تفاقمت قضيّة التشويش على قناة الجزئرة الرياضيّة التي تمتلك الحقوق الحصريّة لبث مباريات المونديال في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وفشلت القناة حتى اللحظة في تحديد الجهة التي تقف وراء المشكلة، في وقت هدّد العديد من مشتركيها المصريّين بالتوجه نحو القضاء مطالبين باسترداد أموالهم.
تواجه قناة الجزيرة الرياضيّة، التي تملك الحقوق الحصريّة لبث مباريات مونديال كأس العالم بالمنطقة، موقفًا صعبًا مع المتعاقدين المصريّين، بعد تكرار مشاكل التشويش والخلل في بث المباريات أمس لليوم الثاني على التوالي. وأعلن عدد كبير من المشتركين مع القناة عن تقديم دعاوى قضائية ضد القناة ومطالبتها بإعادة أموالهم وتعويضهم عن " تدمير أوقاتهم "وسوء تقديم الخدمة التي دفعوا أموالهم من أجلها.
وقال "اشرف محمود" صاحب مقهى بالمطرية بالقاهرة انه سيتوجه إلى مقر القناة لرد الإشتراك الذي دفعه، ويصل إلى حو إلى 100 دولار، وفي حال عدم تجاوب القناة معه سيقوم برفع دعوى قضائية، مشيرًا إلى أن مشاكل بث المباريات التي تكررت على مدار يومين متتاليين، تسببت له في خسائر مادية.
وأضاف محمود 33 عامًا أن عددًا كبيرًا من الزبائن غادروا المقهى بعد تأخر بث المباريات والتشويش المتكرر، لمشاهدة المباراة على التليفزيون الأرضي.
وقال أيمن انه اضطر إلى شراء هوائي أمس لمشاهدة المباريات على القنوات الأرضية على الرغم من انه تعاقد قبل شهر مع قناة الجزيرة لمشاهدة مباراة المونديال الذي ينتظره كل أربعة أعوام بفارغ الصبر، بحسب قوله. وأضاف "المفروض أن تقوم القناة بتعويض المشتركين عن هذه المشاكل التي لا ذنب لنا فيها".
وقد أثارت قناة الجزيرة الرياضية غضب المتابعين لمباريات المونديال العالمي. وبدت علامات الوجوم والغضب واضحة على وجوه المصريين عندما تركتهم القناة يحدقون في شاشة فارغة لفترات طويلة خلال مباراة الأرجنتين ونيجيريا التي أذيعت في تمام الساعة الخامسة بعد الظهر بتوقيت القاهرة، قبل أن تطالب القناة مشاهديها بين الشوطين بالتحول إلى قمر آخر.
وقد حدثت مشكلة التشويش نفسها خلال المباراة الافتتاحية بين المكسيك وجنوب إفريقيا يوم الجمعة، ما أدى إلى قطع الإرسال مرات متعددة خلال الشوط الأول وبداية الشوط الثاني.
وتفجرت أزمة بين القناة والمسؤولين في التليفزيون المصري وشركة نايل سات المالكة للقمر الصناعي المصري الذي تبث القناة من عليه، وخصوصًا بعد ان ترددت أنباء عن اتهام القناة القطرية لشركة نايل سات بالتسبب في هذا التشويش وخصوصًا بعد تنويهاتها للمشاهدين بمشاهدة المباريات على ترددات قمر عرب سات .
لكن القناة أكدت في وقت لاحق على لسان المدير العام ناصر الخليفي أنها لم تتهم أي جهة بعينها، وأن هناك جهة مجهولة تقف وراء ما حدث واصفة إياه بانها قرصنة تليفزيونية متعمدة. وتعهد ناصر الخليفي بملاحقة المسؤولين عن ذلك وكشفهم قريبًا.
لكن خبراء في الإتصالات يؤكدون إستحالة ضبط الجناة أو تحديد هويتهم، لأنها مشكلة افتراضية، بحسب محلل صناعة الاتصالات السلكية واللاسلكية في الولايات المتحدة "جيف كاغان، مشيرًا في تعليقه على المشكلة أن كل شيء يعمل حاليًّا بالكمبيوتر، ومن ثم يكون الأمر أكثر عرضة للاختراق من أي مكان في العالم. وحذر قائلاً "هذه معركة مستمرة، لكن شبكات التليفزيون التي تعمل بعمليات رقمية يجب أن تكون مستعدة لهجمات متطورة على نحو متزايد من قبل القراصنة".
وفيما يبدو ردًّا عمليًّا من قناة الجزيرة على المصريين قطعت القناة إشارة الإرسال عن التليفزيون المصري منذ الدقيقة 4 من مباراة إنكلترا والولايات المتحدة الأميركية، وظهر شعار القناة القطرية حتى الدقيقة 14 من اللقاء قبل أن تعود الإشارة إلى التليفزيون المصري مرة أخرى.
وأكّد كبير المهندسين في شركة نايل سات صلاح حمزة إن ما تقوله قناة الجزيرة "كلام عار من الصحة وأن الشركة لا تتدخل مطلقًا في البث، ولا يمكنها تعطيل قناة واحدة على شبكتها"، مرجعًا ما حدث إلى خطأ داخلي في القناة.
وقال "لا توجد مصلحة للشركة أن تفعل ذلك كما أن عملية البث تمر بمراحل يستحيل معها حدوث التشويش من مصر"، مشيرًا إلى وجود طرف ثالث يقصد افتعال أزمة بين القناة والشركة.
واتهم أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري في تصريحات له أمس الجزيرة بالتشويش لأنها وجدت منافسة من القنوات المصرية سواء في النقل أو الاستديوهات التحليلية للمباريات، مؤكدًا أنه سيسلك الطرق القضائية ضد القناة لإخلالها بعقودها مع الجانب المصري بشأن نقل المباريات، مشيرًا إلى أنه لن يسمح للقناة القطرية بنقل المباريات المباعة للتليفزيون المصري عبر قنواتها المفتوحة. وكان التليفزيون المصري قد تعاقد على بث 24 مباراة لبثها على قنواته الأرضية مجانًا.
يذكر أن العلاقة بين مصر وقطر ليست على ما يرام سياسيًا. وتواجه قناة الجزيرة انتقادات كثيرة في مصر بسبب هجومها على المؤسسة السياسية في البلاد، وتتهمها الصحف القومية الموالية للنظام بان تقاريرها تهدف إلى "تأجيج الشارع العربي". وقد حظي قرار إقالة القناة لـ5 مذيعات بسبب ملابسهن، بتغطية واسعة في هذه الصحف.