[esi views ttl="1"]
arpo28

قبائل يمنية تدعم الحكومة في مواجهة القاعدة

قالت أوساط سياسية في اليمن من جدوى الدعوة القبلية التي أطلقها زعيم قبائل بكيل الشيخ ناجي الشايف للوقوف إلى جانب الحكومة في محاربتها ضد ما يسمى "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب".

واعتبر الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية والقاعدة نبيل البكيري أن التكتل القبلي هو "تحالف براغماتي يهدف إلى إعادة هذه القبائل التي يمثلها الشايف إلى الواجهة والاستفادة من الحرب على الإرهاب التي تمثل لها فرصة ذهبية كي تتقرب من الحكومة وتكسب ود كل من السعودية والولايات المتحدة الأميركية في آن واحد".

واستبعد الباحث اليمني في حديث للجزيرة نت أن يشكل التحالف إضافة نوعية للمشهد القائم في الساحة اليمنية أو على مستوى تنظيم القاعدة بحكم أن التنظيم نفسه متعدد ومختلف التكوينات القبلية والمذهبية والطائفية في اليمن.

الدولة والقبيلة
ويرى نبيل البكيري أن الدولة لها يد في تأسيس هذا التحالف باعتبار أن الدولة والقبيلة في اليمن وجهان لعملة واحدة، وكلا الطرفين ينطلق من منطلقات فكرية واحدة.

وكان زعيم قبائل بكيل، الشيخ ناجي عبد العزيز الشايف، قد كشف عن عزمه على إطلاق دعوة لتشكيل ائتلاف قبلي يضم زعماء ومشايخ قبائل اليمن للوقوف إلى جانب الحكومة في حربها ضد "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب".

ونقلت صحيفة عكاظ السعودية عن الشايف قوله "إن وجود القاعدة في اليمن يشكل تهديدا حقيقيا لأمن الإنسان اليمني ومقدرات الشعب ومكتسباته"، ولهذا فإن محاربة هذا التنظيم ونبذ عناصره يظل "مسؤولية مشتركة يجب أن يكون للقبيلة دور فيها لأن القاعدة تنظيم ضال يتربص بكل فئات الشعب اليمني".

وحذر الشايف من مغبة التستر على عناصر القاعدة وإيوائها وتوفير الملاذ الآمن لها مهما كانت صلة تلك العناصر بهذه القبيلة أو تلك، مؤكدا أن أمن اليمن وسلامة مواطنيه فوق كل اعتبار.

ويبدو أن دعوة الشايف جاءت كرد طبيعي على بيان سابق للتنظيم دعا فيه زعماء القبائل إلى أن ينأوا بأنفسهم عن "الوقوف مع الحملة الصليبية" وعدم تسليم أي من "المجاهدين" للأجهزة الأمنية اليمنية.

تحالف مصلحي
ويعتقد المحلل السياسي محمد الغابري أن دعوة الشايف رد على رغبة الحكومة الأميركية المؤكدة على كسب ود القبائل اليمنية، وإغداق الأموال عليها كي تقف ضد عناصر التنظيم وعدم إيواء أي من عناصره.

وأوضح الغابري للجزيرة نت أن التحالف القبلي يهدف إلى الاستثمار وجلب الكسب المادي، مستشهدا بالعلاقة الحميمة التي تجمع زعماء القبائل الكبيرة، في مقدمتها حاشد وبكيل، بالسلطة التي تدفعهم إلى نبذ التعاون مع القاعدة، مؤكدا أن المناطق التابعة للقبيلتين خالية من عناصر التنظيم.

وزعم الغابري أن القبائل الأخرى في مأرب والجوف وشبوة والضالع تؤوي عناصر من تنظيم القاعدة وتتستر عليها.

موقف واضح
في الجهة المقابلة، نفى الأمين العام لمجلس تحالف قبائل مأرب والجوف، الشيخ علي العجي، إيواء أي عناصر لتنظيم القاعدة أو توفير الحماية لها في مأرب والجوف، واعتبر ذلك "مجرد أقاويل غير صحيحة الغرضُ منها تشويه صورة القبائل والنيل منها".

وأكد الشيخ العجي في بيان صحفي أن القبائل لا يمكن أن تساوم أبدا على مصلحة البلد وأمنه واستقراره.

وقال "إن موقفنا واضح وصريح وهو أن القبائل لن تتستر على أي مطلوب أمنيا سواء كان من القاعدة أو من قطاع الطرق أو المتهمين بارتكاب جرائم جنائية"، مضيفا أنه من حق أجهزة الدولة الأمنية أو الجيش ملاحقتهم و"القبائل ستكون سندا وعونا للدولة".

الدعوة الطيبة
من جهته رحب رئيس تحرير صحيفة الميثاق الناطقة بلسان حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، محمد أنعم، بدعوة الشايف، ووصفها ب" الدعوة الطيبة".

وبين أنعم للجزيرة نت أن القبائل اليمنية وأعرافها السائدة لا تقبل بإيواء "الإرهابيين والقتلة وقطاع الطرق" مطالبا بمباركة دعوة الشايف وقبولها على المستوى الرسمي

زر الذهاب إلى الأعلى