نقلت جريدة "الاتحاد" الإماراتية عن من مصدر في الجيش السعودي أن معارك دارت الثلاثاء والأربعاء الماضيين كانت الأشرس منذ بداية المواجهات، سقط خلالها 263 قتيلاً في صفوف الحوثيين، و20 جريحاً من الجيش السعودي إصاباتهم متفاوتة.
وأضاف المصدر، طالباً عدم الكشف عن اسمه لعدم امتلاكه صلاحيات التحدث إلى وسائل إعلام، “ان إجمالي القتلى في صفوف الحوثيين منذ بدء المواجهات يعد بالمئات، لكنه لم يحدد عدداً نهائياً بسبب عدم اكتمال تطهير المواقع كافة بعد.
وأكد أن القتلى في صفوف الجيش السعودي بلغ خمسة منذ بداية الاشتباكات أحدهم قتل ب(نيران صديقة)”.
وأوضح المصدر أن الغالبية من المقاتلين في صفوف “الحوثيين” هم من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الـ18 سنة. وأضاف “انه تم الكشف عبر مقتل واعتقال عدد من عناصر الحوثيين وجود مقاتلين عرب في صفوفهم بينهم سعوديون ومصريون وصوماليون، إضافة إلى باكستانيين، مما يعني، وفقاً لمراقبين، مشاركة تنظيم القاعدة في اليمن في القتال إلى جانب الحوثيين”.
وتعتمد القوات السعودية قصف الأماكن التي يستغلها المتسللون للاختباء على الشريط الحدودي لمسرح العمليات في أراضي المملكة، مما ساهم في تقليل عدد محاولات التسلل، لكنه لم يستطع إنهاءها، ما دعا الجيش السعودي إلى تزويد صفوفه على الجبهة بقوات إضافية تم استقدامها من مناطق عدة في المملكة إلى مطار جازان مساء الخميس الماضي.
وتتركز المواجهات على ثلاثة محاور هي جبل دخان، وجبل الدود، وجبل رميح، كما أن موقعي المعرسة والحصامة في محافظة العارضة المجاورة لمحافظة الخوبة من الجهة الشرقية، والقريبين من محاور الاستهداف يشهدان أيضاً عمليات تسلل يرد عليها الجيش السعودي بإطلاق النار، وإن كانت بشكل أقل من سابقاتها، وشهدت فجر الخميس الماضي قصف قامت به إحدى طائرات الأباتشي السعودية يعتبر أول تدخل لها في الحرب.
ونتج عن هذا القصف اكتشاف موقع متقدم للاتصالات يستخدمه عناصر الحوثيين عثر فيه على أجهزة اتصالات متقدمة جداً، حسب أحد المصادر في الجيش السعودي طلب عدم الكشف عن اسمه لمشاركته في الجبهة، إضافة إلى العثور على أجهزة لفك الشفرات، قال المصدر، إنها لا تستخدم سوى للجيوش الرسمية ولا تباع إلا لدول، مما يعني وقوف دولة بجانب “الحوثيين” في هذه الحرب.
ويشكل جبل دخان أحد تفرعات سلسلة جبال السروات المعروفة، ويقع جزء منه على الأراضي السعودية لا يتجاوز امتدادها الخمسة كيلومترات، وتقع على سفحه من الجهة السعودية محافظة الخوبة التي استطعنا الوصول إليها مساء الخميس الماضي والوقوف على منتصف الطريق الفاصل بين سفح جبل دخان وقمته برفقة جنود من وحدات المظليين التابعة للجيش السعودي، ولم يسمح لنا باستخدام أي إضاءة لقربنا من المنطقة المفترضة لتمركز “الحوثيين”.
ولم تستبعد معلومات الخطوط الأولى للجيش السعودي بحسب الجريدة انتقال محاولات التسلل إلى الأراضي السعودية من قبل عناصر المتمردين “الحوثيين” إلى مكان آخر من الحدود البرية المشتركة التي تتجاوز الـ1800 كيلومتر، ما ولد شعوراً بأن المواجهات العسكرية ليست قريبة من نهايتها، خصوصاً أن عمليات التسلل ما زالت مستمرة عبر منطقة المواجهات الحالية التي اعتبرها الجيش السعودي منطقة عسكرية مغلقة أمام المدنيين بمساحة تتجاوز الـ400 مليون متر مربع، وهو ما دفع إلى وصول قوات إضافية من وحدات المظليين مساء الخميس الماضي لدعم زملائهم على خط النار.
وتشترك أربع مناطق سعودية في الحدود مع اليمن، هي المنطقة الشرقية في الجهة الشرقية من الحدود وتستحوذ على المسافة الأطول، تليها منطقة نجران ثم منطقة عسير وهي الأقل مساحة مشتركة في هذه الحدود، ويأتي في جنوب غرب الحدود منطقة جازان، حيث تشترك مع اليمن في حدود برية تحدها من جهة الجنوب والشرق.
من السعودي ومن اليمني؟
تدور المواجهات العسكرية الآن في ثلاث من المحافظات الحدودية هي الحرث والخوبة والعارضة، والتي تشكل حدودها مع اليمن جغرافيا صعبة التضاريس، إضافة إلى التقارب بين قاطني ضفتي الحدود في كل شيء، من أشكال السكان المتشابهة، والعادات الاجتماعية التي تصل درجة التطابق، سواء في اللباس وحتى الحديث ب”اللكنة” المحلية الموحدة على ضفتي الحدود، مما جعل أحد ضباط الجيش السعودي على الجبهة طلب عدم ذكر اسمه يؤكد أن هذا الأمر يشكل صعوبة أكثر تحول دون السيطرة التامة على الحدود ومنع دخول المتسللين بشكل دائم، وقال مضيفاً “لا نستطيع معرفة المواطن السعودي من المواطن اليمني في هذه المنطقة”.
وأوضح ضابط سعودي لم يذكر اسمه “إنه يوم الاثنين الماضي اعتقل أفراد وحدته عدداً من المتسللين الحوثيين بلغوا ثمانية أشخاص، ثم اتضح فيما بعد خلال التحقيقات الأولية معهم أن أحد هؤلاء الثمانية باكستاني الجنسية، لكنه يتقن اللكنة الحدودية المشتركة لأبناء منطقتي صعدة اليمنية وجازان السعودية”.
وتشكل محافظة داير بني مالك التي تقع على في أقصى الغرب من الحدود الإدارية بين منطقتي جازان وعسير، وتتبع منطقة جازان، منطقة الحدود الأصعب مع اليمن من حيث وعورة التضاريس الجبلية، لكنها إلى الآن لم تشهد محاولات تسلل من قبل المتمردين الحوثيين.