تعثرت عملية انتشار الجيش اليمني في مناطق الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية "بسبب عدم إخلاء الحوثيين لمواقعهم العسكرية".
وكان المتمردون الحوثيون أعلنوا امس الاول انسحابهم من المواقع الرئيسية في الجبهات السابقة مع القوات الحكومية، وأن “بإمكان الجيش نشر قواته على الحدود مع السعودية اعتبارا من صباح الأربعاء”.
وقال مصدر عسكري ميداني ل(الاتحاد): ”لم يتم انتشار الجيش في مناطق الشريط الحدودي، بسبب عدم إخلاء الحوثيين مواقعهم العسكرية في تلك المناطق”، موضحا أن عملية نزع الألغام لم تنته بعد في المناطق الواقعة بين المنزلة والملاحيظ. وأكد المصدر العسكري أن الحوثيين لا يزالون “يسيطرون على العديد من التباب والجبال” في مناطق الشريط الحدودي.
من جهته قال النائب البرلماني عبدالله المقطري، عضو اللجنة المشرفة على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة والمتمردين في “الشريط الحدودي” ل(الاتحاد)، إن اللجنة لا تزال تشرف على عملية نزع الألغام في المناطق الواقعة بين المنزلة والملاحيظ، معتبرا أنه تم إنهاء تمترس الحوثيين في تلك المناطق بنسبة 70 في المائة. وأوضح المقطري، أن عملية انتشار الجيش في مناطق الشريط الحدودي مرهونة بقيادة الجيش “التي تحدد الزمان والمكان المناسبين”، مشددا على أن مسألة انتشار الجيش في تلك المناطق “ليست من مهام اللجنة البرلمانية”. وأشار النائب البرلماني إلى أن اللجنة لم تصل بعد إلى مناطق حيدان ومران، التي تعد المعقل الأبرز لحركة التمرد الحوثي في شمال اليمن.
في غضون ذلك، قال مصدر في اللجنة المشرفة على “محور صعدة” ل(الاتحاد)، إن المتمردين الحوثيين أخلوا مواقعهم العسكرية على ضواحي مدينة صعدة. وأضاف المصدر : “تم إنهاء تمترس الحوثيين في منطقتي المقاش وآل عقاب “بضواحي صعدة، موضحا أن الخطوة المقبلة تتمثل في انتشار قوات الجيش في هاتين المنطقتين.
وأوضح أن عمل اللجنة “يسير وفق آلية دقيقة”، وأن “هناك تقدماً في عملية تنفيذ البنود الستة، بالرغم من العراقيل والخروقات خاصة في مديرية باقم إثر الاعتداءات التي تعرض لها بعض المواطنين”. وحسب مصادر محلية بمدينة صعدة، فإن الجيش شدد إجراءاته العسكرية والأمنية على المدينة، “ومنع حركة الدخول والخروج من المدينة القديمة نهائيا” ليل الثلاثاء/ الأربعاء.
من جانب آخر، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنها “تشعر بالتفاؤل” حيال وقف إطلاق النار بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين. وقالت المتحدثة باسم مفوضية شؤون اللاجئين، ميليسا فليمينج، إن المفوضية تجدد “دعوتها لتسهيل الوصول إلى محافظة صعدة، لتمكين وكالات الإغاثة توصيل الاحتياجات الملحة إلى السكان المدنيين”، مشددة على أن المشردين والمحاصرين بسبب القتال في حاجة إلى “ دعم هائل وعاجل”.
وأضافت ميليسا فليمينغ، في تصريح صحفي نشره موقع الأمم المتحدة على شبكة الإنترنت : “يقول لنا الناس الذين فروا من صعدة إن الكثير منهم اضطروا إلى بيع ممتلكاتهم الشخصية العزيزة لتأمين الاحتياجات الأساسية”.
وأعلن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، الأسبوع الماضي، وقف العمليات العسكرية ضد المتمردين الحوثيين، بعد أن أكدوا التزامهم بشروط اللجنة الأمنية العليا لوقف الحرب التي اندلعت في أغسطس الماضي. ويعد وقف إطلاق النار وفتح الطرقات وإزالة الألغام وإنهاء التمترس في المواقع وجوانب الطرق، أول البنود الستة التي اشترطتها صنعاء على المتمردين مقابل وقف العمليات العسكرية ضدهم.
مقتل جندي سعودي بانفجار لغم في جازان
صنعاء (د ب ا) - أعلن مصدر في وزارة الدفاع السعودية، أمس الأربعاء، مقتل جندي سعودي نتيجة انفجار لغم في منطقة جازان على الحدود مع اليمن. وقال المصدر إن العريف سالم بن أحمد محمد الشهري قتل مساء الثلاثاء نتيجة انفجار لغم أرضي في أحد المنازل بمركز الجابري على الحدود مع اليمن ما أدى إلى وفاته في الحال. ويرتفع بذلك عدد قتلى الجنود السعوديين، في الحرب ضد الحوثيين المتمردين في شمال اليمن، إلى 117 قتيلاً.
وكانت القوات السعودية انضمت إلى جانب القوات الحكومية اليمنية في حربها ضد الحوثيين، مطلع نوفمبر الماضي بعد مقتل عنصر في حرس الحدود السعودي بأيدي المتمردين الحوثيين الذين استولوا على بعض المواقع السعودية. وفي 25 يناير الماضي، أعلن الحوثيون انسحابهم من الأراضي السعودية، مؤكدين أن تقدمهم نحو الأراضي السعودية “كان ضرورة لمواجهة عدوان انطلق منها”. وأعلن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، الأسبوع الماضي، وقف العمليات العسكرية ضد المتمردين الحوثيين، بعد أن أكدوا التزامهم بشروط اللجنة الأمنية العليا لوقف الحرب التي اندلعت في أغسطس الماضي.