اعتصم العشرات من أعضاء الحزب الاشتراكي وعدد من الصحفيين والسياسيين إضافة لبرلمانيين ونقابين وحقوقيين صباح اليوم على أمام مجلس الوزراء , للتضامن مع عائلات القتلى في الحراك السلمي الجنوبي, مطالبين الحكومة في اجتماعها الاستثنائي بسرعة الإفراج عن المعتقلين السياسيين والناشطين في الحراك السلمي .
و هددت منظمات المجتمع المدني بالعمل مع المنظمات الدولية لإقامة دعوى قضائية ضد النظام أمام محكمة الجنائيات الدولية بدعوى الانتهاكات التي يمارسها بحق أبناء الجنوب باعتبارها كما يقولون جرائم حرب .
ووضع المتظاهرين الحكومة أمام خيارين , أحدهما بأنه بات عليها التسليم بان حرية التعبير بمختلف أشكالها أمر واقع , وعليها احترام هذا الحق كما كفلته النصوص الدستورية .
وثانيهم :أن قمع حرية التعبير ومنع ممارسة الإعتصامات والاحتجاجات السلمية يولد الكراهية وبزوغ فجر الثورة داعين أيها إلى التعبر من الثورات السابقة التي إجتحات اليمن في العهد الأمامي .
لكن شعاراتهما التي حملت أسم وصورة 39قتيل في الحراك السلمي ونحو92معتقل ,لم تخلوا من أدانتهم استخدام السلطة للعنف والقتل في المسيرات السلمية ,مشيرين إلى أن القضية الجنوبية ليست قضية جهوية بقدر ما أصبحت قضية وطنية وسياسية .
رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي عيدروس النقيب قال بان الاعتصام الذي دعت له منظمة الحزب الإشتراكي بصنعاء ومنظمة صحفيات بلاقيود , يأتي للتعبير عن الرفض المطلق لعسكرة الحياة المدنية التي تدار بها البلد منذ 1994.
وأضاف بان الحراك السلمي ولد إعاقات مستديمة نتيجة تعامل السلطة مع المحتجين بعفوية ناهيك عن مئات المعتقلين, مشيرا إلى أن السجون من المفترض أن تكون للصوص وناهبي المال العام والقتلة والمجرمين ,الذين يرتكبون جرائم القتل والاختطاف وينهبون الأراضي , ومع ذلك يكافؤن بالترقيات العسكرية, بينما المعتصمين سلميا يواجهون بالقمع والترهيب .
ودعا نائب رئيس لجنة الحوار الوطني المجتمع اليمني في تعز وأب وذمار ومأرب والجوف وكل المحافظات الشمالية إلى الخروج للشارع والتعبير عن تضامنهم مع أسر ضحايا الحراك الجنوبي من اجل رفع الظلم عنهم , معتبرا السكوت على الظلم يخول السلطة بالتعجرف والاستمرار بقمع المواطنين .
من جانبها اعتبرت رئيسة منظمة صحفيات بلاقيود توكل كرمان ما يتعرض له نشطاء الحراك الجنوبي من قمع وتشريد بأنها جرائم إنسانية يرتكبها النظام ,داعيتا السلطة إلى إطلاق كافة المعتقلين على خلفية الحراك الجنوبي السلمي .
ودعت كرمان جميع منظمات المجتمع المدني في اليمن وشركائها في العالم إلى تقديم ملف موثق عن جرائم القتل التي طالت العشرات من ناشطي الحراك السلمي , وتوثيق مئات الإصابات والاعتقالات القسرية في الجنوب وقبلها كافة الجرائم التي طالت عشرات الألف من أبناء الجنوب في حرب 1994م ، وتقديمها لمحكمة الجنائيات الدولية , مؤكدة اعتزامها في منظمة بلاقيود باعتبارها عضوا في تحالف روما للمحكمة الجنائية الدولية دعوة المنظمات الدولية إلى طلب محاكمة للنظام اليمني .
أما رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالحزب الاشتراكي أحمد غالب فقال بأنهم في الحزب يعتزوا بالطيران بجناحيين في الشمال والجنوب , منوها بأنه ما أن يحصل الجناح الجنوبي على ضغط يلقفه الشمالي .
كما فرق بين الوحدة باعتبارها لؤلؤة يجب الحفاظ عليها والتمسك بها وبين من يسرقها حد تعبيره .
الناطق الرسمي باسم المشترك نائف القانص أعلن تدشين الحراك في المحافظات الشمالية , محددا يوم الأحد من كل أسبوع يوما تضامنيا في ساحة الحرية مع ضحايا الحراك الجنوبي .
كما حيا منظمة صحفيات بلاقيود لتأسيسها الحراك في ساحة الحرية .
وطالب نقيب المعلمين اليمنيين أحمد الرباحي وأمين عام نقابة الأطباء الحكومة بإطلاق كافة المعتقلين على ذمة الحراك الجنوبي , مشيرين إلى أن استخدام العنف من قبل الأجهزة الأمنية وقمع الحراك السلمي لن يؤدي نتيجة إيجابية بقدر ما يزيد من الاحتقان والاحتجاجات , داعين السلطة إلى الكف عن ممارسة هذه السياسات والتعامل مع مطالب الناس بمسؤولية .
رئيس الدائرة السياسية بالتجمع اليمني للإصلاح محمد الأشول طالب من جهته الحكومة بإفساح المجال أمام حرية التعبير والصحافة والنضال السلمي , مؤكد ضرورة توسيع دائرة النضال السلمي .
وأشار الاشول إلى أن النضال يقوم على ثلاث مراحل ,التعريف والتهيئة والمطالبة بذلك وهو ما أكد الأشول على إتمامها، ملفتا إلى أن اليوم هو مرحلة انتزاع الحقوق التي قال بأن المئات من أبناء الجنوب يفدونها بأرواحهم .
وعبر أمين سر نقابة الفنانين اليمنيين فهد القرني عن تضامن النقابة مع كل أبناء الحراك السلمي، وقال ان السلطة دمرت كل شئ جميل في الحياة .
كما أستعرض في الاعتصام قصائد معبرة عن تضامن أصحابها مع أبناء الحراك وكلمات لصحفيين أدانوا من خلالها قمع الحراك السلمي في الجنوب وطالبوا بإطلاق المعتقلين على ذمته .