arpo27

الجدل الدائر حول نزاع الاختصاصات بين المشترك ولجنة الحوار في مقابلة مع حميد الأحمر

قال الأمين العام للجنة التحضيرية للحوا الوطني الشيخ حميد الأحمر إن استمرار الممارسات الخاطئة للسلطة يتناقض مع التقارب الذي أبدته الأطراف السياسية للخروج من الأزمة عبر حوار شامل لا يستثني أحد ويزيد من تأزيم الوضع.

وأضاف الأحمر في حوار شامل مع أسبوعية "الصحوة " إذا ارتضيت العملية الحوارية فهذا يجب أن ينعكس على تصرفاتك ، والتقارب مع السلطة إذا لم ينتج عنه إيقاف الممارسات الخاطئة فلا معنى له ".

وأكد أمين تحضيرية الحوار "سنقترب من السلطة ونحن منطلقون من نفس الثوابت، إيماننا العميق بأن غياب المؤسسية وشخصنة الدولة اليمنية هو الجذر الأساسي لهذه الأزمة، وحواراتنا ستكون على أساس كيف يمكن أن نتجاوز هذا الواقع.

وبشأن استقالة البعض من اللجنة بحجة عدم تدوير المناصب أوضح الأحمر أن اللجنة إطار مؤقت لعملية نضالية وليس إطاراً دائماً حتى نقوم فيه بهيكلية وتدوير للمناصب، والأمر الثاني متروك للجنة التحضيرية نفسها التي لا يحظر عليها أحد أن تغير رئيسها أو أمينها العام إذا ما أرادت.

وعن الخطوة التالية للجنة الحوار قال الأحمر خطوتنا التالية أن نستمر وبشكل متسارع في تقريب وجهات النظر وفي دعوة من تبقى على الساحة للانضمام للحوار وصولاً إلى مؤتمر وطني يُمثّل فيه أبناء اليمن ليتخذ قرارات مصيرية تكون قادرة -بإذن الله- على أن تصبح واقعاً من خلال الزخم الجماهيري الذي يسندها.

وأضاف أمين عام تحضيرية الحوار الوطني" أن أبناء اليمن لن يقبلوا وجود أي مشروع صغير أياً كان، إذا كنا لا نقبل وجود المشروع الصغير الذي نعتقد أن السلطة تحمله ونقف أمامه وهو مشروع «شخصنة الدولة أو توريث الحكم أو غيره فكيف يمكن أن نقبل بمشروع صغير مناطقي أو مذهبي فلا يمكن أن نقبل بهذه المشاريع» لكن كعمل حواري يجب أن نقترب من الجميع فإذا هذا الكيان أو ذاك تقبل أن ينطلق معك من هذا المشروع الوطني «المشروع الكبير» مشروع المساواة بين أبناء اليمن وتعزيز الحريات الفردية وترسيخ الممارسة الديمقراطية السلمية ومؤسسية الدولة والحكم الجماعي والابتعاد عن

وبشأن التواصل مع معارضة الخارج قال لا زلنا في مرحلة التواصل والتشاور وتعميق الثقة وتعزيزها للوصول إن شاء الله إلى مشروع نضالي واحد.

ونحن عندما نتحدث عن أطراف الأزمة الوطنية يأتي في مقدمتها مايتعلق بالقضية الجنوبية كالقيادة الوطنية الموجودة في الخارج وقيادات الحراك، ونحن ومن خلال تشكيل لجان الحوار في المحافظات اقتربنا من أبناء اليمن في مناطقهم، وقد فتحنا خطوط مع معظم مكونات الحراك السلمي الجنوبي، وأستطيع القول اليوم إن اللجنة التحضيرية أكثر قدرة على التواصل معهم لأننا نتفهم الدوافع التي دفعت الناس للمطالبة بالحقوق المنتهكة، وأنه حتى لو كانت هناك بعض التصريحات أو الشعارات التي ترفع والتي قد لا نتفق معها لأن صوت العقل يجب أن يكون حاضراً، فالوحدة منجز ولا يتحمل كمنجز أعباء أنه تم تجاوزه، لكن هذه التجاوزات أحدثت واقعاً يجب أن نتعامل معه وأفرزت حقائق لابد أن تؤثر، ومن ضمن التأثير أن نقترب ونتفهم المطالب ونعد أنفسنا كي يترجم هذا التفهم على شكل تطوير النظام السياسي اليمني بما يحافظ على الوحدة الوطنية ويلبي كافة الاحتياجات.

وحول لقاء اللجنة بقيادات يمنية في الخارج أضاف الشيخ الأحمر " اقتربنا من إخواننا في الخارج رغم كل ما كان يثار أننا إذا التقينا بفلان في الخارج فنحن مع الانفصال، لكننا اقتربنا لأننا مع الوحدة ووجدنا أنه من واجبنا أن نقترب منهم، هؤلاء قيادات وطنية شاركوا في صناعة الوحدة، حتى من صدر منه خطأ -من وجهة نظر البعض- في مرحلة من المراحل، لكن لا يصح أن يُنسى دورهم ويقال أنهم ليسوا من أبناء هذا البلد.. فلابد أن يتم التواصل معهم.

وقال " اقتربنا من هؤلاء جميعاً حتى نصل بإذن الله إلى مرحلة يكون هناك اصطفاف وطني كبير من جميع الأطراف الفاعلة تناقش بوضوح كيف يمكن أن نصوغ مشروعاً للمستقبل يلبي كل احتياجات أبناء اليمن وتطلعاتهم دون أن ينسى أو يقفز على النضالات السابقة التي يجب أن تكون حاضرة.

وأكد أمين تحضيرية الحوار على ضرورة استعادة مضامين الثورة ونستعيد مضامين الوحدة السلمية، وتطوير النظام السياسي بما يلائم الاحتياجات ويمنع تكرار ماحصل من مصادرة للوحدة والثورة.

وعن موعد المؤتمر الحوار الوطني قال الشخ حميد الأحمر ان ذلك يعتمد ذلك على عدة أمور منها هل ستكون السلطة جزء من الانعقاد هذا أم لا؟ وإذا ماكانت جزء منه فهذا لا يعني أبداً أن يتغير برنامجنا ولا أن تتغير رؤانا، فالتشخيص الذي انطلقنا منه إذا مابدأنا مثلاً حوار مع السلطة سنطرح تشخيصنا للأزمة وعليهم القول إن هذا التشخيص سليم أو غير سليم، فإذا كان تشخصياً سليماً يجب أن ينطلق الحوار منه؟ وإذا لم يكن سليم فسيكون تقارب بحضور الجميع، فالمسألة ليست تبعية.

واستدرك الأحمر بالقول "إذا وصل التقارب مع السلطة إلى انسداد وكل شيء محتمل، فسيسير الناس في خياراتهم فنحن نريد استكمال الرؤى بيننا وبين بقية المكونات، يعني مثلاً الشخصيات الوطنية في الخارج أو بعض مكونات الحراك بدأ تقاربنا معهم، لكننا نريد أن نصل إلى مشروع نضال سلمي مشترك.

وبشأن صعدة قال " ما يحدث في صعدة حدث تقارب جيد وتم إعلان الموافقة على المضامين الأساسية.ط

مضيفاً " نريد تعميق مثل هذا الأمر ونريد استكمال وجودنا في كل المحافظات وأن نصل إلى أكبر عدد ممكن من القيادات المجتمعية وأن نوعي بمضامين مشروع رؤية الإنقاذ أكبر عدد ممكن من أبناء اليمن.

الصحوة نت تنشر نص الحوار:

* بعد مرور عام على تشكيلها كيف تقيم أداء اللجنة التحضيرية للحوار بحكم موقعك كأمين عام للجنة؟

- كما يعلم الجميع فقد مضى عام منذ تشكيل اللجنة الوطنية للحوار في ملتقى التشاور الذي انعقد في عشرين من مايو 2009م بشراكة وطنية تضم كافة المكونات الحزبية والمجتمعية في إطار نضالي واحد لتحقيق غاية وطنية وهي حوار شامل وجاد وصادق يكون بإذن الله قادراً على أن يضع حداً للأزمات اليمنية المتلاحقة بتعاون وتعاضد الجميع للخروج من هذا الواقع إلى فضاءات المستقبل الرحب المستقر.

وفي العام الماضي تحقق الكثير وأبرز ما تحقق كان إنجاز الرؤية الوطنية للإنقاذ كمشروع حواري وطني يحمله هذا الكيان كأساس وقاعدة حوارية لجميع الأطراف ولجميع أبناء اليمن وقد كان بحق مشروع نتج عن نقاشات جادة مثلت جميع الرؤى وكل الاتجاهات وكافة المناطق، وشارك فيه بفاعلية جميع أعضاء اللجنة التحضيرية ومكوناتها، وقد خرج هذا المشروع ملامساً ملامسة حقيقية لاحتياجات أبناء اليمن وخرج بتشخيص سليم وجرئ، ولم يكتف بالحديث عن مظاهر الأزمة وإنما ركز على جذرها الأساسي المتمثل في غياب المؤسسية وشخصنة الدولة التي أنتجت هذه المظاهر التي نعيشها اليوم، وفي مقدمتها ما يحصل في بعض المحافظات والمناطق الجنوبية، وأيضاً الحروب التي تكررت في صعدة والانسداد السياسي والوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب، والانتهاكات الكبيرة للحقوق والحريات.

وخلال هذا العام وبعد إنجاز هذا المشروع تم استكمال أطر اللجنة التحضيرية وتشكيل اللجان الحوارية التي تتولى الحوار مع أطراف المظاهر الرئيسية للازمة ونشطت لجان الفئات المجتمعية، وأكملت تشكيلاتها، وتم البدء بتشكل لجان فرعية في المحافظات، لكل فئة من الفئات المجتمعية، حيث أن كل لجنة فئة تختص بالتواصل مع القيادات المجتمعية في تلك الفئات سواء العلماء أو المشائخ أو المناضلين أو الأكاديميين أو الإعلاميين أو المرأة أو الشباب أو رجال الأعمال فلدينا عشر لجان فئات مجتمعية.

* هذا على مستوى العمل داخل اللجنة، لكن ما الذي عملتموه مع أطراف الأزمة الوطنية

- استطعنا خلال العام الماضي ولله الحمد أن نجسد الشراكة الوطنية في العمل واستطعنا أن نقترب مع جهات كثيرة.

ونحن عندما نتحدث عن أطراف الأزمة الوطنية يأتي في مقدمتها مايتعلق بالقضية الجنوبية كالقيادة الوطنية الموجودة في الخارج وقيادات الحراك، ونحن ومن خلال تشكيل لجان الحوار في المحافظات اقتربنا من أبناء اليمن في مناطقهم، وقد فتحنا خطوط مع معظم مكونات الحراك السلمي الجنوبي، وأستطيع القول اليوم إن اللجنة التحضيرية أكثر قدرة على التواصل معهم لأننا نتفهم الدوافع التي دفعت الناس للمطالبة بالحقوق المنتهكة، وأنه حتى لو كانت هناك بعض التصريحات أو الشعارات التي ترفع والتي قد لا نتفق معها لأن صوت العقل يجب أن يكون حاضراً، فالوحدة منجز ولا يتحمل كمنجز أعباء أنه تم تجاوزه، لكن هذه التجاوزات أحدثت واقعاً يجب أن نتعامل معه وأفرزت حقائق لابد أن تؤثر، ومن ضمن التأثير أن نقترب ونتفهم المطالب ونعد أنفسنا كي يترجم هذا التفهم على شكل تطوير النظام السياسي اليمني بما يحافظ على الوحدة الوطنية ويلبي كافة الاحتياجات.

وقد اقتربنا من إخواننا في الخارج رغم كل ما كان يثار أننا إذا التقينا بفلان في الخارج فنحن مع الانفصال، لكننا اقتربنا لأننا مع الوحدة ووجدنا أنه من واجبنا أن نقترب منهم، هؤلاء قيادات وطنية شاركوا في صناعة الوحدة، حتى من صدر منه خطأ -من وجهة نظر البعض- في مرحلة من المراحل، لكن لا يصح أن يُنسى دورهم ويقال أنهم ليسوا من أبناء هذا البلد.. فلابد أن يتم التواصل معهم.

* الآن وبعد اقترابكم في اللجنة التحضيرية مع الحراك الجنوبي والقيادات في الخارج والحوثيين.. ماهو الهدف القادم للجنة بعد هذا الاقتراب؟

- اقتربنا من هؤلاء جميعاً حتى نصل بإذن الله إلى مرحلة يكون هناك اصطفاف وطني كبير من جميع الأطراف الفاعلة تناقش بوضوح كيف يمكن أن نصوغ مشروعاً للمستقبل يلبي كل احتياجات أبناء اليمن وتطلعاتهم دون أن ينسى أو يقفز على النضالات السابقة التي يجب أن تكون حاضرة فلابد أن نعمل على أن نستعيد مضامين الثورة ونستعيد مضامين الوحدة السلمية، ونفكر كيف يمكن أن نطور نظامنا السياسي بما يلائم الاحتياجات ويمنع تكرار ماحصل من مصادرة للوحدة والثورة، وأن نتعمق فيما هي الأسباب الحقيقية التي أدت إلى اندلاع الحروب في صعدة وكيف يمكن أن نضمن أن يكون النظام السياسي اليمني والتطبيق العملي للمنظومة القانونية أو الدستورية كفيلاً بأن لا يتكرر الاقتتال بين أطراف البلد الواحد وكيف يمكن أن نمسح على قلوب من تأثروا خلال الفترات الماضية من الممارسات الخاطئة والتي جعلتهم يقرنون بين الواقع البائس وبين الوحدة، وجعلتهم يحسبون أن هذه الوحدة محسوبة على طرف أو على شخص بينما هي ملك لأبناء اليمن حققوها بنضالاتهم وهم الذين يحافظون عليها، بإذن الله.

كما أن علينا أن نتساءل ماهو السبب في أن الأحزاب السياسية لم تستطع الدخول في انتخابات وهل يمتلك أي طرف في السلطة أو المعارضة الحق أن يوصل البلد إلى مرحلة انسداد للعملية الديمقراطية ومنع التداول السلمي للسلطة من خلال الاستئثار بالسلطة أو تحويل العملية السياسية الديمقراطية إلى مسرحيات هزلية تعيد إنتاج الحاكم، وهل الاقتصاد والتدهور الاقتصادي أمر حتمي أم نتاج السياسات غير سليمة وماهو السبب؟ فأي اتفاق أو توافق يتم عن اصطفاف وطني يؤدي إلى مجموعة من الحلول التي يجب أن تُفرض لإنهاء مظاهر الأزمة والتعاون لتجاوز آثارها والوصول إلى وضعية تتحقق فيها مضامين نضالات أبناء اليمن والمعنى الحقيقي للجمهورية والثورة والاستقلال والمعنى الحقيقي للوحدة، وحدة خير، وجمهورية كرامة، وحقوق مصانة للأفراد، وأن تكون الدولة قوية بقوة أفرادها وأن تكون الديمقراطية ممارسة وسلوكاً حقيقياً وأن تكون الشراكة الوطنية حاضرة، هذا ما نحاول أن نقوم به، والرد على سؤالك ماهي الخطوة التالية فخطوتنا التالية أن نستمر وبشكل متسارع في تقريب وجهات النظر وفي دعوة من تبقى على الساحة للانضمام للحوار وصولاً إلى مؤتمر وطني يُمثّل فيه أبناء اليمن ليتخذ قرارات مصيرية تكون قادرة -بإذن الله- على أن تصبح واقعاً من خلال الزخم الجماهيري الذي يسندها.

موعد انعقاد مؤتمر الحوار

* هل لديكم خطة أو توقعات متى سيعقد هذا المؤتمر بالضبط؟

- عندما أُطلقت دعوة الحوار الوطني في ملتقى التشاور الوطني في نفس الوقت الذي شُكلت فيه اللجنة التحضيرية للحوار، كان واضحاً أن الدعوة موجهة للجميع بما في ذلك السلطة، لكن السلطة قابلت الدعوة للتشاور قبل انعقاد ملتقى التشاور بالقول إنه لا توجد أزمة في البلاد وأن الأزمة في رؤوس المأزومين، وبعد أن شُكلت اللجنة التحضيرية للحوار لم تقبل السلطة التعامل معها ككيان وطني قائد وبدأت بإثارة الشبهات وحاولت إعاقة العمل والتفريق بين المكونات، وتضغط على المشترك بأنك إذا أردت أن تتحاور يجب أن تنسى اللجنة التحضيرية للحوار، وقد أثبت المشترك وبقية المكونات تماسكاً كبيراً جداً.

واليوم حصل خروج للمشروع واستكمال هيكلية اللجنة التحضيرية واستعداد أكبر لإحداث الإصطفاف، ولا زالت السلطة بعيدة، وقد حصل مؤخراً نوع من تبادل المؤشرات الإيجابية أنه بالإمكان أن نسير معاً، طبعاً السلطة دائماً وخلال الفترة الأخيرة تتحدث عن الحوار وما الحوار، والقضية من وجهة نظري- ليست أن يلتقى الناس في غرفة واحدة ويتفقون على عمل بيان لإدانة فلان أو الحركة الفلانية أو نطمئن أبناء اليمن أننا نستطيع الجلوس في طاولة واحدة أو ممكن أن نعمل حكومة وحدة وطنية، نحن ياإخوة نقول اليوم ليست الحكومة من يحكم، فالمؤسسية غير موجودة في الدولة لا برلمان ولا حكومة والقضية ليست استبدال وزراء بوزراء آخرين في الأخير لا يستطيعون أن يسيروا وزاراتهم ولا توجد بأيديهم سلطة، إنما لابد أن نسمي الأمور بمسمياتها حتى نصل إلى وضع صحيح ومؤسسي.

أما بالنسبة لتحديد موعد لمؤتمر الحوار الوطني سيعتمد ذلك على عدة أمور منها هل ستكون السلطة جزء من الانعقاد هذا أم لا؟ وإذا ماكانت جزء منه فهذا لا يعني أبداً أن يتغير برنامجنا ولا أن تتغير رؤانا، فالتشخيص الذي انطلقنا منه إذا مابدأنا مثلاً حوار مع السلطة سنطرح تشخيصنا للأزمة وعليهم القول إن هذا التشخيص سليم أو غير سليم، فإذا كان تشخصياً سليماً يجب أن ينطلق الحوار منه؟ وإذا لم يكن سليم فسيكون تقارب بحضور الجميع، فالمسألة ليست تبعية.

وإذا وصل التقارب مع السلطة إلى انسداد وكل شيء محتمل، فسيسير الناس في خياراتهم فنحن نريد استكمال الرؤى بيننا وبين بقية المكونات، يعني مثلاً الشخصيات الوطنية في الخارج أو بعض مكونات الحراك بدأ تقاربنا معهم، لكننا نريد أن نصل إلى مشروع نضال سلمي مشترك.

وكذلك ما يحدث في صعدة حدث تقارب جيد وتم إعلان الموافقة على المضامين الأساسية لكننا نريد تعميق مثل هذا الأمر ونريد استكمال وجودنا في كل المحافظات وأن نصل إلى أكبر عدد ممكن من القيادات المجتمعية وأن نوعي بمضامين مشروع رؤية الإنقاذ أكبر عدد ممكن من أبناء اليمن ونُعد الإعداد السليم لهذا المؤتمر بحيث يعرض عليه خلاصة توافقات أبناء اليمن وفقاً لصيغة قابلة للتنفيذ بزخم قوتها الجماهيرية، وبالتال عندما نُعطي حالياً أولوية للتقارب مع السلطة فذلك لتسهيل تنفيذ ما سيتوافق عليه أبناء اليمن، فإذا كانت السلطة ضمن هذا التوافق فمعناه لا إعاقة، أما إذا لم تكن جزء من التوافق فهذا سيضيف على المتحاورين والمتفقين عبء أكبر في كيفية التنفيذ، لكن هذا العبء في كل الحالات ليس متوقفاً فقط على أنه إذا دخلت معنا السلطة فهذا يعني إمكانية انعقاد المؤتمر، هذا غير صحيح فمؤتمر الحوار الوطني سينعقد وسيكون أفضل وأسهل أن تكون السلطة جزءاً ممن يسيرون في الحوار وإذا لم تسر هي فالناس سيسيرون وسيتحملون تبعات تنفيذ ما يقررونه.

* إذا تم الحوار بين اللقاء المشترك والمؤتمر الشعبي.. فماذا سيكون موقف اللجنة التحضيرية؟

- الأمر هذا تجاوزه الزمن، بالنسبة للمشترك فقد أثبت مصداقية في الشراكة الوطنية وحدد منذ أن أطلق دعوته للتشاور الوطني على طريق الحوار قبل أن ينعقد ملتقى التشاور أنه يجب أن تكون هناك شراكة وطنية وعندما شُكلت اللجنة التحضيرية وهو أحد مكوناتها الرئيسية فهم معنى الشراكة ولم ينفرد بأي عملية حوارية مع السلطة، وأعلن أن لديه شركاء لا يستطيع أن يسير بالحوار مع المؤتمر الشعبي بدونهم، وآخر توافق والذي تدخل فيه إخواننا السوريون تم التوصل إلى صيغة أن المشترك وشركاؤه كطرف والمؤتمر وحلفاؤه طرف.

ونحن نسعى أن يشترك هذا الكيان الحواري الذي يضم المشترك، أكبر عدد ممكن من المكونات السياسية المجتمعية الموجودة لأن هذا في حد ذاته سيجعل السلطة أكثر جدية في إدارة حوار.

* يعني أنتم في اللجنة التحضيرية ستشاركون في الحوار؟

الحوار مع السلطة إن تم فسيكون بينها وبين المشترك وشركاؤه، وشركاؤهم اللجنة التحضيرية للحوار بكافة مكوناتها. وستشترك السلطة في حوارها الوطني مع كل المكونات إذا سارت بهذا الموضوع.

جدوى الحوار

* إذا سار الحوار بين المشترك والمؤتمر ووصل إلى نتائج محددة وبدأ الجميع بالاتفاق على آلية لتنفيذ هذا الاتفاق.. هل سيكون هناك حاجة لعقد المؤتمر الوطني الذي تسعون لعقده؟

- لو كانت القضية تنفيذ اتفاقيات لكان قد تم تنفيذ الاتفاقيات التي وقعت في السابق من دون الحاجة لهذا العمل النضالي الكبير، جزء مما كان يدور بين المشترك والسلطة في الفترات السابقة كانت عبارة عن مطالبات بتنفيذ مواد دستورية وقانونية لا تحتاج السلطة لتحاور أحد من أجل تنفيذها وعليها أن تنفذها كجزء من التزاماتها الشرعية والقانونية والدستورية، والسلطة لا تحتاج أن تتحاور مع المشترك لتنفذ ما عليها ولا تحتاج أن تدخل في حوار مع أحد، لكن واضح جداً أن الأمور وصلت إلى وضعية لابد من إجراءات عملية قد لا تستطيع السلطة نفسها -حتى لو توفرت بعض الإرادة- أن تنفذها إلا بهذا الضغط الشعبي الكبير، قد تكون هي نفسها عاجزة نظراً لمسارها لتشكيلها ولتكوينها ولمجاميع المتنفذين داخلها ممن يمارسون الأخطاء ويعيقون تنفيذ الدستور والقانون، قد تكون السلطة نفسها غير قادرة على تنفيذها منفردة مالم يكن هناك نوع من الضغط الفعلي والحقيقي لشركاء هذا الوطن في تنفيذه، ونحن نقول إن أي عملية حوارية يجب أن يلتزم الجميع بنتائجها وأن لا تكون على الأهواء، يلتزمون بنتائجها أو لا يلتزمون، فالآن هي الفرصة الأخيرة –من وجهة نظري- للسلطة وليس لأبناء اليمن لأن أبناء اليمن سيسيرون في نضالهم لأنه لا توجد فرصة أخيرة للمطالبة بالحقوق، لكن يمكن أن تكون أمامك فرصة أخيرة لتعطي الناس حقوقهم، فإذا لم تسر في طريق إعطائهم حقوقهم فإنهم سيستردونها بأنفسهم.

مشروعية اللجنة

* أنتم وجهتم دعوة للسلطة للمشاركة في الحوار حسب ما ذكرت؛ لكن السلطة لم تستجب لهذه الدعوة، وأعتقد أنكم كلجنة تحضيرية للحوار يجب أن تكون على مسافة متساوية من الجميع (السلطة، المشترك، الحراك.... الخ) طالما وأنتم تدعون الجميع للحوار لكن ألاحظ خلال الفترة الماضية أن اللجنة تصدر بيانات شديدة ضد السلطة فكيف تدعو طرفاً للحوار وأنت تهاجمه.. وأحياناً تنشر أخبار أن اللجنة التحضيرية تدعو أنصارها للتظاهر ضد السلطة.. هل هذا جزء من عملكم كلجنة تحضيرية للحوار أم أن هذا عمل سياسي لا علاقة له بالحوار؟

- إذا اجتمع أبناء اليمن دون أن تعزز لديهم ثقافة التدافع والنصرة ومقاومة الظلم وتجسيد مبدأ الشراكة الوطنية في الدفاع عن الحقوق، فاجتماعاتهم وتجمعاتهم هذه ستكون قليلة الفائدة. السلطة دعوناها للحوار وقد أنكرت وجودنا منذ البداية.

* السلطة تنكر مشروعيتكم؟

- المشروعية نستمدها من الحقوق، لسنا بحاجة لأخذ المشروعية من السلطة، لأن العقد الاجتماعي الذي بيننا وبينها والذي يعطي لها الحق أن تكون موجودة هو أيضاً يعطي لنا الحق أن نكون موجودين، فالدستور هذا إذا أنكروه فهم ينكرون مشروعية وجودهم، أما بالنسبة للشعب فهو موجود ولا يستطيع أحد أن ينكر وجوده وهذا كيان شعبي.

وهم رفضوا التعامل مع اللجنة التحضرية ورفضهم للتعامل جعلهم عائقاً أساسياً أمام مسيرة الحوار في تلك الفترة.

* دعنا نعود إلى قضية بياناتكم الناقدة للسلطة؟

- الممارسات الخاطئة بغض النظر حتى ولو كانت السلطة معنا وحتى لو افترضنا أننا تقاربنا معها، واستمرت الممارسات الخاطئة فاستمرارها يتناقض مع اقترابنا معها وهذا يستوجب علينا إنكارها، فأنت إذا ارتضيت العملية الحوارية فهذا يجب أن ينعكس على تصرفاتك.

المشترك نيابة عن شركائه خلال الفترة الماضية أكد أنه اذا أردتم في السلطة أن نلتقي يجب أن نهيئ الأجواء للقاء، ومن ضمن هذه التهيئة إطلاق المعتقلين، ويجب أن نمهد الأجواء من خلال أن يتوقف الإعلام الرسمي عن التهجم وأن تتوقف الحروب ويتوقف قمع الحريات في المحافظات المختلفة حتى نستطيع أن نلتقي، فكيف يمكن أن ألتقي بك في حوار وأنت تمارس أشياء تزيد من تأزيم الوضع، فالخروج ضد الممارسات الخاطئة هذا أمر أساسي والتقارب مع السلطة إذا لم ينتج عنه إيقاف هذه الممارسات الخاطئة فلا معنى له.

* تحدثت أن اللجنة التحضرية تستمد مشروعيتها من مشروعية العمل النضالي، لكن السلطة ترى بأن اللجنة لا مشروعية دستورية وقانونية لها؟

- الدستور اليمني واضح في أنه يحق لأي كان من أبناء اليمن أفراداً وجماعات أن يوحدوا جهودهم في أي عمل مشروع لنيل الحقوق والمطالب دون أن يحتاج هذا لإذن من أحد، فنحن لم نكون حزباً حتى نحتاج إلى ترخيص، ولسنا منظمة مجتمع مدني تمارس العمل في إطار معين حتى نحتاج إلى أن ينظم العمل في هذا الجانب، نحن إطار شعبي دستوري نضالي حواري يستمد شرعيته من مرجعيات العقد الاجتماعي الذي يجيز لنا هذا الأمر ويضم كيانات وطنية وأفراداً من أبناء اليمن يحق لهم أن يجتمعوا لمناقشة أوضاعهم ليخرجوا باتفاقات.

ومشروع رؤية الإنقاذ أمامكم لم يتضمن شيئاً خارج عن الدستور والقانون ومبادؤنا في عمل الحوار مبادئ واضحة تقوم على النضال السلمي لنيل الحقوق والحريات لإيماننا بأن النضال السلمي القوي والواعي قادر على أن يأخذ الحق من أي ظالم مهما كانت قوته وقادر على أن يوصل الناس إلى حقوقهم أكثر من قوة أي سلاح وقد جربنا دورات العنف لم توصل إلى شيء إلا إلى مزيد من الجروح الغائرة.

بينما النضال السلمي حتى وإن أخذ مدى أطول واحتاج إلى جهود وصبر أكبر لكنه في الأخير قادر على انتزاع الحقوق.

وكل ما نحاول عمله هو أن نعطي الثقة لأصحاب الحقوق هؤلاء في أنفسهم وفي قدرتهم على أن ينالوا هذه الحقوق بالعمل المتضامن الجماعي المهدف المنظم وهذا هو الأمر الذي دفع هذه المكونات إلى أن تشكل لجنة تحضيرية للحوار الوطني تعمل على أطر المكونات الأساسية للأزمة والقيادات المجتمعية والجماهير من خلال لجانها الحوارية الخمس والقيادات الأساسية داخل هذا المكونات ومن خلال قيادات لجان الفئات ومن خلال تشكيل لجان المحافظات.

الاتفاق مع الحوثيين

* أثناء إجابتك على السؤال المتعلق بإيضاح مواقفكم في اللجنة التحضيرية تجاه ممارسات وأخطاء السلطة قلت بأن ذلك من واجبكم لكن الملاحظ أنكم تركزون فقط على أخطاء السلطة لكنكم لا تظهرون أي موقف تجاه أخطاء الأطراف الأخرى في الأزمة الوطنية، مثلا قيام بعض المحسوبين على الحراك بأعمال تقطع ونهب وأعمال مسلحة ضد المواطنين ورفع الدعوات التشطيرية نلاحظ تجاهلكم لكل ذلك، وكذا خروقات الحوثيين لإتفاقيات السلام في صعدة... فلماذا تظهرون مواقفكم تجاه أخطاء السلطة فقط دون غيرهم؟

- أولاً لم تتم أي ممارسة تستوجب موقفاً مننا إلا وكانت بياناتنا وتصريحاتنا واضحة فيما يتعلق مثلا بقضية صعدة نحن حملنا أطراف النزاع المسلح منذ البداية مسئولية سلامة أبناء اليمن في صعدة وأكدنا على هذه المسئولية كأطراف تحمل السلاح ضد بعضها والضحايا من المواطنين والأبرياء وممن تحصد أرواحهم هذه الآلة العسكرية، عموماً لكننا بلا شك يجب أن نحمل السلطة العبء الأكبر لأنها بحكم تحملها للمسئولية كونها سلطة عملها في الأساس أن تمنع حدوث دورات عنف، والسلطة سارت في معالجة هذه القضايا بإنفراد عن الشراكة الوطنية وبتعتيم للمعلومات لأغراض خاصة بها وسارت في إدارة حروب صعدة بألغاز كثيرة جداً وغموض يجعل موقفها غاية في الغرابة، وكان لزاماً علينا عندما أبدت جماعة الحوثي نوعاً من الترحاب بمضامين رؤية الحوار كان علينا التعامل بإيجابية مع هذا الأمر؟

* لماذا كان هذا الاقتراب، وماهو هدفكم منه؟

- نحن وقفنا منذ اللحظة الأولى لعملنا الحواري ضد شخصنة الدولة وضد المشاريع التي ينتجها هذا الجذر أياً كانت هذه المشاريع الصغيرة، لكن عدم توافقنا مع هذه المشاريع لا يعني أن لا ندير حواراً معها إذا افترضنا أنها موجودة لتعميق أواصر الثقة بين أبناء اليمن وتعميق القناعة بأن الإطار الوطني والمشروع الوطني الأكبر والأشمل هو الشيء الذي يمكن أن يضمن للناس كل حقوقهم المشروعة وتعزيز مفاهيم أن أبناء اليمن لن يقبلوا وجود أي مشروع صغير أياً كان، إذا كنا لا نقبل وجود المشروع الصغير الذي نعتقد أن السلطة تحمله ونقف أمامه وهو مشروع «شخصنة الدولة أو توريث الحكم أو غيره فكيف يمكن أن نقبل بمشروع صغير مناطقي أو مذهبي فلا يمكن أن نقبل بهذه المشاريع» لكن كعمل حواري يجب أن نقترب من الجميع فإذا هذا الكيان أو ذاك تقبل أن ينطلق معك من هذا المشروع الوطني «المشروع الكبير» مشروع المساواة بين أبناء اليمن وتعزيز الحريات الفردية وترسيخ الممارسة الديمقراطية السلمية ومؤسسية الدولة والحكم الجماعي والابتعاد عن الشخصنة إيقاف المظلوميات أياً كانت والأخذ بأيدي الظالمين وهذا المشروع الكبير الذي يضمن للناس جميعاً حقوقهم، إذا قد ارتضى أن يقترب منك فبدلاً من أن تبقيه كجزء من الاشكال اجعله يتحول إلى جزء من الحل.

* معنى كلامك أن الحوثيين وافقوا على كل ما ذكرت الآن؟

- التوقيع كان غاية في الشفافية، النضال السلمي ، احترام الدستور والقانون هذه مضامين واضحة في الاتفاق الذي وقعناه مع الحوثي.

* هل أعلنوا موافقتهم عليها؟

- أعلنوا في أكثر من تصريح بأنهم مقتنعون بأن وثيقة الإنقاذ الوطني احتوت مضامين كثيرة قادرة على إنهاء أزمات اليمن ونحن مشروعنا مشروع واضح لم يقم على أن تبقى هناك بذور صراعات بين أبناء اليمن وأن لا تكون هناك دولة ضعيفة ولا دولة ظالمة تنتقص من الحقوق ولا دولة فيها نوع من التناحر، بالعكس مشروعنا كان واضحاً فهو مشروع وطني يستحق منا جميعا أن نتعاون لنصل إليه وهو يمثل نضالات من قبلنا وتطلعاتنا جميعاً للمستقبل.

الحوار مع الحراك الجنوبي

* هذا بالنسبة لصعدة والحوثيين، ماذا عن الحراك الجنوبي.. هناك أنباء تتردد عن إجراء حوار بين اللجنة والحراك إلى أين وصلتم في هذا الجانب؟

- فيما يتعلق بقضية الحراك السلمي في المحافظات الجنوبية كما يفهم الجميع هناك كثير من الحركات والمكونات وكثير من الشخصيات التي لها رمزية وكثير من الناس الصامتين الذين لم يعبروا عن آرائهم بعد، وهذا يستوجب العمل في كل الاتجاهات وقد لا يكون من السهل مثلاً بحكم التعدد هذا أن نصل إلى مرحلة توقيع سريع مع هذا أو ذاك.

* هل هناك تواصل مع هؤلاء من قبلكم؟

هناك تواصل وهناك تعزيز للثقة.

* لكن هناك من يتهمكم بالفشل في التوصل إلى اتفاق مع الحراك الجنوبي؟

- إذا كنا حاولنا وفشلنا وعلموا أن محاولتنا صحيحة فعليهم أن يشكرونا على المحاولة فليس علينا إلا أن نعمل، نحن لا نستطيع أن نضمن أن الناس جميعاً يكونوا معنا، نحن سنحاول بكل الجد والاجتهاد، وما اقترابنا من السلطة إلا باعتبار أنها طرف من أطراف الأزمة الوطنية بل تكاد تكون هي الطرف الرئيس في كل مظاهر الأزمة، وعندما نحاول أن نقترب معها فنحن نريد أن نحولها من طرف في الأزمة إلى جزء من الحل ونفس الشيء علينا لزاماً وواجب أن نعمل مع كل الأطراف في الأزمة ونقول لهم هناك مشروع وطني وأنتم مدعوون لإثرائه ولمناقشته بانفتاح لتكونوا شركاء في جعل هذا المشروع الوطني هو مشروع الوطن الذي يتسع لنا جميعا وفقاً لمبادئ سليمة وصحيحة لا تنتقص من نضالات من قبلنا وتستوعب احتياجاتنا الحالية وتتلائم مع المستقبل الواعد الذي نسعى إليه جميعاً.

ونريد أن نتعاون لإيقاف الممارسات الخاطئة واستعادة مضامين وحدة 22مايو1990م السلمية وإدارة حوار جاد وصادق قادر على تطوير منظومتنا السياسية لدولة الوحدة بما يحقق مزيداً من اللحمة الوطنية ومزيداً من العدالة والشراكة في الثروة والسلطة ويغلق باب كل مدخل يمكن أن يؤدي إلى تكرار ما حصل ويفتح الفضاءات المستقبلية الكبيرة أمام أبناء اليمن لنعالج ما قد ترسب في النفوس بسبب الممارسات الخاطئة.

اللقاء مع قيادات الخارج

* أعلنتم في خطابكم في افتتاح أعمال اللجنة التحضيرية بأنكم قد عقدتم أكثر من عشرة لقاءات مع الشخصيات المعارضة في الخارج هل توصلتم إلى اتفاقات معينة وما هي القضايا التي تم مناقشتها؟

- لا شك أن كل هذه اللقاءات ليست إلا محاولة تقريب لوجهات النظر، نحن نؤمل أن تستمر لقاءاتنا بهم لنصل إلى مشروع نضالي واحد لأنه خلال الفترات الماضية كانت هناك بعض المضامين التي يمكن القول أن هناك اتفاقاً عليها من ضمنها أنه من أجل الحفاظ على الوحدة لابد من إحداث التغيير الإيجابي الذي يتم من خلاله استعادة مضامين وحدة 22مايو ومن ضمن المبادئ التي تم التوافق عليها ونحن لا زلنا في مرحلة التواصل والتشاور وتعميق الثقة وتعزيزها للوصول إن شاء الله إذا تمكنا ووفقنا إلى مشروع واحد.

فنحن في اللجنة التحضيرية للحوار الوطني أقرينا بالقضية الجنوبية كأحد مظاهر الأزمة الوطنية من البداية من البداية وأنت سألت لماذا لم ندين من يخرج للمطالبة بالحقوق، فلا يمكن لي أن أدين الضحية، لابد أن أدين الذي دفع هذا الشخص أولاً للخروج للمطالبة بالحقوق وهذا ليس جرماً، أما إذا تضمن هذا الخروج بعض المطالبات التي قد تكون غير متوافق عليها، فأولاً لا أستطيع أن أقول اليوم أن كل من يخرج ضد الظلم هو موافق مثلاً على الإنفصال أو فك الارتباط، هذا غير صحيح.

رفع هذه الشعارات في حد ذاته يتوجب منا أن نقف وقفة صادقة وجادة مع النفس لماذا وصلنا إلى هذا الحد؟ يا أخي العزيز هناك كثير ممن يرفع شعارات فك الارتباط هم ممن قاتلوا من أجل الوحدة في 1994م، ليس حريا بنا أن نجرمهم فقط بل علينا أن نتلمس لماذا وصلوا إلى هذه المرحلة، أليس لزاما علينا بعد كل هذه السنوات أن نتذكر أن علي سالم البيض وإن كان هو الشخص الذي قاد محاولة الانفصال في 1994م أنه هو الشخص الذي وقع على اتفاقية الوحدة علينا أن نتذكر هذا وليس ذاك فقط، بل أعتقد أن علينا واجب أن نُذكر علي سالم البيض نفسه أنك أنت الذي وقعت اتفاقية الوحدة عن قناعة وأنت دولة، فكيف يمكن أن نكون معك إلى ما يعيد ذلك الإيمان الوحدوي إلى نفسك

ونفس الشيء هذا الحوار يجب أن يكون مع الجميع فليس الحوار أن نلتقي مع السلطة من أجل أن نقهر أصحاب المطالب الحقوقية السلمية ولا من أجل أن نتجاهل المسببات التي دفعت الناس للاتجاه ضد الوحدة للتعبير عن المظلومية وعدم الرضاء أبداً، وأؤكد لك أن محاولاتنا ستستمر للوصول إلى قناعات مشتركة نحاول من خلالها أن يتحول هؤلاء من مشاريع قد تنتقص من الوطن إلى مشروع وطني واحد يرتضونه جميعاً في وطن قوي ومستقر ومؤسسي وعادل وآمن يلبي تطلعاتنا ويستفيد من نضالات من سبقونا ومن ناضلوا سنوات طويلة ويستوعب كل حاجاتنا وآمالنا بإذن الله.

* هل هذه القيادات في الخارج أبدت تفاعلاً مع ما أسميته بالتغيير الإيجابي؟

- أنا أعتقد اليوم أن أهم المضامين التي لا نستطيع تجاوزها إذا أردنا أن نلتقي كيمنيين أن هناك إصراراًَ كبيراً على تغيير الواقع الذي أفرز نتائج غير مرضية.

* هل هذه القيادات لديها رغبة للعمل معكم لتحقيق التغيير الإيجابي تحت سقف الوحدة؟

- بالنسبة لنا سقف الوحدة والتنمية والاستقرار هي الأشياء التي نعمل من أجلها.

* هذا بالنسبة لكم لكن هل هي نفس الأشياء بالنسبة للقيادات الوطنية في الخارج؟

- هل تتخيل أنه بإمكاننا أن ندير حوار مع أحد من أجل أن ننفصل، هذا لا يحتاج إلى إدارة حوار، نحن ندير حواراً حتى نتقارب، وكما أشرت في كلمتي في افتتاح دورة الفقيد بن شملان الأربعاء قبل الماضي أننا نذهب كأبناء بلد واحد هذا الذي يجعلنا نلتقي معاً حتى نحل مشاكل بلادنا، لا نذهب من أجل أن نصل إلى الشيء الذي نخشاه جميعاً.

* قلتم بأنكم ستعقدون لقاءً موسعاً مع بعض القيادات في الخارج.. هل هناك موعد محدد لعقد هذا اللقاء؟

- نحن نحاول مع كثير من هذه القيادات أن نهيئ الظروف نغتنم الفرص ونعقد هذه اللقاءات، والتواصل مع الأخوة في الخارج ليست بهذه السهولة التي يتصورها البعض، فبعض هذه القيادات حركتهم صعبة إضافة إلى ظرفهم الاقتصادي الصعب، والبعض جوازاته ووثائق سفره التي لديه لا تعطيه المرونة في الحركة وأيضاً ليس بالسهولة أحياناً أن نتفق على موعد محدد ومسبق ونتواصل بأريحية.

لأنه حتى السلطة هنا للأسف تسعى لعرقلة هذه الجهود فمثلاً كنا قد اتفقنا في إحدى المرات على أن نلتقي في بلد عربي لكن تم إرسال سفيرنا لهذا البلد العربي إلى رئاسة الدولة ورئاسة الحكومة لإبلاغه رفض الحكومة اليمنية اجتماع المعارضة اليمنية في الداخل والخارج على أراضي هذا البلد العربي، فهناك صعوبات تعترض عملنا في هذا الجانب ورغم ذلك فقد تمت كل هذه اللقاءات ونحن نسعى أن تتحول هذه اللقاءات الفردية التي تمت إلى لقاء بحضور عدد أكبر لنخرج بنتيجة أكثر وضوحاً.

وأنا هنا أحذر وأقول أنه ليس من الوطنية أن نستهين بما أصاب قلوب أبناء اليمن من ضيق بسبب الممارسات التي هي أبعد ما تكون عن مضامين وحدة 1990م وأننا اليوم نحتاج إلى مصداقية وأن نقدم الوطن على الأشخاص فالذي هو صادق مع الوحدة عليه أن يعرف أنه إذا ما خُيّر بين الوحدة وبين شخص أياً كان فيجب أن ينحاز لاختيار الوطن، وأتمنى أن تكون السلطة دافعاً ومهيئاً وسانداً للوصول إلى الحلول الحقيقية.

* ما السبب الحقيقي الذي دفعكم في اللجنة التحضيرية للتواصل مع الشخصيات الوطنية في الخارج؟

- هؤلاء لهم رمزية ولهم تاريخ ولهم الحق فهم من أبناء اليمن ولهم حضور لا يستطيع أحد أن يتجاهله.

* لكن هناك من يقول بأنكم لجأتم للتواصل مع القيادات في الخارج بعد فشلكم في التواصل والاتفاق مع قيادات الحراك في الداخل؟

- هذا ليس صحيحاً، فهناك أيضاً بعض مكونات الحراك في الداخل لهم أيضاً تواصل وتقدير واحترام مع من هم في الخارج، أنت تفهم أن هناك جزء من مكونات الحراك نستطيع أن نتواصل معهم وعملهم داخلي ذاتي ليس لهم ارتباط مع من هم في الخارج، لكن هناك أيضاً جزء لهم ارتباطات والقضية ليست أنني أتواصل مع فلان من منظور ما مدى قدرته على الإحداث أو على التغيير وهذه طبعاً تزيد من أهمية التواصل معه، لكن طالما وهو من قيادات وأبناء اليمن يجب أن نصل إليه حتى نحقق ما أعلناه عن شراكة وطنية شاملة لا تستثني أحداً، فعلينا أن نصل إلى الجميع، أما قضية أن يتفاعل معنا أولاً فهذا شيء آخر على الأقل للتاريخ وللحقيقة وصلت إليه.

الاقتراب من السلطة

* قلتم بأنكم اقتربتم من الحوثيين ومن الحراك ومن الشخصيات الوطنية في الخارج وقلتم بأنكم ستسعون للاقتراب من السلطة.. فما هي الأساسيات التي ستقوم عليها عملية اقترابكم من السلطة؟

- سنحاول أن نقترب من السلطة في قضية الحوار الوطني الشامل وأن تكون السلطة جزءاً من الحل لا أن تكون المعيق الأكبر للحلول والجزء الأكبر من المشكلة، فالسلطة تتحدث عن الحوار وتدعو الناس للحوار فعلينا أن نقول تمام تعالوا لنتحاور ويجب أن نتحاور كأبناء لليمن بشكل كامل، وقد وصلوا إلى توافق سيكون المشترك وشركاؤه في اللجنة التحضيرية كطرف وهم كطرف آخر، ونحن سنضع تصوراً للآلية الحوارية حتى يكون حواراً جاداً.

سنقترب يا أخي من السلطة ونحن منطلقون من نفس الثوابت، إيماننا العميق بأن غياب المؤسسية وشخصنة الدولة اليمنية هو الجذر الأساسي لهذه الأزمة، وحواراتنا ستكون على أساس كيف يمكن أن نتجاوز هذا الواقع، وطبعاً لو كان هناك ممارسة سياسية سليمة وانتخابات صحيحة ولو كان هناك فصل بين حزب حاكم ومقدرات دولة ولو كان هناك امكانية لتداول سلمي للسلطة، هذا في حد ذاته سيعزز من المؤسسية وسيؤدي إلى تداول سلمي للسلطة وسينهي حالات ضعف احترام الدستور والقانون من قبل السلطة نفسها وسيغير أشياء كثيرة.

* لم يعد في الوقت متسع فموعد الانتخابات البرلمانية يقترب، هل هذا يعني أن الحوار مع السلطة سيتركز في مجمله على العملية الانتخابية فقط؟

- الممارسة السياسية اليوم حصل فيها إنسداد، فلم يعد مقبولاً أن نتحدث عن جانب العمل الانتخابي فقط بمعزل عن مكونات الأزمة الوطنية ولا أعتقد أن الكثير من أبناء اليمن ممكن أن يتقبلوا منا أن نتحدث عن توافق على شيء معين فقط.

والعملية الحوارية مع السلطة لا أعتقد أنها ستكون سهلة لكن مجرد التوافق على صيغة إدارة الحوار المشترك بما يضمن شفافية العملية الحوارية وجديتها وشمولها واتساقها مع المرحلة الخطيرة والصعبة التي وصل إليها البلد يعد خطوة في الاتجاه الصحيح، وعلى كلٍ اللجنة التحضيرية للحوار بمكوناتها المختلفة وفي مقدمتها أحزاب اللقاء المشترك ستظل كياناً حوارياً قائماً بذاته حتى وإن شكلت بعض اللجان المشتركة للحوار بين السلطة وبين اللجنة التحضيرية للحوار مع بعض الأطراف لايعني هذا أبداً أنه سيكون هناك توقيف لأعمال اللجنة التحضيرية.

* لماذا لم يوجد إلى الآن هذا التصور؟

- لأننا لم نستطع إلى الآن أن نلتقي، لم يوافق المؤتمر الشعبي العام على أن يلتقي باللجنة التحضيرية حتى الآن، فقد كان الهدف الأساسي عنده أن يفكك مكونات الكيان الحواري الوطني هذا وكان يشترط أن يلتقي بالمشترك إلى أن وصل الآن إلى قناعة أن المشترك يؤمن فعلاً بالشراكة الوطنية ولا يمكن أن يتخلى عن شركائه أو ينفرد بهذه العملية، فكان لابد له بعد إن احتدمت الأزمات أن يعي أنه لابد أن يقف مع غيره، لكن حتى الآن لم نلتق وعندما يتم اللقاء وتحدد اللجنة التحضيرية من سيمثلها في هذا اللقاء وفي مقدمتهم قياداتها الأساسية وفي الأمام قيادات أحزاب اللقاء المشترك، سنلتقي ونتباحث ونرى ما الذي يدور في خلد الإخوة في السلطة ونرى مدى استجابتهم للاحتياجات الوطنية للسير في عملية حوارية واعية وجادة، إنما ياأخي العزيز يجب أن نعي أننا نمر بمرحلة خطيرة جداً، على السلطة في حد ذاتها أن تشعر بمسئوليتها أمام الله سبحانه وتع إلى وأمام هذا الشعب فهي المسئولة عن إيقاف الاحتقانات بحكم مسئوليتها، فالنجاح ليس أن تنجح في كبت الناس ولا في قهرهم ولا في السير خلاف ما يستوجبه الواقع، المسئولية التاريخية أمام السلطة ستكون هل راجعت سياساتها وتوقفت في لحظة تاريخية لتكون مع الوطن وفي إطاره، ليس مع الوطن بتخوين الآخرين ولا باستخدام الآلة الإعلامية الكبيرة التي يدفع لها من المال العام لتشويه الحقائق، ولكن مع الوطن بالجلوس الحقيقي والجاد مع شركاء الوطن، وشركاء الوطن اليوم لا يمكن أن يحصروا في واحد أو اثنين من أبنائه أو قياداته.

* ألاحظ من حديثك أنك تحمل السلطة مسؤولية كافة الأخطاء، هل الأخرين لا يخطئون، والسلطة تحمل الآخرين الأخطاء؟

- عندما تقول السلطة فلان ارتكب خطأ لايوجد اليوم قضية أساسية إلا والسلطة طرف في هذا الخطأ، إذا ما أردنا أن نحاسب جهة فعلينا محاسبة كل الجهات وسترى السلطة نفسها هي الخاسرة لأنها تتحمل العبء الأكبر ومع ذلك ليس من حق أحد أن يقول حاسب جهة ولا تحاسب الأخرى أو أن يطوي باب الحساب إلا إذا هناك إجماع وطني على أن نطوي الماضي وهذا الإجماع يجب أن نسير فيه، ونحن نأمل ونتمنى أن يتحقق التقارب بين المكون الوطني هذا وبين السلطة لتسهيل تنفيذ ما يتفق عليه، لكني أؤكد لك أن العملية الحوارية ما بدأت إلا لتصل بإذن الله كنضال سلمي واعٍ وجاد وثابت إلى مبتغاها في توحيد رؤى ومواقف أبناء اليمن وإحداث ما يمكن إحداثه من إجماع وطني يسترد من خلاله اليمنيون مضامين الثورة والاستقلال والجمهورية والوحدة، ويتفقون على تطوير واع لنظامهم السياسي ويحدثون تغييراً في هذا الواقع ومن ضمن هذا التغيير التحرر من فردية وشخصنة الدولة وإعادة معاني مؤسساتها كشرط أساسي لأي أفق قادم يمكن أن نطمئن إلى كونه كفيلاً ببدء خطوات إنهاء أزمات اليمن.

* تحدثت عن اشتراط السلطة استبعاد اللجنة التحضيرية من الحوار كشرط أساسي لبدء الحوار مع المشترك، الآن هل تخلت السلطة عن هذا الشرط حسب مافهمت من كلامك؟

- نعم فقد كان آخر توافق بين السلطة وبين إخواننا في المشترك، أن يتم الحوار بين المشترك وشركائه والمؤتمر وحلفائه

* واللجنة التحضيرية تعتبر من أبرز شركاء المشترك؟

- المشترك اليوم هو شريك أساسي داخل هذا الإطار.

* متى ستبدأ عملية الحوار مع المؤتمر؟

- أنا تصوري أنه يجب أن نفرق متى ستبدأ اللقاءات ومتى سينطلق الحوار فالحوار يحتاج أولاً إلى أن نلتقي ونتواصل ونتفق على أسس ومضامين وآليات ربما قد تم الحديث بشأنها في بعض اللقاءات بين المؤتمر والمشترك لكنها لم تصل إلى نهايتها الآن، كيف نتواصل لنصيغ رؤية.

* لكن الإعلام الرسمي واعلام الحزب الحاكم يتحدث عن انطلاق الحوار خلال الأيام القليلة القادمة؟

- هم بحاجة أن يشعروا الناس أنهم قادرون أن يحتووا الكل والاحتواء لا يتم من خلال لقاء إعلامي فالاحتواء يكون بتلبية احتياجات الناس واحترام حقوقهم ولو كان هذا المفهوم موجود فالجميع محتوون، فالسلطة عليها أن تدير الدولة والدولة مللك للجميع وهذا هو الأساس واحتواء الناس واحدة من الأساسيات واللجنة التحضيرية في انعقادها الأخير وضعت في مقدمة موجهات عملها للفترة القادمة إعطاء وإيلاء الأهمية والاهتمام اللازمين للتواصل والتوافق مع السلطة بغرض وأمل الوصول إلى صيغة مرضية لنسير معاً في حوار وطني جاد وصادق وشامل وواضح وهذا ما نأمله.

* هناك لغط حول علاقة اللجنة التحضيرية باللقاء المشترك، أرجو أن تكون صريحاً في توضيح ماهية هذه العلاقة للناس؟ وهل هناك خلاف؟ وهل أصبحت اللجنة عبئاً على اللقاء المشترك؟

- اللقاء المشترك كمنظومة سياسية أطلق قبل عامين تقريباً دعوته للتشاور الوطني على طريق الحوار، والدعوة كانت يا أبناء اليمن هناك أزمة خانقة بدأت تشتد وتتعقد تستوجب أن يلتقي أبناء اليمن على حوار فتعالوا نلتقي ونتشاور حول مضامين هذا الحوار ونشترك جميعاً في إطلاقه وانتهت مرحلة التشاور بإنعقاد ملتقى التشاور الوطني الذي مثل استجابة لدعوة المشترك، ومُثّل في اللقاء أبناء اليمن من الكيانات والفئات والقيادات المختلفة فكان الحاضرون فيه عبارة عن شراكة وطنية المشترك هو الداعي لها وهو جزء منها لكن معه شركاء كثيرون من القيادات المجتمعية والكيانات الأخرى، وأطلقت في ملتقى التشاور الوطني دعوة الحوار الوطني وتم تشكيل لجنة الحوار الوطني التي بموجبها ارتضينا أن يكون هذا هو الإطار الذي نسير فيه في العملية الحوارية، ونحن جميعا شركاء ومُثّل الجميع بحسب تكويناتهم الحزبية و الإجتماعية والمجتمعية، وخلال هذه الفترة اثبت المشترك وعي وتقبل وفهم وطني سليم لمعنى هذه الشراكة فظل حريصاً عليها وجزء منها ومواكباً لها، وليس أدل على ذلك أنه رفض أن يدير أي حوار بينه وبين السلطة بعيداً عن شركائه.

والمشترك يظل أحد شركاء ومكونات اللجنة التحضيرية للحوار وهو شريك أساسي ورئيس فيها ولا أعتقد أبداً أن الإجماع أو الالتفاف الوطني بهذه الشراكة مع شريك سياسي مثل أحزاب اللقاء المشترك يمكن أن يُشكل عبئاً على أي منظومة سياسية، فأي عمل سياسي يهدف إلى أن يكون له شركاء ومؤيدون لمشروع أو فكرة يضعها وهذا ما استطاع أن يصل إليه المشترك عبر اللجنة التحضيرية فالمكونات هذه جميعها تشكل اليوم بارقة الأمل الكبرى في استمرار العملية الحوارية.

فقد لا يكون المشترك منفرداً قادراً على أن يسير بعملية الحوار وفقاً للتصور الذي لدينا جميعا وقد لا تكون المكونات الأخرى قادرة أن تسير بمفردها، أنا ياأخي واحد من قيادات المشترك ووجودي في اللجنة التحضيرية للحوار ممثلاً عن المشترك ممثلاً عن التجمع اليمني للإصلاح أنا عندما كلفت أبلغت بالتكليف بالتشاور من قبل الهيئة العليا للإصلاح الذي أنا عضو فيها وعندما أتجه الإخوة إلى أن يكلفوني بعملي كأمين عام للجنة لم أتول هذا العمل إلا بعد أن وافقت أحزاب اللقاء المشترك وبالنسبة لي في هذه الحالة أولاً الدائرة الأولى هي الإصلاح الذي وافق على أن أتحمل مسئولية الأمين العام للجنة التحضيرية للحوار الوطني وأحزاب اللقاء المشترك وافقوا أيضاً على ذلك، أنا واحد من قيادات المشترك وليس صحيح أن هناك تململاً ونحن نعتبر هذه الشراكة خطوة وطنية مهمة جداً وهي اليوم منجز تم انجازه لا يمكن أن تكون اللجنة التحضيرية إطاراً يتبعه من فيه لإنها عبارة عن إطار نضالي ينتهي بالفكرة النضالية التي اجتمع الناس من أجلها، مكوناته هم شركاؤه وهم ليسوا تابعين له إنما هم أساسه وهم من يشكله، ولا هو أيضاً تابع، وقد كان في المرحلة الأولى من عملنا أحد مهامها كقيادات في المشترك أن نعزز لدى الناس الثقة أن هذا الكيان الحواري ليس تابعاً للمشترك فأن يكون الآن هناك من يقول أن المشترك تابع هذا معناه صدق المشترك في السير بعملية الشراكة الوطنية مع الغير.

* لكن هناك من يقول بأن اللجنة التحضيرية تحولت إلى كيان بديل يقوم على أنقاض اللقاء المشترك ماصحة ذلك؟

- اللجنة التحضيرية للحوار الوطني ككيان وطني حواري، هي ليست حزباً وليست تنظيماً ليست كياناً دائماً هي إطار يجتمع فيه شركاؤه ومكوناته في هيئة وطنية تجسد شراكة حقيقية للخروج من وضع مأزوم للبلد والوصول إلى بر الأمان، الأحزاب لها سنوات طويلة جداً ولها وجود قائم على ممارسة سياسية انتخابية وبرامج سياسية هذا الأمر الذي يروج له البعض هو محاولات للنيل وفكفكة الشراكة بين هذه المكونات بعد أن عجز البعض في أن يقنع المشترك أن يسير في العملية الحوارية منفرداً فبدأت هذه التسريبات حتى توجد بلبلة وتحدث نوعاً من التراخي لدى قيادات أحزاب اللقاء المشترك حول هذا الكيان وأنا شرحت لك أنني واحد من قيادات المشترك ولم أجد هذا داخل أطر المشترك.

* تناولت الصحف استقالة بعض أعضاء اللجنة التحضيرية، تحدثوا فيها عن عدم وجود شفافية في عمل اللجنة وعدم تدوير المناصب العليا في اللجنة وخاصة الرئيس والأمين العام .. ;كيف تردون ذلك؟

- بعض الأحيان يكون هناك نوع من اجتزاء الأمور، أو عدم أخذ الأمور بصورتها الكاملة، إذا كنا نتحدث عن أننا إطار مؤقت لعملية نضالية وليس إطاراً دائماً حتى نقوم فيه بهيكلية وتدوير للمناصب، والأمر الثاني في اللجنة التحضيرية نفسها لا يحظر عليها أحد أن تغير رئيسها أو أمينها العام إذا ما أرادت.

فكون أن يكون هناك رأي عند أحد وهذا الرأي لم يؤخذ به فهذه قضية أخرى، وقضية أن يستقيل عضو أو عضوان أمر لا نتمنى وجوده في عمل وطني يقوم أصلاً على غيرة من أجل الوطن، لكن إن حصل فهذا أمر طبيعي وأنا كنت لست حاضراً في الجلسة التي تم فيها تداول أن البعض قد ربما قدم استقالته، لكن كما أفهم أن رئيس اللجنة التحضيرية نفسه عبر أنه لا يوجد حاجة للاستقالة لأنه عمل وطني، فمن يريد أن يعمل يأتي فيعمل ومن لا يريد أن يعمل ليس مطلوب منه شيئاً، كما أن بعض أعضاء اللجنة التحضيرية هم ممثلين عن أحزابهم وكان حرياً بهم أن يقدموا استقالتهم لاحزابهم لأنها هي من انتدبتهم وكلفتهم بهذا العمل الوطني.

وحقيقة أن العمل داخل اللجنة حيوي، والنقاش طبيعي لا أعتقد أن هناك شيئاً مقلقاً واليوم هذا الكيان يتسع لهموم أبناء اليمن، هذا الكيان كيان وطني يقوم على الغُرم من أجل الوطن، ومن يستطيع أن يبذل جهداً ووقتاً ليشارك في هذا العمل فهو مرحب به.

زر الذهاب إلى الأعلى