يعد العميد مناف طلاس أهم الضباط السوريين الذين انشقوا عن نظام الرئيس بشار الأسد منذ بدأت في منتصف آذار/مارس 2011 حركة الاحتجاجات التي تطالب بإسقاط النظام.
وترجع أهمية هذا الانشقاق إلى كون مناف طلاس -البالغ من العمر 48 سنة- كان من أهل الحظوة لدى الأسد، وصديقا مقربا له.
كان والده العماد مصطفى طلاس صديقا للرئيس الراحل حافظ الأسد الذي حكم سوريا لمدة ثلاثين عاما، فأصبح مناف صديقا لباسل الأسد، النجل الأكبر لحافظ، الذي توفي في حادث سيارة 1994، ثم صديقا لشقيقه بشار.
بين 1958 و1961، فترة إعلان الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا، كان حافظ الأسد ومصطفى طلاس -وهما عضوان في حزب البعث- يخدمان في القاهرة، وكانا معارضين للوحدة. وفي 1970، وصل حافظ الأسد إلى السلطة، وبعد سنتين عين طلاس وزيرا للدفاع.
وعلى خطى والديهما -اللذين التقيا في المدرسة الحربية بحمص بداية الخمسينيات من القرن العشرين- توجه باسل ومناف نحو الحياة العسكرية، وكانا ضابطين في الحرس الجمهوري الذي يعتبر قوات النخبة العسكرية في البلاد.
لمناف ثلاثة إخوة ذكور، أشهرهم أخوه فراس، وهو رجل أعمال كان يشرف على مجموعة "من أجل سوريا" المتخصصة في إمداد الجيش السوري بالمواد الغذائية والملابس والأدوية.
قبل انشقاقه، كان مناف طلاس ضابطا كبيرا في الجيش السوري، حيث كان هو قائد اللواء 105 من الحرس الجمهوري، وهي قوات نخبة يقودها ماهر الأسد -شقيق بشار- الذي يعد أحد مهندسي الحل الأمني والتصدي بالعنف للمتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام.
اختلفت التقديرات والتصريحات بشأن الأسباب المباشرة الحقيقية لانشقاق مناف، حيث قالت بعض المصادر إنه انشق بسبب الحملة الدامية على مسقط رأسه بلدة الرستن، بينما اعتبرت مصادر أخرى أن الطلاق بينه وبين النظام حصل خلال العملية العسكرية على حي بابا عمرو في مدينة حمص خلال شهريْ فبراير/شباط ومارس/آذار الماضييْن، عندما رفض قيادة الوحدة التي هاجمت الحي ثم سيطرت عليه.
وتؤكد هذه المصادر أن مناف طلاس منذ ذلك الوقت، طلب منه الرئيس السوري ملازمة المنزل، وخضع لمراقبة الاستخبارات السورية.