[esi views ttl="1"]
arpo28

اليمن يبدأ مرحلة «كسر عظم» في ساحة الجنوب

دخل اليمن خلال الأيام الأخيرة معركة "كسر عظم" بين مشاريع الانفصال والوحدة، وتحولت مناطق الجنوب إلى ساحة صراع مكشوفة، تداخل فيها العامل الديني بالمناطقي والسياسي معاً، في وقت عجزت صنعاء عن إدارة الصراع في الجنوب بعدما اتسعت رقعة الخلافات بين القوى السياسية، وخاصة حزب التجمع اليمني للإصلاح وأنصار الحراك الجنوبي، المنادي باستقلال الجنوب واستعادة الدولة الجنوبية السابقة، التي توحدت مع الشمال قبل نحو 23 عاما.

وتواصلت أمس مظاهر العنف في أكثر من منطقة جنوبية والتي ترافقت مع استمرار حالة العصيان المدني، التي دعا إليها بعض التيارات في الحراك الجنوبي منذ ثلاثة أيام احتجاجاً على أعمال العنف التي رافقت الفعالية التي نظمها حزب التجمع اليمني للإصلاح في الحادي والعشرين من الشهر الجاري، وأدت إلى مقتل وجرح العشرات من أنصار الحراك الجنوبي وقوات الأمن.

وبعد إحراق مجهولين مقار حزب التجمع اليمني للإصلاح في عدد من مناطق محافظة حضرموت، أضرم مجهولون في المناطق نفسها النار في المقار التابعة لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، في وقت بدأ العشرات من الأسر المنتمية إلى المحافظات الشمالية بالنزوح من حضرموت بعد أن تعرضت لاعمال عنف من قبل أنصار الحراك الجنوبي، والذين شنوا حملة تحت عنوان "طرد المستوطنين من حضرموت"، في إشارة إلى المنتمين إلى المناطق الشمالية، ما دفع ببعض العقلاء في المحافظة إلى التحذير من عواقب ما أسموها "الحملة العنصرية " بين أبناء الوطن الواحد.

في غضون ذلك، واصل الرئيس عبدربه منصور هادي زيارته إلى مدينة عدن والمناطق المجاورة لها في مسعى لإيجاد حل للاضطرابات التي تشهدها مناطق الجنوب، وسط تواصل العصيان المدني الذي انتهى أمس والذي شل الحركة في عدن وباقي مناطق الجنوب، حيث أغلقت المحال التجارية أبوابها تجاوباً مع الدعوة التي تبنتها قوى الحراك الجنوبي.

ودان الحزب الاشتراكي اليمني الأحداث التي شهدها الجنوب على مدار الأيام الفائتة، وطالب في بيان له السلطة ب "الاعتذار وإقالة قيادات إدارية وأمنية وعسكرية"، معتبراً أن "ما حدث تكرار لمشهد النظام السابق في مواجهة قضايا الناس بالقمع باسم الوحدة"، لكنه استنكر في الوقت نفسه "أعمال العنف التي تمارسها الأطراف الأخرى"، مطالباً إياها ب "التوقف عن أعمال العنف والالتزام بالتعبير السلمي عن آرائهم ومطالبهم والتوقف فوراً عن خلق المبررات لمزيد من القمع واراقة الدماء وادخال الجنوب في متاهات العنف"، كما أكد الحزب الإشتراكي الذي كان أحد طرفي الموقعين على قيام دولة الوحدة العام 1990 "الأحداث الأخيرة وما رافقها من خطاب سياسي تحريضي ودعوات مشبوهة للحسم بالقوة أثبتت أن هناك من يدير خططاً شيطانية لاقتتال أهلي واسع في الجنوب يكون ضحيته الجنوب وقضيته العادلة".

وأوضح الاشتراكي أن ما يحتاجه اليمنيون في هذه اللحظة يتمثل في استعادة الثقة ومعالجة الجراح واستبعاد كل العوامل المعيقة لنجاح العملية السياسية والحوار الوطني طريق اليمنيين الوحيد إلى المستقبل، كما طالب الرئيس هادي ورئيس الحكومة بتحمل مسؤوليتهما واتخاذ حزمة من القرارات الجريئة التي من شأنها ان تعيد الامور إلى نصابها.

إلى ذلك، دخل تنظيم "القاعدة" في عمق الأزمة القائمة في البلاد، محذراً مما أسماه "انتشار التمدد الشيعي في اليمن من خلال القوى والأحزاب الشيوعية في الجنوب"، متوعداً ب "التصدي لهذا المد ومن يدعمونه في البلاد".

وفي بيان له قال تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب " إن معركته المقبلة في حضرموت هي مع "عملاء الصليبيين من الرافضة وحلفائهم الشيوعيين والذين يشكلون خطرا على العقيدة الإسلامية والرسالة المحمدية"، متهماً إيران بالسعي إلى نشر الفكر الرافضي المعادي لأهل السنة والجماعة"، بحسب بيان نشر في وسائل الإعلام المحلية.

واتهم التنظيم نائب الرئيس السابق علي سالم البيض ب "دعم التمدد الشيعي في جنوب البلاد"، ووصفه ب "رأس الكفر، وعدو الإسلام والمسلمين في حضرموت ".

زر الذهاب إلى الأعلى