arpo37

حزب الله يدعو الحريري للعفو عن قتلة والده!!

دعا الأمين العام السابق لحزب الله، صبحي الطفيلي، رئيس الحكومة اللبنانية سعد الدين الحريري إلى إعلان عفوه على المتورطين باغتيال والده، رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، وذلك لوقف المحكمة الدولية وتجنيب لبنان توترات بين السنة والشيعة، بعد الحديث عن إمكانية توجيه أصابه الاتهام بالقضية لعناصر بالحزب.

وتوجه الطفيلي إلى حزب الله داعياً إياه إلى أن "يدرك جيدا حساسية الموقف وخطورة المرحلة،" وحذره من ما وصفه ب"أي تهور أو انزلاق نحو الصدام المذهبي" باعتبار أن ذلك "يقضي على المقاومة ومشروعها حتى لو تمت السيطرة على كل الأراضي اللبنانية،" بإشارة جديدة إلى مخاوف البعض من عملية عسكرية ينفذها الحزب في الداخل اللبناني.

واعتبر الطفيلي، في مؤتمر صحافي عقده في منزله في قرية "عين بورضاي،" النائية في شمال شرقي البلاد، أن صدور القرار الظني للمحكمة الدولية باتهام لحزب الله "سيدخل لبنان نفقا مظلما لا يعلم إلا الله و(الرئيس الأمريكي باراك) أوباما أين ومتى سيخرج منه في ظل إصرار الأطراف اللبنانيين على مواقفها."

وتوجه الطفيلي إلى عائلة الحريري التي وصف أفرادها بأنهم "أولياء الدم" بالقول: "تعلمون أن المؤسسات الدولية هي لخدمة الإمبراطورية الأميركية، وإذا كانت مصلحة أميركا إخفاء القاتل ستفعل وهي قادرة على ذلك، وإذا كانت مصلحتها اتهام بريء ستفعل وهي قادرة ايضا، وليس في الدنيا مصلحة نزيهة أمام مصلحة أميركا وسلطانها. وعليه لن نصل إلى إنصاف المرحوم الرئيس الحريري أمام هذه المحكمة."

وأضاف: "إذا كان الاقتصاص من المدانين سيدخلنا في آتون الفتن وستذهب الكثير من الدماء وسيحترق لبنان، فأجزم أن دولة المرحوم (الحريري) وكل مخلص شريف سيقول في هذه الحال: سامحهم يا ولدي،" في إشارة إلى نجله رئيس الوزراء الحالي سعد الدين الحريري.

يشار إلى أن الطفيلي لا يغادر قريته منذ أن صدرت بحقه مذكرات عدلية قبل سنوات، بعدما أعلن ما أسماه ب"ثورة الجياع" في منطقة بعلبك - الهرمل شمال شرقي لبنان، الأمر الذي تطور لاحقاً إلى مواجهة مسلحة مع الجيش اللبناني، أسفرت عن سقوط قتلى من الجانبين.

ويذكر أن الطفيلي، الذي تزّعم حزب الله عام 1989، واستمر في منصبه حتى العام 1991، يعتبر أن الهجوم الذي قام به الجيش اللبناني ضده كان حلقة في سياق الاستهداف السورية - الإيرانية له، بعدما جهر بنقد سياسات البلدين، معتبراً أنهما حولتا حزب الله إلى أداة سياسية، أبعدته عن هدفه (تحرير القدس) وحولته إلى "حرس حدود لإسرائيل."

وتأتي تصريحات الطفيلي بعد يومين من إدلاء الأمين العام الحالي لحزب الله اللبناني، حسن نصرالله، بمواقف رفع عبرها وتيرة هجومه على المحكمة الدولية، فاتهم شخصيات من المحكمة والقوى السياسية اللبنانية بتقديم شهود زور للإدعاء.

وقال نصرالله، الذي تحدث في خطاب جديد الأحد، إن المحكمة مشكلة من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا، متهماً العاملين في لجنة التحقيق التي يقودها القاضي الكندي، دانيال بلمار، بالاتصال بالموساد الإسرائيلي، معلناً رفضه الجلوس للمصالحة مع أي طرف يقبل اتهام عناصر من حزبه باغتيال الحريري.

وكان رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الدين الحريري، قد تحدث صباح السبت، رافضاً المساومة على المحكمة الدولية التي تنظر في اغتيال والده عام 2005، ورد على المواقف الأخيرة المشككة فيها للأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، دون أن يسمه، عبر الدعوة إلى "وقف التهويل" ضدها، خاصة بعد الحديث عن عزمها توجيه اتهامات بالقضية لعناصر من الحزب.

يذكر أن الكثير من المراقبين يشعرون بالقلق حيال احتمال أن يؤدي اتهام عناصر من حزب الله بعملية الاغتيال إلى حدوث توتر بين السنّة والشيعة في لبنان، خاصة وأن الطائفتين تورطتا في مواجهات مسلحة خلال الفترة الماضية.

زر الذهاب إلى الأعلى