قوبلت المجزرة الإسرائيلية والقرصنة ضد أسطول الحرية المبحر إلى قطاع غزة، بموجة غضب وسخط عارمين على المستوى الدولي ، لا سيما مع توارد الأنباء حول تزايد عدد الشهداء الذين سقطوا على متن الأسطول .
وأكد الإجماع الدولي اليوم الاثنين على إدانة العدوان الإسرائيلي ضد أسطول الحرية الذي يضم سفن مساعدات وناشطين كان متوجها إلى غزة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.
فلسطينيا نظمت مختلف الفعاليات الفلسطينية في قطاع غزة مسيرات حاشدة اليوم تنديدا بالاعتداء الآثم الذي ارتكبته قوات الاحتلال الإسرائيلي والذي أسفر عن استشهاد وإصابة المتضامنين الذين كانوا على متن أسطول الحرية .
وخرج عشرات الآلاف من الفلسطينيين في تظاهرات ومسيرات تجاه منطقة ميناء غزة حيث كان من المفترض استقبال أسطول الحرية .
ونظمت العديد من المؤتمرات الصحفية لمختلف القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني ومختلف قطاعات المجتمع الفلسطيني من نساء وشباب وأطفال فيما أعلن الحداد في الأراضي الفلسطينية لمدة ثلاثة أيام والإضراب في قطاع غزة يوم غد تنديدا بجريمة الاحتلال النكراء بحق أسطول الحرية.
وفي هذا الإطار نظمت شبكة المنظمات الأهلية اليوم مسيرة حاشدة انطلقت من قبالة مكتب المنسق العام للأمم المتحدة بمشاركة المئات من مختلف قطاعات المجتمع المدني من شباب وأطفال وأطباء وعمال ونساء ومعاقين مرددين هتافات تطالب المجتمع الدولي بالعمل لتأمين سلامة المتضامنين والإفراج الفوري عنهم ومحاسبة الاحتلال على جرائمه.
ورفع المشاركون في المسيرة الإعلام الفلسطينية واليافطات التي تندد بجريمة الاحتلال وتؤكد أن ما قام به الاحتلال جريمة حرب وإرهاب دولة بحق نشطاء سلام كانوا في مهمة إنسانية للتضامن مع شعبنا الفلسطيني المحاصر.
وانطلق المتظاهرون في مسيرة تصدرها عشرات المعاقين على الكراسي المتحركة تجاه ميناء غزة البحري لتنضم إلى عشرات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني بمختلف فئاته وفصائله والذين كانوا قد خرجوا بدورهم تنديدا واستنكارا لما أقدمت عليه قوات الاحتلال البحرية من اعتداء عسكري همجي بحق المتضامنين لمنع وصولهم .
ووجه المشاركون في المسيرة نداء إلى مختلف القوى التضامنية في العالم لممارسة الضغط على حكوماتها لاتخاذ مواقف عملية بحق الاحتلال وانتهاكاته المستمرة للقانون الدولي الإنساني، مؤكدين أن المجتمع الدولي في اختبار حقيقي إما الانحياز لمبادئ العدالة وحقوق الإنسان أو الوقوف إلى جانب الاحتلال وانتهاكاته.
من جهة أخرى وفي إطار ردود الفعل أعرب الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية النائب الدكتور مصطفى البرغوثي عن إدانته الشديدة للجريمة الإسرائيلية بحق أسطول الحرية.
وقال البرغوثي خلال مؤتمر صحفي عقده في مركز وطن الإعلامي إننا نشعر بحزن عميق على فقدان هذا العدد من الشهداء والمصابين الذين تركوا بيوتهم وأعمالهم ومنازلهم وبلدانهم وجاءوا لكسر الحصار عن غزة مخاطرين بحياتهم التي خسروها مع جيش إسرائيلي مجرم لا يعرف حقوق الإنسان والقانون الدولي الذي لا يحترمه.
إلى ذلك أكدت الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة اليوم إن الاحتلال الإسرائيلي كشف فجر اليوم عن وجهه القبيح وصورته البشعة من خلال الجريمة التي ارتكبها بحق المتضامنين في أسطول السفن المتوجه إلى غزة.
ورأت الحكومة في بيان صدر بعد اجتماع عاجل عقدته اليوم أن هذا الوجه انكشف اليوم وهو الذي طالما حاول الاحتلال إخفاءه أمام وسائل الإعلام الدولية عبر لعبه دور الحمل الوديع والضحية المغلوبة على أمرها.
وأكد البيان أن ضحايا الهجوم الإسرائيلي تعرضوا لقرصنة البحرية الصهيونية واختطافهم بعد إطلاق النار وإلقاء القنابل عليهم وقتل بعضهم معتبرا أن ما جرى هجوما إرهابيا نفذ في عرض البحر ويتحمل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة هؤلاء المتضامنين وسلامتهم.
ودعا البيان الجماهير الفلسطينية في الداخل والخارج بتنظيم مسيرات غضب ضد الجريمة الصهيونية مطالبا في ذات الوقت بوقف كل إشكال المفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع الاحتلال الصهيوني.
وقد أصيب العالم بصدمة اثر قيام قوات الاحتلال بالاعتداء على الأسطول وأوقع 19 شهيدا من الركاب، حسب التلفزيون الإسرائيلي.
وأعربت الأمم المتحدة عن "صدمتها" لهذا الهجوم فيما "أسفت" الولايات المتحدة لسقوط أرواح بشرية. واستدعت غالبية الدول الأوروبية السفراء الإسرائيليين المعتمدين لديها لطلب "توضيحات" بينما طالب الاتحاد الأوروبي السلطات الإسرائيلية بإجراء "تحقيق كامل" حول الهجوم.
وأعلنت الجامعة العربية عن عقد اجتماع طارئ الثلاثاء لبحث الخطوات اللاحقة فيما طلب لبنان رئيس مجلس الأمن لشهر مايو من بعثته في الأمم المتحدة الدعوة إلى جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي.
وكانت تركيا دعت من جهتها إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن.
ودان الرئيس الفلسطيني محمود عباس العدوان الإسرائيلي ووصفه بأنه "مجزرة" معلنا الحداد لثلاثة أيام.
وحثت حركة المقاومة الإسلامية حماس الشعوب العربية والإسلامية و"كل الأحرار في العالم" على "الانتفاض" في كل بقاع الأرض وخاصة أمام السفارات الإسرائيلية.
وأعربت الولايات المتحدة عن "أسفها لخسارة أرواح بشرية" بعد الهجوم الإسرائيلي على الأسطول الإنساني المؤيد للفلسطينيين الذي كان متجها إلى غزة وقالت أنها تريد معرفة ظروف "المأساة" كما جاء في بيان صادر عن البيت الأبيض نشر الاثنين.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاثنين عن "صدمته" حيال العدوان الإسرائيلي و"دان إعمال العنف".
وقال بان كي مون في كمبالا "أصبت بصدمة اثر المعلومات التي أشارت إلى سقوط قتلى وجرحى على السفن التي تحمل المساعدة إلى غزة".
من جانبها أعربت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي عن "صدمتها" حيال العدوان الإسرائيلي على "أسطول الحرية".
وقال روبرت سيري منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط وفيليبو غراندي المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في بيان مشترك "صدمنا من التقارير الواردة بشأن مقتل وجرح الأشخاص الذين كانوا على متن القوارب التي تحمل المؤن إلى غزة، والتي من الواضح أنها كانت في المياه الدولية".
في أنقرة، أعلن نائب رئيس الوزراء التركي بولند ارينج الاثنين أن تركيا استدعت سفيرها في إسرائيل، موضحا أن الاستعدادات لإجراء مناورات عسكرية مشتركة مع إسرائيل تم إلغاؤها.
كما أكد أن تركيا طلبت عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي.
وقال بيان أصدرته الخارجية التركية "إن هذا الحادث المؤسف الذي حصل في عرض البحر في انتهاك واضح للقانون الدولي، يمكن أن تترتب عنه عواقب لا يمكن إصلاحها في علاقاتنا الثنائية".
وأشارت الوزارة إلى أنها استدعت السفير الإسرائيلي غابي ليفي لطلب توضيحات.
من جهتها قالت إسرائيل أن قواتها البحرية تعرضت لهجوم من قبل الناشطين وان الطرفين استخدما الرصاص الحي بعدما هاجمت القوات الإسرائيلية ست سفن كانت متجهة إلى قطاع غزة لكسر الحصار عنه محملة بآلاف الأطنان من المساعدات مع مئات الناشطين المؤيدين للفلسطينيين على متنها.