أكد وزير الخارجية اليمني الدكتور أبوبكر القربي أن الحكومة اليمنية لا تزال تلاحق الداعية اليمني، والذي يحمل الجنسية الأمريكية، أنور العولقي بعد أن صنفته الولايات المتحدة بأنه زعيم تنظيم “القاعدة” في اليمن،
مشيراً إلى أن الدولة اليمنية لا تنسق مع القبيلة التي ينتمي إليها الداعية العولقي من أجل اعتقاله، وهي قبيلة العوالق بمحافظة شبوة، شرقي البلاد، إلا أنه قال إن القبيلة لا تؤيد أية أعمال إرهابية تضر بمصالح البلاد واستقرارها .
وأوضح الدكتور القربي في حوار مطول مع “الخليج” إن تنظيم “القاعدة” أصبح يستهدف المنشآت الاقتصادية والأمنية في البلاد، وهو ما أعتبره “خللاً” في فكر التنظيم، مجدداً التأكيد على أن الأجهزة الأمنية في بلاده تتبع مسارات الدعم الذي يتحصل عليه التنظيم من مال وسلاح .
وأشار القربي إلى أن خيار الانفصال وفك الارتباط لا مستقبل له، مؤكداً أن نائب الرئيس السابق علي سالم البيض يلعب دوراً سلبياً في الأوضاع التي تعيشها المناطق الجنوبية والشرقية من البلاد، وقال إن الرئيس علي عبدالله صالح عرض التحاور مع الأطراف السياسية كافة في الداخل والخارج من دون استثناء إلا أولئك الذين يدعون إلى الانفصال .
وتناول الحوار العديد من القضايا المتصلة بالشأن الداخلي اليمني، ومن بينها الاتفاق الذي وقع مؤخراً بين حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وأحزاب المعارضة المنضوية في إطار تكتل اللقاء المشترك، والذي قال إنه يعطي أملاً في خروج البلاد من أزمته السياسية، وينقلها إلى الانتخابات التشريعية، المقرر أن تشهدها البلاد في السابع والعشرين من شهر ابريل (نيسان) العام المقبل .
كما تناول الحوار علاقة اليمن مع دول مجلس التعاون الخليجي، والعلاقات المتميزة التي تربط اليمن بدولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى الوضع في الشمال مع الحوثيين وعودة الوساطة القطرية لمعالجة هذه الأزمة التي باتت الأوضاع الملتهبة في هذه المناطق تؤشر إلى اندلاع حرب سابعة في محافظات صعدة وعمران والجوف،
"نص الحوار"
وقع مؤخراً اتفاق بين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة لاستئناف الحوار الوطني المؤجل منذ عدة أشهر، ما مدلولات هذا الاتفاق برأيكم؟
مدلولات الاتفاق واضحة، وتتمثل في أن الأطراف السياسية كافة أدركت أن عليها أن توقع على هذا الاتفاق، لأنه المخرج للأزمة التي يعيشها اليمن، على الرغم من أن توقيت التوقيع كان متأخراً .
ولماذا تأخر هذا التوقيع برأيكم؟
أعتقد أن هذا السؤال يوجه إلى أحزاب اللقاء المشترك .
وماذا بالنسبة لكم كحزب حاكم، هل ترون في الاتفاق فرصة لإخراج البلد من المأزق الذي وصل إليه، وهل هناك مواعيد زمنية محددة لتنفيذه؟
أعتقد أن هناك استحقاقات يجب أن يبدأ المتحاورون بمناقشتها، ليس فقط في وضع المواضيع التي سيضعها كل طرف على طاولة النقاش، وإنما أيضا في الاستحقاقات الدستورية التي يجب أن ينجزها المتحاورون قبل استحقاقها الدستوري، مثل إنجاز قانون الانتخابات وتشكيل لجنة الانتخابات، هذه أمور يجب أن تحظى بالألوية من قبل الجميع .
حسب الانطباع الذي لديّ أنه ليس الحزب الحاكم وحده الحريص على ان تتم الانتخابات في موعدها الدستوري في شهر أبريل من العام القادم، وإنما كذلك أحزاب المعارضة والمجتمع الدولي والمنظمات والدول التي ترعى الديمقراطية في اليمن، لهذا فإن الأولوية في هذا الحوار يجب أن تأخذ جانب الاستحقاقات الدستورية وما المتطلبات التي ستعيد الثقة بالحياة السياسية وتشعر المجتمع الدولي والعالم بصورة عامة بأن هذا الاتفاق الذي وقع عليه من قبل الأحزاب الفاعلة كافة في الساحة اليمنية مرتبط به نوايا حقيقية للخروج باليمن من هذه الأزمة .
هل أرضى الاتفاق الأطراف السياسية كافة في الداخل والخارج؟
من الواضح أنه لم يرض بعض الأطراف السياسية في الخارج، لأننا سمعنا تصريحاً حول ذلك من الرئيس علي ناصر محمد وإن كان تصريحه يمكن أن يفسر على عدة أوجه، لأنه تكلم على أنه لم يتم الحوار معه، ولم يغلق الباب على أن اتفاقية الحوار ستمثل مخرجاً لليمن من الأزمة السياسية، وكما يؤكد في عديد من مقابلاته أنه يريد أن يرى اليمن يخرج من أزمته السياسية، أما في الداخل فكما أعتقد أن ما سمعناه من أحزاب تكتل اللقاء المشترك وأحزاب التحالف الوطني ومن الحوثيين يؤكد أن الجميع بارك الاتفاق .
بالمناسبة، لماذا لا يكون هناك تواصل مباشر مع الرئيس علي ناصر محمد من قبل الحزب الحاكم؟
لا أعتقد ان هناك تواصلاً من قبل المؤتمر الشعبي مع الرئيس علي ناصر، لكن المعارضة هي التي تتواصل معه، وذلك لأجندتها الخاصة بالحوار، في محاولة لجذب علي ناصر محمد إلى قافلتها .
حراك الجنوب
برأيكم، هل يمكن أن يعطي الاتفاق نتائج إيجابية على الأرض خاصة في إطار الصراع مع الحوثيين والحراك الجنوبي؟
في اعتقادي أن الحوار إذا سار في الاتجاه الصحيح وبدأ بدايات سليمة فيمكن أن يعطي نتائج إيجابية، لأن الكل صار الآن يترقب كيف سيبدأ هذا الحوار وكيف سينطلق، وفي اعتقادي أن الشعب اليمني قد نفد صبره من هذه الأزمة التي طالت، وفي كثير من الحالات ربما لا يفهم المبررات الحقيقية للتأخير في انطلاق الحوار للانطلاق باليمن نحو التنمية والاستقرار والعدالة الاجتماعية ومعالجة الأوضاع الاقتصادية وغيرها .
لهذا ففي اعتقادي أن الأسلوب الذي سنبدأ به الحوار والذي سيدار فيه الحوار، لاشك أنه سوف يعطي للشعب اليمني الفرصة لمعرفة الحقيقة، من هم الجادون في الحوار ومن هم غير ذلك بهدف الخروج باليمن من هذه الأزمة لأن الأوضاع الاقتصادية لا تحتمل، والأوضاع السياسية والأمنية أيضا تحتاج إلى معالجات سريعة وفعالة وهذا لن يتحقق في ظل المماحكة السياسية .
هل تلقيتم إشارات إلى أن قوى الحراك الجنوبي مستعدة للجلوس إلى طاولة الحوار؟
لا علم لي بهذا الموضوع .
هل تصنفون قوى الحراك الجنوبي أن بعضها معتدلة وبعضها متشددة؟
نعم، يمكن أن تقول ذلك، فهناك مجموعة تمثل الأغلبية التي ربما تتذمر من الأخطاء الإدارية وعدم تلبية مطالب مشروعة، ولكنهم في أعماقهم وحدويون، وهناك مجموعة ذات نظرة أفق ضيقة، وذلك لعدم فهمها للواقع السياسي ليس في اليمن وإنما الإقليمي والدولي، لأن أي عاقل يرى الآن ماذا يتردد على أعلى المستويات السياسية في أوروبا، وفي أمريكا وفي مجلس التعاون وفي العالم العربي، فيدرك أن قضية المراهنة على فك الارتباط رهان خاسر، وهؤلاء موقفهم، لأنهم يدركون أن رأي الأغلبية الساحقة في اليمن مع الوحدة ولا يمكن أن يتم التفريط بها بأي شكل من الأشكال، وأن أية محاولة من محاولات الانفصال سوف تؤدي إلى عدم استقرار في اليمن والمنطقة ككل، وإلى نشوب أزمة أكبر بكثير مما يعاني منها اليمن اليوم .
تدركون خطورة الأوضاع في المناطق الجنوبية، فما الذي عملته السلطة من أجل احتوائها؟
السلطة تعمل منذ مدة وليس من اليوم الكثير، من أجل احتواء هذه الأوضاع، فقد سعت السلطة إلى رفض عملية التصعيد السياسي والعسكري ومحاولات جر الشعب إلى صراعات على مستوى مناطقي كما يحاول عمله بعض عناصر هذا القوى المخربة التي استهدفت ممتلكات المواطنين وحياتهم، الحكومة قدمت الكثير من المعالجات وطلبت من الكثير من الشخصيات الاجتماعية في المحافظات الجنوبية أن تتحمل مسؤوليتها، بالإضافة إلى تفعيل اللامركزية وإعطاء المزيد من الصلاحيات للحكم المحلي لكي يعالج أبناء هذه المحافظات هذه القضايا بأنفسهم، كما أبدت الحكومة استعدادها للحوار مع هذه العناصر، هذه كلها خطوات اتخذتها الحكومة من باب الحرص على معالجة هذه الأوضاع، ولكن للأسف الشديد غياب قيادات حقيقية قادرة على أن تدير الأمور جعل من كل شخص يعتبر نفسه قائداً لما يسمى الحراك .
حكومة وحدة وطنية
الرئيس أعلن في 22 مايو الماضي أنه يرحب بعودة الشراكة مع الحزب الاشتراكي اليمني، ما وراء الدعوة، وهل يمكن أن يستوعب الحزب الاشتراكي في أية ترتيبات سياسية في إطار السلطة؟
الرئيس في حديثه عن الحوار والشراكة ركز على الشريك في إعلان الوحدة (الحزب الاشتراكي اليمني) وعلى الشريك في حماية الوحدة (التجمع اليمني للإصلاح)، وقال في خطابه: إنه على استعداد لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وفي مؤتمره الصحافي الذي عقده بعد لقائه بأمير قطر بصنعاء الأسبوع الماضي أكد ذلك، لكن هذه الدعوة لم تحظ للأسف الشديد برد فعل ايجابي لا من الحزب الاشتراكي ولا من حزب الإصلاح .
هل تعتقدون أن حكومة وحدة وطنية هي المخرج؟
هذا يعتمد على كيف يمكن أن تتفق الأطراف في تشكيل هذه الحكومة الوطنية، لأن هذه الحكومة ستأتي لتعد لانتخابات في ابريل المقبل، واضح أننا نتكلم عن أجندة لفترة زمنية قصيرة، وبالتالي فإن برنامجها يجب أن ينطلق من قضايا محورية رئيسية، وهي كيف يمكن أن يتحقق خلال هذه الفترة الاستقرار الأمني وتتعزز فيها الثقة بين الشركاء في حكومة الوحدة الوطنية، وكيف يمكن أن نعد لانتخابات نزيهة، وكيف يتم التعامل مع القضايا في الخطاب الإعلامي للسلطة والمعارضة؟
إذا خرجنا بهذه الإرادة أعتقد أننا سنكون أعددنا لحكومة جديدة تكون قادرة على البدء في تنفيذ البرامج التي ستعالج الأوضاع بشمولية أكبر في بعدها الاقتصادي والأمني والسياسي والتنموي .
هل تقبلون بشركاء قادة في الخارج مثل علي سالم البيض وحيدر العطاس وعلي ناصر محمد وغيرهم؟
الرئيس في خطابه لم يستثن أحداً من هؤلاء، باستثناء من سوف يأتي ويناقش قضية الانفصال .
هل ترون أن البيض يلعب دوراً رئيسيا اليوم في مسألة السعي للانفصال وفك الارتباط؟
نعم، البيض يلعب اليوم دوراً رئيساً في الأوضاع التي تمر بها المناطق الجنوبية والشرقية من البلاد، ويكفي أن نعرف أن الكثير نصحوه بأنه لو بقي في سلطنة عمان وحافظ على المكانة التي كان فيها، لما ورط نفسه في الوضع الذي هو فيه الآن .
في ظل هذه الأوضاع هناك تهديدات كثيرة تواجه البلاد، فهناك أوضاع غير مستقرة في الجنوب إضافة إلى أوضاع متوترة في الشمال، كيف يمكن أن تجري انتخابات في ظل هذه الأوضاع؟
إذا كانت الحوارات التي نتحدث عنها أتت بالنتائج المرجوة في اعتقادي أن الانتخابات سوف تتم في أجواء هادئة .
الخوف من حرب سابعة
فيما يتعلق بالحوثيين، هناك ترحيب من قبلهم بالاتفاق السياسي الموقع مع الأحزاب، فكيف تقرؤونه؟
نعم هناك ترحيب من قبل الحوثيين، وكما تعرف فإنهم وقعوا اتفاقاً مع أحزاب اللقاء المشترك، وبالتالي فإنه بناء على هذا الاتفاق وهذا الترحيب يعتقد أنهم سوف يدخلون ضمن تحالف اللقاء المشترك .
في شأن المواجهات مع الحوثيين، لماذا عادت قطر لاستئناف وساطتها؟
عاد القطريون إلى اليمن لحرصهم على اليمن في المقام الأول، وشعورهم بأن اتفاقية الدوحة مازالت تمثل جزءاً من الحل في صعدة، خاصة أن شروط وقف إطلاق النار تشمل عناصر رئيسية من اتفاقية الدوحة ،2007 وربما أن القطريين يشعرون بأن الإمكانات التي يمكن أن يسهموا بها في الجانب التنفيذي لاتفاق الدوحة ستحقق النجاح، لأن ذلك سيوفر الإمكانات لبناء السلام في صعدة وفي تعزيز الثقة بين الأطراف كافة، خاصة وأن الحوثيين دائماً ما رددوا بأنهم متمسكون بهذه الاتفاقية وفي خطوات بناء الإعمار في صعدة .
البعض يربط عودة القطريين إلى اليمن بفشل النقاط الست التي وضعتها الحكومة لوقف الحرب السادسة، هل هذا صحيح؟
لا يمكن القول إن النقاط الست قد فشلت، لأنه حتى الآن لم تقم حرب جديدة لكي نقول إنها فشلت، هناك مؤشرات للأسف الشديد تؤكد عدم التزام العناصر الحوثية بالنقاط الست في بعض المناطق، لأنها تأتي في إطار تصفية حسابات وربما في إطار الاختلاف القبلي، ومحاولتهم إشعار الآخرين بأنهم ما زالوا قوة تستطيع أن تفرض إرادتها، لكنني أعتقد أن هذا رهان خاطئ من الحوثيين وعليهم أن يتمسكوا بطريق السلام وفي تنفيذ الالتزام بالنقاط الست، والآن في اتفاق الدوحة الذي سيعاد تفعيله ويجب أن يعطوا مؤشرات للحكومة وللقطريين بأنهم جادون بالسلام .
هل تخشون من حرب سابعة مع الحوثيين؟
أرجو ألا يحدث ذلك، وأعتقد أن الأخ الرئيس علي عبدالله صالح قد أكد أنه لن تكون هناك حرب سابعة، ونأمل أن يكون لدى الحوثيين نفس القناعة .
العولقي و"القاعدة"
إلى أين وصلت جهود اليمن في الحرب على تنظيم “القاعدة” الذي كثف من هجماته مؤخراً؟
الحرب ضد تنظيم “القاعدة” مستمرة وملاحقة عناصره لا تزال متواصلة، وهذا هو الحال مع عناصر “القاعدة” ليس في اليمن فقط، ولكن في كل الأماكن التي تتواجد فيها، لهذا ليس هناك تهاون من قبل الحكومة في مواجهة عناصر “القاعدة”، والدور الرئيس الذي تبذله الحكومة اليوم يتمثل في المزيد من التعزيز لقوات مكافحة الإرهاب والمزيد من تطوير الاستراتيجية في مكافحة الإرهاب .
واعتقد أن استراتيجية مكافحة الإرهاب التي يلتزم بها اليمن اليوم هي كيف تبنى قدرات كل دولة لمواجهة عناصر الإرهاب في قواتها العسكرية وفي تطوير برامج تنموية تعليمية لمواجهة التطرف، وأيضا في إشراك المجتمعات في مواجهة هذه العناصر التي تضر في استقرار مناطقها وتنميتها .
هل هناك تنسيق مع الولايات المتحدة في هذه القضية؟
الحكومة اليمنية تنسق في كثير من القضايا مع الولايات المتحدة ومع السعودية ومع كافة شركائنا في مكافحة الإرهاب، وهناك قضايا يكون القرار فيها يمنياً لأنها قضايا داخلية يمنية وفقاً لاستراتيجية اليمن في مكافحة الإرهاب .
لكن ماذا عن الاتهامات التي توجه للحكومة اليمنية بأن الأمريكيين يتدخلون في عملية ضرب تنظيم “القاعدة” بشكل مباشر؟
هذه اتهامات دائماً ما تتكرر، ونحن قلنا إن الحكومة تستعين بالقدرات والإمكانات الأمريكية في إطار خطة الحكومة اليمنية لتدريب القوات اليمنية لمكافحة الإرهاب، يعني القرار يمني بتعاون أمريكي .
كيف هي علاقتكم مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بقضية الحرب ضد “القاعدة”، هل هناك أية خلافات؟
لا، لاتوجد أية خلافات، نحن نحاول أن نقنع شركاءنا في مكافحة الإرهاب ومن ضمنهم الولايات المتحدة، أن الحرب ضد “القاعدة” ومكافحة الإرهاب بشكل عام لا يجب أن ينحصر في الجانب الأمني والعسكري والاستخباراتي فقط، وإنما كيف يمكن أن تكون المعالجات شمولية، والبحث في الأسباب التي أدت إلى نمو هذا التطرف ونمو عناصر الإرهاب في المجتمعات الإسلامية وفي العالم كله .
هل تقفون مع التقييمات الأمريكية بشأن الإرهاب، كان آخرها إدراج الداعية أنور العولقي بأنه زعيم تنظيم “القاعدة” في اليمن والإرهابي رقم واحد في العالم؟
بعد ان أتخذ أنور العولقي مواقفه الأخيرة، أصبح متابعاً من قبل الأجهزة الأمنية اليمنية، ولكن القول إن هناك جماعات إسلامية وإرهابية وأخرى غير إرهابية، فالأمة الإسلامية كلها غير إرهابية وإن اختلفت في وجهات نظرها مع الولايات المتحدة الأمريكية، وفي سياساتها وتعاملها مع قضية صراع الأمة العربية مع “إسرئيل”، هؤلاء لا يمكن أن أصنفهم بأنهم إرهابيون لأنهم اختلفوا مع سياسيات الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن أن يمارس البعض العنف والإرهاب فإن هذه قضية أخرى .
ولكن هل تتفقون مع التقييم الأمريكي بأن أنور العولقي هو زعيم تنظيم “القاعدة” في اليمن؟
الأمريكيون أعلنوا هذا وفقاً لأدلتهم والمعلومات التي لديهم .
وماذا بالنسبة للحكومة اليمنية، ما أدلتها؟
أدلة الحكومة اليمنية ما ثبت من تصريحات واعترافات النيجيري عمر الفاروق ومن التصريحات التي أطلقها أنور العولقي كعلاقته بحادثة الاعتداء على معسكر فورت هود في ولاية تكساس الأمريكية والتي راح ضحيتها العديد من الجنود .
اليوم العولقي مطارد من قبل القوات الأمنية؛ فهل هو الوحيد المطارد أم هناك آخرون إلى جانبه من عناصر تنظيم “القاعدة”؟
كل عناصر “القاعدة” مطاردة، طبعاً يأتي السؤال دائماً عن أنور العولقي، لكن هذا لا يعني أن البقية غير مطاردين، فالأجهزة الأمنية تطارد كافة عناصر وقادة القاعدة على مدار الساعة، ومن بينهم ناصر الوحيشي وسعيد الشهري وغيرهم .
هل تخشون حماية القبيلة للعولقي، أم أنكم في تنسيق معها؟
نحن لا ننسق مع القبيلة، نحن ندرك أن القبيلة تتعاطف مع أنور العولقي نتيجة للتصريحات والتهديدات الأمريكية، لكنني لا أعتقد أن القبيلة في النهاية سوف تقف مع أي شخص يقوم بأعمال إرهابية ويقوم بتهديد استقرار وطنه والتنمية في بلده .
أخذ تنظيم “القاعدة” يغير من استراتيجيته؛ فعوضاً عن استهداف المصالح الغربية صار يستهدف المصالح والأجهزة اليمنية، ومنها الأمنية، فهل تعتبرون هذا تطوراً جديداً في فكر التنظيم؟
هذا هو الخلل في فكر “القاعدة” ليس في اليمن فقط وإنما في عدد من الدول، فقد أصبح التنظيم يستهدف مواطنين وأجهزة أمنية، من دون أن يدرك أن هؤلاء يقومون بواجبهم كأجهزة أمنية، فهذه الأجهزة لا تعادي هذا الإرهابي أو ذاك لأنه يمني أو لأنه مسلم، ولكن لأنه يقوم بأعمال خارجة عن القانون، ومسؤولية هذه الأجهزة أن تكون بالمرصاد لكل من يخرج عن الدستور والقانون .
التنظيم بدأ في الفترة الأخيرة يستهدف الأهداف الحيوية في البلاد، من بينها المؤسسات الاقتصادية ومكاتب الأمن ومراكز الشرطة وغيرها، لكنني أعتقد أن كل هذه الأعمال تعكس ضعف “القاعدة”، فالتنظيم يريد أن يثبت وجوده لكن من دون أن يحقق تأثيراً إيجابياً .
هل تتتبعون الدعم الذي يحصل عليه تنظيم “القاعدة” في اليمن من مال وسلاح وغيرهما؟
طبعا، وأجهزتنا الأمنية مسؤولة عن هذا الجانب .
الإمارات ومجلس التعاون
كيف هي العلاقة مع مجلس التعاون الخليجي اليوم وإلى أين وصلت جهود اليمن للانضمام إلى دول المجلس؟
العلاقة ممتازة مع كل دول مجلس التعاون، واللقاءات التي تجمعني مع الأخوة وزراء خارجية دول مجلس التعاون والنقاشات التي تدور فيها وكذلك القرارات التي تتخذ في هذه الاجتماعات، كلها أدلة واضحة على أننا نسير في اتجاه تعميق العلاقة والشراكة بين اليمن وهذه الدول، وهناك استعداد لدول مجلس التعاون بدعم اليمن والوقوف مع أمنه ووحدته واستقراره .
واليمنيون ليسوا منشغلين بقضية انضمام اليمن إلى مجلس التعاون، لأن الأهم من ذلك هو كيف نحقق المزيد من الشراكة والمزيد من الارتباط ومن الالتزام من دول مجلس التعاون، للوقوف مع اليمن لمواجهة كافة التحديات التي تواجهه، لأن هذه هي الطريقة التي ستقود في النهاية إلى انضمام اليمن إلى المجلس ليكون شريكاً فاعلاً فيه .
وكيف نجد اليوم علاقة اليمن مع الإمارات العربية المتحدة؟
المتابع لتصريحات الرئيس علي عبدالله صالح حول العلاقات اليمنية الإماراتية سوف يشعر أولاً بتقدير الرئيس لمواقف رئيس دولة الإمارات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، في كل الأزمات التي واجهها اليمن سواء الكوارث الطبيعية أو الجانب الاقتصادي، أو الجانب الأمني، حيث نجد دولة الإمارات دائما ما تكون السباقة بتقديم الدعم لليمن، بالإضافة إلى مواقفها في إطار مجلس التعاون من خلال الوقوف مع المزيد من اندماج اليمن مع دول مجلس التعاون، وهذا في الحقيقية يعكس العلاقة القوية بين الرئيس علي عبدالله صالح وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان .
إلى أين وصلتم في التحضيرات لمؤتمر أصدقاء اليمن؟
نحن في عمل متواصل مع فريقي العمل، الأول يتعلق بالعدالة وسيادة القانون، والثاني بالاقتصاد والإصلاحات، وهذان الفريقان يبلوران الاتفاق بناء على الدراسات التي قاما بها حول احتياجات اليمن في هذه القضايا، وبعد الاتفاق على الأولويات سوف تتحدد الاحتياجات ومن تم سيعقد الاجتماع الوزاري الذي سوف يحدد الدول التي سوف تلتزم بالوقوف مع اليمن في تنفيذ البرامج المختلفة، سواء في الإصلاحات القضائية أو في تنفيذ سيادة القانون أو في أداء الحكم الرشيد أو في الجانب التنموي والاقتصادي .
هل تشعرون بالرضا من تجاوب الدول المانحة؟
حتى الآن نحن راضون عن الرغبة في تنفيذ دعم اليمن، خاصة مع وجود نوايا صادقة لدعم اليمن، لكننا نشعر أننا بحاجة إلى تسريع آليات العمل، فاليمن في حاجة إلى خطوات سريعة تساعده في الخروج من أزماته، وبالذات مع تدهور الأوضاع الاقتصادية وانخفاض إنتاج النفط والعجز التي سوف تعاني منه ميزانية الحكومة .
ونأمل من أصدقاء اليمن، وقبل أصدقاء اليمن، من أشقاء اليمن في دول مجلس التعاون، أن تعمل في التسريع وتوفير الدعم اللازم لليمن لمواجهة التحديات التي تواجهه .
هل تعتقدون أن اليمن بحاجة إلى مشروع “مارشال خليجي” للخروج من أزماته الراهنة؟
التسميات لا تهم، المهم أن الاحتياجات معروفة وما نريده هو التفاعل السريع مع هذه الاحتياجات .