دشنت وزارة الثقافة عملية الجمع والتنقيب والتقصي عن الموروث الفكري الذي خلفه الأديب الموسوعي الحضرمي اليماني الكبير علي أحمد باكثير، في سبيل إنجاز مشروعها المتمثل في إعادة جمع وطباعة جميع أعماله.
وقال وكيل وزارة الثقافة هشام علي بن علي إن باكثير لم ينل حظه من الاهتمام سواء في موطنه الأصلي حضرموت أم في موطنه الإبداعي مصر، وبالتالي جاء مشروع الوزارة "ليبرز مكانة هذه القامة الأدبية السامقة من خلال نشر وطباعة جميع مؤلفاته من روايات ومسرحيات وأشعار ومقالات".
ويأتي هذا المشروع في إطار الاهتمام بالشخصيات والرموز والأعلام الإبداعية اليمنية الهامة والمميزة الذين يأتي باكثير في مقدمتهم.
وبحسب ابن علي فإن هذه الجهود جاءت تلبية لدعوة من الباحث الحضرمي محمد أبي بكر باحميد الذي دعا إلى ضرورة الاهتمام بهذه الكنوز الأدبية، والذي قام بتخزين جميع أعمال الراحل على أقراص مدمجة وتولت الوزارة طباعتها في 14 مجلدا بإحدى دور النشر ببيروت.
وكان باحميد قد أصدر عام 1987 ديوان باكثير الأول "أزهار الربى في أشعار الصبا"، ثم أصدر في 2008 ديوان باكثير الثاني "سحر عدن وفخر اليمن" ويعد حاليا لإصدار ديوان باكثير الثالث "صبا نجد وأنفاس الحجاز."
وفي إطار هذا المشروع قامت وزارة الثقافة بشراء منزل باكثير في مدينة سيئون بحضرموت وأعادت ترميمه تمهيدا لافتتاحه العام القادم 2010 في مهرجان كبير سيدعى إليه الكثير من الأدباء العرب واليمنيين ضمن إعلان مدينة تريم عاصمة للثقافة الإسلامية، وبمناسبة حلول الذكرى الـ100 لميلاد باكثير.
ويؤكد ابن علي أن الجهود تتجه حاليا إلى إعادة توثيق فعاليات مهرجان باكثير المسرحي الأول الذي انعقد في عام 1985 والذي طمست آثاره الأدبية والفكرية بسبب وقوع أحداث 1986 الدامية في مدينة عدن.