أكد وزير الأوقاف والإرشاد حمود الهتار أن الوطن محصن بوعي الشعب ضد الأفكار والأهداف الظلامية التي تسعى من خلالها عناصر الفتنة والتخريب الحوثية العودة باليمن إلى عهد الإمامة الكهنوتية البائدة.
واعتبر الوزير الهتار التفاف الشعب اليمني حول قيادته السياسية وقواته المسلحة والأمن في التصدي لهذه العصابات الإجرامية أكبر دليل على الحصانة التي تتمتع بها إرادة الشعب ضد الأفكار الضالة الدخيلة وطننا لإدراك الجميع بأهدافها في إحياء النعرات المقيتة وإذكاء الفتن وزعزعة أمن الوطن واستقراره ووحدته.
وقدم وزير الأوقاف والإرشاد في مشاركته اليوم في الندوة التي نظمتها جامعة صنعاء حول "أبعاد ومخاطر فتنة التمرد الحوثية" بكلية التربية الرياضية، عرضا تفصيليا للبدايات التي انبثقت عنها فتنة التمرد الحوثية والأفكار المضللة التي تسعى عناصر الفتنة لبث سمومها بين أبناء المجتمع.
وحدد تلك البدايات منذ ما بعد نجاح الثورة اليمنية المباركة في القضاء على الحكم الإمامي التسلطي في 62, حيث أنخرط معظم من كان يناصر ذلك الحكم المتخلف في النظام الجمهوري فيما بقيت فلول منهم تحلم بإمكانية القضاء على الجمهورية وإعادة الإمامة.
وقال الهتار: "كثير من أولئك المناصرين انخرطوا في العمل السياسي الوطني وفئة منهم اخذوا في العمل السري وبدأوا في إعداد مخططات تآمرية لمواجهة النظام الجمهوري وظل البعض من تلك الرموز يعمل بأسلوب أو بآخر من خارج الوطن لإعادة الحكم الإمامي بدعوى الحق الإلهي".
وأشار إلى أن العام 1979 شهد بدء أول مظاهرة لأنصار هذا الفريق في محافظة صعدة لتأييد نظام ثوري في بلد إسلامي وبدأوا في مطلع الثمانينيات في تشكيل تجمع أسموه حين ذاك ب"حزب الله" والذي لم يكن مستساغا أو مقبولا عند الناس.
وذكر أنه بعد إعادة تحقيق وحدة الوطن وقيام الجمهورية اليمنية في 22 مايو مقترنة بانتهاج الديمقراطية والتعددية السياسية سعت تلك الفلول إلى استغلال هذا المناخ وصولا إلى انخراطها في "منتدى الشباب المؤمن" ومع بدايات تشكيل الأحزاب انضم مؤسسو المنتدى إلى حزب "الحق".
ولفت وزير الأوقاف والإرشاد إلى الصراعات الداخلية التي شهدها حزب
"الحق" حول مجموعة من المسائل التي أفضت إلى إعلان المؤسسون حل الحزب في حين كان حسين الحوثي قد أنشق عنه.
وتطرق إلى التوجهات السياسية لحسين بدر الدين الحوثي والرزامي الذين انضما إلى المؤتمر الشعبي العام بهدف دفع تهمة الملكية عنهما بحسب ما صرحا به في تلك الفترات.
وبين الهتار أن الحوثي سعى من خلال الانضواء تحت راية المؤتمر تحقيق أهداف ومأرب سياسية للعمل ضد النظام الجمهوري والوحدة والعودة بالحكم الإمامي إلى اليمن.
وخلص إلى أن الحوثي حين وجد العمل السياسي لا يؤتي ثمره لتحقيق مآربه التآمرية خرج على النظام والقانون رافعا السلاح في وجه الدولة لعله يحقق بالسلاح ما عجز عن تحقيقه طيلة تلك الفترة عن طريق النشاط السياسي, غير أنه جوبه بوعي الشعب وخاصة المخلصين من أبناء صعدة ويقضه القيادة السياسية وإدراكها لخطورة أفكاره الظلامية.
من جانبه تناول مدير مركز قياس الرأي وحقوق الإنسان بجامعة صنعاء الدكتور محمد الفقيه البعد السياسي والإعلامي لعصابات التمرد الحوثية التي اعتبر أزمتها امتدادا تاريخيا لحركة الخوارج أيام الدولة الإسلامية الأولى.
وبين الدور الذي رأى أن الفضائيات لعبته إزاء أحداث فتنة التمرد والإرهاب منذ بدايات المواجهات المسلحة مع هذه العناصر.
وقال الدكتور الفقيه: إن بعض وسائل الإعلام والقنوات الفضائية كانت تتناول أحداث الفتنة بصورة مغايرة للواقع وتنحاز في أحيان أخرى إلى الحوثي وكأنه بطلا وليس متمردا وذلك من خلال تناولها المتحيز لأفكاره وتوجهاته ومخططاته وأعماله التخريبية والإجرامية التي ينفذها لصالح قوى معادية لليمن منها جهات تتبعها بعض من تلك القنوات والوسائل الإعلامية.
فيما ركزت مشاركة عميد كلية التربية الرياضية الدكتور عبدالرحمن المصنف على موضوع الفرق المتطرفة والتشيع في بعض البلدان ودور الحوزات والمرجعيات الدينية في إيران في دعم فتنة التمرد بصعدة والعناصر المشعلة للفتنة.
واعتبر فتنة الحوثي امتدادا لحركة الخوارج الذين خرجوا على الدولة الإسلامية في بداياتها الأولى. متطرقا لجملة من الأحداث والمواقف لتلك الجماعات ودور كثير من رموزهم فيها كعبد الله بن سبأ الذي دخل الإسلام تظاهرا ونفاقا كي ينال من الدين الجديد بحسب المصنف.
وبين عميد الكلية الأسس التي تقوم عليها دعاوى تلك الجماعات وكيف أن بعض مذاهبهم تجعل الإمام في منزلة أعلى من منازل الأنبياء.