[esi views ttl="1"]
arpo28

ضحايا الحرب على الإرهاب في اليمن

الحرب على الإرهاب، وما أدراك ما الحرب على الإرهاب، تسمى أيضاً الحرب العالمية على الإرهاب ويطلق عليه البعض تسمية الحرب الطويلة هي عبارة عن حملة عسكرية واقتصادية وإعلامية مثيرة للجدل تقودها الولايات المتحدة وبمشاركة بعض الدول المتحالفة معها وتهدف هذه الحملة حسب تصريحات رئيس الولايات المتحدة جورج دبليو بوش إلى القضاء على الإرهاب والدول التي تدعم الإرهاب.

بدأت هذه الحملة عقب أحداث 11 سبتمبر 2001 التي كان لتنظيم القاعدة دور فيها وأصبحت هذه الحملة محوراً مركزياً في سياسة الرئيس الأمريكي جورج و. بوش على الصعيدين الداخلي والعالمي وشكلت هذه الحرب انعطافة وصفها العديد بالخطيرة وغير المسبوقة في التاريخ لكونها حرباً غير واضحة المعالم وتختلف عن الحروب التقليدية بكونها متعددة الأبعاد والأهداف.

وفي هذا الصدد لم، ولن تكن عملية الاستهداف الأخيرة التي مني بها أمين عام المجلس المحلي ونائب محافظ محافظة مأرب وسط اليمن الشيخ جابرالشبواني هي الأولى، وليست هي آخر مطاف الضحايا الذين يتساقطون يوماً بعد يوماً،ويذهبون جملة في مهب رياح الحرب على الإرهاب التي لم تبق، ولم تذر أحداً ملتبساً، ولابرئياً، فقد سقط فيها أبو علي الحارثي في عام 2002م، وتلاه آخرون وتضررت مؤسسات خيرية، تنموية واجتماعية، وتعليمية....... حتى أولئك الذين أسهموا في السير مع الزفة الأمريكية طالتهم يد الحرب على الإرهاب،ووقعوا في الشباك التي أعدوها لغيرهم ليقعوا فيها، وآخرين منهم كبش الفداء.

وقد تزامنت العملية التي أصابت الشبواني نهاية مايو2010م من العام الجاري مع منهجية جديدة استحدثتها الإدارة الأمريكية في الحرب على القاعدة والإرهاب تمزج بين أولويات قديمة وأخرى جديدة، بين استخدام القوة لهزيمة تنظيم القاعدة ومواجهة خطر لم تركز عليه الإستراتيجية القديمة وهو خطر «الإرهابيين من الداخل». وتعكس الإستراتيجية الجديدة رد إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما على الخطط الفاشلة للقيام بعمليات إرهابية داخل الولايات المتحدة خلال الأشهر الماضية التي قادها أميركيون بدلا من مشتبه بهم من الخارج. وكانت آخر هذه الأحداث مخطط تفجير ميدان «تايمزسكوير» في نيويورك الذي اتهم الأميركي من أصول باكستانية فيصل شاه زاد بالتخطيط له.

وأكد برينان: «الولايات المتحدة تخوض حربا ضد (القاعدة) الإرهابية وشركائها ولهذا الرئيس ينهي الحرب في العراق بمسؤولية ولهذا السبب أيضا أعاد تركيز جهودنا على أفغانستان حيث تبقى عناصر (القاعدة) وعلى الحدود مع باكستان وداخل باكستان». ويبقى عنصر أساسي في الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب التي يكشف عنها البيت الأبيض اليوم مرتبطة بالعمليات العسكرية في أفغانستان وباكستان ومناطق أخرى من العالم. وقال برينان: «سنأخذ المعركة ل(القاعدة) وشركائها التابعين لها المتطرفين حيثما يخططون ويتدربون، في أفغانستان وباكستان واليمن والصومال وأبعد من ذلك، نحن لا نواصل الضربات القوية ضد (القاعدة)، نحن نساعد تلك الحكومات لتطوير قدراتها على تزويد أمنها، ونساعدها على استئصال سرطان (القاعدة) داخل حدودها».

ويأتي في هذا الصدد ماحدث بالفعل في محافظة مأرب بحسب شهود عيان ومراقبين في أن طائرة أمريكية بدون طيّار صوبت الهدف على مبعوث السلطات الأمنية للحوار مع القاعدة فصارفي شباك المرمى هدفاً غير مقصود، وقد يكون مقصوداً إذا ما استحضرنا الحالة الباكستانية التي تشابه هذه الحالة بحسب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عادل الأحمدي الذي تناول في مقالة له تداعيات استهداف الشبواني في أن عملية مأرب التي أودت بأمين مجلسها المحلي جابر الشبواني بدت في الأخير أمريكية الملامح والأدوات، مستفهماً (أيعقل أن العملية حدثت بمحض الخطأ؟) مؤكداً على ورود شكوك يلف صحة الرواية التي تحدثت عن أن العملية تمت بالخطأ، وغموض حول طبيعة النوايا الأمريكية في اليمن.. خصوصا وأنه ليس الخطأ الأول فقد سبقه خطأ قصف النساء والأطفال في محافظة شبوة بحجة تنظيم القاعدة!!

ويزداد هذا الشك وهذا الغموض عندما تتزامن هذه العملية الأخيرة مع خبر في نيويورك تايمز يتحدث أن واشنطن "تبدأ عمليات عسكرية سرية بالمنطقة ".مارست نفس أسلوب عملية مأرب في باكستان عشرات المرات استهدفت زعماء القبائل وأبرياء لا علاقة لهم بالقاعدة، ونجحت في إيجاد حالة تبرم وغضب شعبي ضد حكومة برويز مشرف حتى اضطر للاستقالة.. مع ذلك استمرت العمليات ليغدو الغضب الجماهيري ضد الحكومة أيا كان رئيسها بطريقة تضع بلاد السند على كف عفريت.

وكانت جهات عدة استنكرت ماحدث، وطالبت بالتحقيق الشامل والفوري لما حدث، وإيقاف مسلسل الحرب على الإرهاب العبثي في الأراضي اليمنية فقد جاء في بلاغ صحفي عن منظمة، هود لحقوق الإنسان أن "قتل المواطنين اليمنيين بالطائرات الأمريكية خارج أحكام القضاء وتحت مسمى أن القتيل مطلوب أمنيا تعتبر تخليا عن سيادة اليمن في بسط نفوذها على إقليمها ومشاركة في جريمة ضد الإنسانية معتبرة ماحدث يأتي في سياق التتويج للاستلاب اليمني والاستسلام للإرادة الأمريكية، وما جرى "عمل لا يمكن إن يتم بعيداً عن الملاحقة الأمنية الأمريكية لمواطنين يمنين سمحت الحكومة اليمنية بل وشاركت في قتلهم خارج القضاء لشبه نظنه في اللقب بين الشبواني التي أعلنت الحكومة اليمنية مقتله في وقت سابق ثم تبين انه مازال على قيد الحياة وتدعي انه مطلوب أمنيا بتهمة الاشتباه بانتمائه لتنظيم القاعدة،.

ودانت هود استمرار هذا المفهوم الخاطئ لقتل من يدّعى أنه مطلوب امنيا، داعية "كل العقلاء في هذه السلطة والمجتمع اليمني بكافة فعالياته لتغيير هذا المفهوم باعتبار أن دساتير بلدان العالم ومنها دستور الجمهورية اليمنية وكافة المواثيق الدولية تحصر قضية الإعدام بالسلطة القضائية وحدها وبناء على محاكمات عادلة تحترم فيها قواعد العدالة أو أن يكون الشخص قد صدر بحقه أمر قبض من القضاء وقاوم القوة المكلفة بالقبض عليه واستخدمت القوات المكلفة بتنفيذ أمر القبض القوة اللازمة للتغلب على مقاومته وبغرض القبض عليه وجلبه إلى القضاء لا بقصد قتله وتصفيته جسديا وقطعا لا ينفذ أمر قبض على احد في مختلف بلدان العالم بقصفه بالصواريخ المحمولة جوا ".

واعتبرت هود هذا بلاغ للنائب العام للجمهورية اليمنية يتطلب منه فتح تحقيق شامل وبيان الجهات المشاركة في هذه الجريمة وتقديم مرتكبيها للعدالة.

ودعت مجلس النواب للاضطلاع بواجبه الدستوري والقانوني للتحقيق في هذه الواقعة وأن لا يكتفي بعد ذلك باعتذار الحكومة كما حدث في قضية ضحايا مجزرة قرية المعجلة في محافظة أبين.

والحديث حول ضحايا الإرهاب في اليمن لا يفي المقام لتناوله في هذه السطور عسى أن يكون في الأيام القادمة ممكناً لتعذر الحديث بشمولية كون الحدث الذي جرى في محافظة مأرب أخذنا على حين غرة.

زر الذهاب إلى الأعلى