نشر بعض محبي الشيخ المحدث مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله، صورة نادرة له في صفحة في موقع للتواصل الاجتماعي بعد أن ظلت صورته غير معروفة إلا لمن رآه عيانا.
ويعد الشيخ العلامة أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله من أبرز علماء اليمن والعالم الإسلامي ككل في الحديث وعلومه وله العديد من المؤلفات القيمة التي ذاع صيتها في الأوساط العلمية.. بالإضافة إلى كونه مؤسس دار الحديث بدماج في محافظة صعدة شمالي اليمن وهو مركز يؤمه الآلاف من طلبة العلم من داخل وخارج اليمن. وباءت كل محاولة جماعة الحوثي لإرهاب طلبة دماج ودفعهم للرحيل، بالفشل.
ولد الشيخ الوادعي في قرية دماج التابعة لمحافظة صعدة باليمن، ولم يؤرخ ميلاده على وجه التحديد لكونه نشأ في بيئة أُمِّيَّة، ولكن يعتقد أنه في حدود عام 1351ه، وقد نشأ يتيم لأب، وهو من قبيلة وادعة من هَمْدان. درس في الجامعة الإسلامية بالسعودية بكلية أصول الدين انتظاماً، وبكلية الشريعة انتساباً، ثم واصل دراسته فيها حتى حصل على الماجستير في تخصص علم الحديث. وأثناء تحضير الشيخ للماجستير قبض عليه في السعودية بتهمة كتابة الرسائل لجهيمان العتيبي، ثم رحِّل إلى اليمن وفيها أسس مركز دماج.
من أهم مؤلفاته في علم الحديث "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين"، في مجلدين وقد رتبه ترتيباً فقهياً في ستة مجلدات سماه "الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين".
وتتلمذ الوادعي على يد علماء كبار أبرزهم الشيخان مجد الدين المؤيدي ومحمد بن ناصر الألباني. كما تتلمذ على يديه جمهرة من طلاب العلم الذين صاروا علماء ودعاة لعل من أبرزهم المشائخ:
محمد بن عبد الوهاب الوصابي
محمد بن عبد الله الإمام
عبد العزيز بن يحيى البرعي
عبد الله بن محمد عثمان الذماري
يحيى بن علي الحجوري
عبد الرحمن بن مرعي العدني.
ولقد كانت وفاة الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله، مع غروب شمس السبت 30 ربيع الآخر 1422ه في مدينة جدة بعد رحلة علاجية دامت أكثر من سنة، عن عمر ناهز السبعين عامًا.
ومعلوم أن الشيخ الوادعي رحمه الله كان له فتوى يحرم فيها التصوير وله كتاب تحريم تصوير ذوات الأرواح، ما جعل الحصول على صورة شخصية له أمرا عزيز المنال إلى أن تكرم الأخ "أبي أيوب العامري" (حفيد الشيخ مقبل الوادعي) بالكشف عن هذه الصورة التي تناقلها أغلب طلابه بحفاوة وسرور رغم علمهم بموقفه من التصوير فيما رأى آخرون أن نشر صورة الشيخ مقبل أمر منافٍ للوفاء له.