arpo37

السودانيون يصوتون في اول انتخابات تعددية منذ ربع قرن ‏

اصطف السودانيون أمس للإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات تعددية منذ ربع قرن في السودان، حيث سيتمكن نحو 16 مليون ناخب مسجلين من الإدلاء بأصواتهم لاختيار رئيس وبرلمان ومجالس ولايات.وأغلقت الصناديق في السادسة مساء.

وقد أدلى الرئيس السوداني المنتهية ولايته عمر البشير بصوته في مركز انتخابي قرب مقر سكنه بالخرطوم فيما أدلى رئيس حكومة الجنوب سلفا كير بصوته في مقر بجوبا. من جهته قال أحمد عبدالله نائب رئيس مفوضية الانتخابات بالسودان «نعرف أنه لا توجد انتخابات بلا أي عيوب وهذه الانتخابات لن تشذ عن هذه القاعدة، ولن تحول السودان فجأة إلى مجتمع ديمقراطي. قالت جماعات معارضة إنها تقدمت بشكاوى عديدة تتعلق بالتزوير ومخالفات أخرى مما يثير شكوكًا بشأن مصداقية الانتخابات».

الناخبون توافدوا إلى مراكز الاقتراع مبكرًا ليشكلوا طوابير انتظار طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة؛ ليدلي غالبيتهم بأصواتهم للمرة الأولى في حياتهم، وبدأت الانتخابات وسط حالة من الارتباك في الخرطوم، حيث حضر الناخبون قبل موعد فتح المراكز وانتظروا لربع ساعة على الأقل للبدء بالتصويت، في حين كان موظفو مفوضية الانتخابات لايزالون يفتحون رزم بطاقات الاقتراع أو يزيلون الأغلفة عن صناديق الاقتراع البلاستيكية. وسرعان ما تشكلت طوابير أمام المراكز، في صفين، واحد للرجال وآخر للنساء. وكان اللافت في معظم المراكز أن صفوف النساء أطول من الرجال، وأن معظم الناخبين من الشباب دون 30 عامًا.

وفي سياق متصل أوضح مراقبون أن مراكز الاقتراع شهدت إقبالًا متوسطًا في الصباح وأشاروا إلى وجود صعوبات لوجستية تواجه الناخب أهمها تعدد الأوراق الانتخابية وتعدد الصناديق، الأمر الذي يجعل عملية الإدلاء بالصوت الانتخابي طويلة ومعقدة وعرضة للفساد.

شوارع العاصمة السودانية بدت خالية وهادئة رغم أن أيام الانتخابات الثلاثة لم تعلن عطلة رسمية، لكن العديد من سكانها سافروا إلى بلداتهم قبل الانتخابات خوفًا من حدوث مشكلات، كما علم لدى شركات النقل.

واضطر الناخبون في بعض المراكز للانتظار أكثر من ساعة تحت أشعة الشمس الحارقة مع تجاوز درجات الحرارة 40 درجة مئوية، حيث لم تتوفر مقاعد انتظار سوى في عدد قليل من مراكز الاقتراع.

وفي مركز دار السلام المغاربة في الخرطوم- بحري قال وكلاء مرشحون: إنهم جاءوا ووجدوا الشرطة في المركز ولكن موظفي الاقتراع لم يكونوا قد وصلوا حتى الساعة الحادية عشرة. لكنهم اكتشفوا بعدها أنه تم تغيير مركز الاقتراع دون إشعار مسبق. وتعتبر هذه الانتخابات من الأكثر تعقيدًا في العالم حيث يتعين على الناخب في الشمال ملء 8 بطاقات لاختيار الرئيس وأعضاء المجلس الوطني والوالي وأعضاء مجلس الولاية، كما أن التصويت يجري على أساس الدائرة والقائمة، إضافة إلى وجود قائمتين للنساء واحدة للمجلس الوطني وأخرى لمجلس الولاية حيث حددت نسبة تمثيلهن بـ25% على الأقل.

وما يزيد الطين بلة، أن بعض الأحزاب الرئيسة المنسحبة من الانتخابات سواء كليًا أو جزئيًا أعلنت قرارها بعد انتهاء موعد الانسحاب، ولاتزال أسماء مرشحيها على القوائم وبعضهم قرر المضي قدمًا في السباق بصورة مستقلة بغض النظر عن قرار حزبه. وقال مراقبون إنه لا توجد داخل مراكز الاقتراع إرشادات مكتوبة أو مرسومة عن كيفية التصويت في بلد يعاني من نسبة أمية عالية تصل إلى70% في الجنوب.

لكن الناخبين بدوا مهتمين بالمشاركة في الانتخابات، فقال حماد بشارة وهو من دارفور (70 عاما) ويدلي بصوته في جنوب الخرطوم، “شاركت في أربعة انتخابات من قبل، لكن هذه الانتخابات تبدو مختلفة عن سابقاتها”.

وقالت ابتسام الطيب أحمد (40 عاما) وهي موظفة “أصوت لأول مرة وأنا سعيدة بأن تتاح لي فرصة اختيار الشخص الذي يقود بلدي وولايتي”.

وأضافت “أنا غير منظمة حزبيًا ولكني جئت إلى هنا من تلقاء نفسي؛ لأنني أؤمن أن هذا واجبي”. وانتشر ما بين ثمانية إلى عشرة من رجال الشرطة في مراكز التصويت في العاصمة وهم يحملون أسلحة رشاشة لتأمين الانتخابات.

وكانت سيارات صغيرة تصل تباعًا محملة بعدد من الناخبين وعلىها لافتات قماش رسم علىها شجرة أو شمس أو عصا، وهي تباعًا رموز المؤتمر الوطني الحاكم، وحزب المؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي، أو الحزب الاتحادي الديمقراطي، الأحزاب الرئيسة الثلاثة المشاركة في الانتخابات.

زر الذهاب إلى الأعلى