أعلنت المملكة العربية السعودية أنها طهرت كل شبر في أراضيها من المتسللين المعتدين من عناصر التمرد الحوثي الذي تخوض السلطات اليمنية حربا معه في شمال اليمن.
وأعلن مساعد وزير الدفاع والطيران السعودي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز أمس (الثلثاء) أن القوات المسلحة السعودية حققت ما أمرها به قائدها الأعلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود «وهو أن يتم تطهير كل شبر من أرض المملكة» من المتسللين المسلحين الذين انتهكوا سيادة السعودية بالتسلل إلى أراضيها القريبة من الحدود مع اليمن، وفقاً لصحيفة الحياة.
وقال: «تم تطهير المنطقة من المتسللين وليس فيها أحد، ومَن يقترب منها فسيصبح في منطقة القتل التي أعلنا عنها قبل أيام».
وشدد الأمير خالد بن سلطان الذي تفقّد مسرح العمليات أمس على «أننا لن نوقف الضربات الجوية حتى يعود المتسللون عشرات الكيلومترات من الحدود السعودية». وأكد أن الحدود السعودية أضحت «سعودية ليس بها أحد»، معلناً وقوع «خسائر كبيرة جداً» في صفوف المتسللين. وقال إن القوات المسلحة السعودية ألقت القبض على مئات منهم.
وشدد مساعد وزير الدفاع والطيران السعودي على «أن الوضع أصبح مثلما كان في السابق». وقال الأمير خالد: «ليفخر شعب المملكة العربية السعودية بجيش عبدالله بن عبدالعزيز». وأكد سيطرة حرس الحدود على الحدود سيطرة تامة، تساندهم القوات المسلحة «ليل نهار وباستمرار وتتبع أي زمرة تدخل أراضينا وتتعقبهم وتضربهم عن طريق القصف الجوي أو البري حتى إخلاء تجمعاتهم». ونفى الأمير خالد ما ذكرته وسائل إعلام عن عودة ضابط سعودي مفقود برتبة مقدم. وقال إن الضابط العمري لا يزال في عداد المفقودين. وطالب رجال الصحافة والإعلام بعدم العمل انطلاقاً من إشاعات. واعتبر الأمير خالد بن سلطان أن ما يقوم به رجال القوات المسلحة السعودية على خط الحدود المشتركة مع اليمن لا يتعدى كونه عمليات تطهير اعتيادية لآخر فلول التسلل. وقال إن «أي تحليل غير هذا يدخل في باب التضخيم والتخرصات». وأضاف مخاطباً قوات بلاده «أقول لكم أن تصافحوا كل يد تمتد إليكم، واقطعوا كل يد تعتدي عليكم».
وأكد أن خادم الحرمين الشريفين وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود يتابعان إنجازات القوات المسلحة السعودية وقيامها بما يقتضيه واجب الحفاظ على أمن الوطن وحماية حدوده وردع المتسللين من أية جهة. وقال إنهما فخوران «بشجاعتكم وإتقانكم إحكام السيطرة على المواقع التي طهرتموها، وقطعكم لدابر كل متهور لم يحسب للعاقبة أي حساب». وزاد: «لقد شدني تمكنكم وبسرعة أن جعلتم هذه الزمرة تفقد حرية الحركة والقدرة على المباغتة والتمويه». وقال: «اعلموا أن تكتيكات الحروب متغيرة ومبادئ السيادة ثابتة». وأكد عدم صحة مزاعم متمردي اليمن بأن القوات المسلحة السعودية عبرت الحدود لشن هجمات داخل أرض دولة مجاورة. وقال: «أخطأوا والخطأ كبير وذهبوا مذهباً بعيداً، فبلادنا لا تتدخل في أية نزاعات عربية داخل الدولة الواحدة أو بين الدول المتحاربة، إلا بالمعروف والوساطات السلمية».
وفي نفس السياق وضعت القوات المسلحة السعودية يدها على عدد من مخابئ الأسلحة التي خلفها وراءهم المسلحون الذين أعلن مساعد وزير الدفاع والطيران المفتش العام للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز أمس (الثلثاء) تطهير جميع مناطق الحدود السعودية منهم.
ورتبت القوات المسلحة السعودية زيارة تحت حمايتها للمراسلين الصحافيين السعوديين، وبينهم موفد «الحياة»، إلى مخابئ الأسلحة في وادي خلا في منطقة الخوبة الذي يبعد 30 كيلومتراً من الحدود السعودية مع اليمن.
ووجدت الأسلحة مدفونة في صناديق حديد، وبداخلها خناجر وسيوف وأكثر من ألف خزنة لطلقات الرشاشات وعدد من بنادق الكلاشنكوف و17 مطوية خبئت في أعواد قصب سكر مجوفة. وقال خبراء إنه يبدو أن تلك المضبوطات خبئت الأمير خالد بن سلطان في مسرح العمليات يتفقد رجال القوات المسلحة السعودية أمس. هناك منذ أكثر من شهرين.
وذكروا أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت الأسلحة والذخائر والمطويات تعود إلى المتسللين اليمنيين أم لخلايا إرهابية تابعة لتنظيم «القاعدة في جزيرة العرب». لكنهم شددوا على أنها بغض النظر عمن يملكها خبئت هناك لتستخدم في عمليات تخريب لها انعكاسات أمنية. وشدد الخبراء على أنه لا يزال باكراً القطع بهوية مالكي تلك المخابئ لأنها اكتشفت بعد صلاة المغرب أمس (الثلثاء)، ولا تزال السلطات تحقق في شأنها.
وفي القاهرة، نقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن مستشار للحكومة السعودية لم تسمه القول إن السعودية فرضت حصاراً بحرياً على الساحل الشمالي للبحر الأحمر، في مسعى يستهدف منع تدفق الأسلحة والمقاتلين. وأضاف أن سفن البحرية السعودية تلقت تعليمات بتفتيش أي سفن مشبوهة قرب شمال اليمن. وأكدت قناة «العربية» الفضائية أمس تلك المعلومات.
إلى ذلك، أعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن بن حمد العطية في الدوحة أمس أن وزراء خارجية دول المجلس أكدوا وقوفهم مع السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين في مواجهة الاعتداءات والتجاوزات. وقال الوزراء الستة في بيان تلاه العطية إن «أي مس بأمن واستقرار السعودية هو مسٌّ بأمن واستقرار دول المجلس كافة».
وأوضح العطية أن الاجتماع الوزاري الخليجي أكد دعمه لوحدة اليمن واستقراره ورفض التدخل في شؤونه. وأكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني «وقوفنا مع السعودية في مواجهة الاعتداءات». وقال: «ندين تلك الاعتداءات والتجاوزات ونؤكد حق المملكة في الدفاع عن أراضيها وأمن مواطنيها». وقال وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبدالله الذي ترأس الاجتماع: «إننا نثق بأن السعودية قادرة على رد العدوان، وإننا معها في رد هذا العدوان». وشدد على أن أمن اليمن مرتبط بأمن دول مجلس التعاون، ووصف اليمن بأنه «الجار الأهم لدول مجلس التعاون».