةٌ
لا صَفَرٌ يُتَّقَى، ولا رَجَبُ
أقررتُ بالجهلِ،
وادَّعَى فَهَمي قومٌ،
فأمري وأمرُهُم عجبُ
والحقُّ أني وأنهم هَدَرٌ
لستُ نجيباً، ولا هُمُ نُجُبُ
والحالُ ضاقتْ عنْ ضمِّها جسدي
فكيفَ لي أنْ يضمَّهُ الشَّجَبُ
ما أوسعَ الموتَ،
يستريحُ بِهِ الجسمُ المعنّى
ويخفُتُ اللَّجَبُ".
(لزومُ ما لا يلزم)