[esi views ttl="1"]
arpo28

القاعدة والولايات المتحدة.. الحرب المفتوحة في اليمن

صدر مؤخراً عن مركز الجزيرة العربية للدراسات والبحوث العدد الأول من التقرير الفصلي الاستراتيجي "نون"، خصص للحديث من زوايا مختلفة حول ملف "القاعدة" في اليمن، وركز بدرجة أساسية على الحرب المفتوحة التي تخوضها الولايات المتحدة الأميركية ضد التنظيم في اليمن

وتنوعت مواد التقرير بين مقالات الرأي وتحليلات وتقارير وحوارات وترجمات إلى اللغة العربية، بمشاركة نخبة من الكتاب الصحفيين والباحثين وقادة الرأي.

وبدا لافتاً في سياق التقرير، إثارة أحد القيادات السلفية في اليمن، هو الشيخ مراد القدسي، قضية العلاقة بين السلفية وتنظيم "القاعدة".. هل حقيقة أم وهم؟!، في حين يقدم التقرير المكون من 55 صفحة تساؤلات حول موقع جماعة الإخوان المسلمين من دائرة الحرب على الإرهاب في اليمن.

ومن جانبه، يقدم الكاتب المتخصص في الشؤون الأمنية والحركات الإسلامية عبد الإله حيدر شائع، قراءة نقدية حول (ديفيد بترايوس؛ كيف يدير حربا في اليمن)، كما استعرض الصحفي والناشط الحقوقي بمنظمة الكرامة الدولية محمد الأحمدي سجل انتهاكات حقوق الإنسان في إطار الحرب على الإرهاب، لاسيما الاعتقالات التعسفية وآثارها الكارثية المحتملة.

ويورد التقرير الفصلي حواراً مع وزير الأوقاف والإرشاد القاضي حمود الهتار حول عدد من القضايا الفكرية ذات الصلة، ويعرض في ذات السياق ترجمة خاصة لدراسة حول (القضاء على المجموعات الإرهابية.. إستراتيجية جديدة للقضاء على التنظيمات الجهادية - توصيات مؤسسة راند لصناع القرار السياسي والأمني في أمريكا والغرب).

القاعدة والتدخل الأجنبي
يفتتح التقرير مواده عبر مدخل يسير يعرض فيه بإيجاز شديد إلى وضع اليمن الراهن بين سندان "القاعدة" ومطرقة التدخل الأجنبي، ويعزو سبب اختياره لهذا الملف، لكونه الحدث الطاغي الذي شغل بال أغلبية اليمنيين مع مطلع العام الجاري 2010، والذي دخل معه اليمن منعطفاً خطيراً في الاهتمامات والتوجهات بإرادة خارجية (أجنبية ) صرفة، "استطاعت معها قوى الغرب، ومن يمالؤها من العملاء الإقليمين أن توقع اليمن في ظروف صعبة ودوامة صراع مسلح وغير مسلح، بشكل أضعف قدرة الدولة وتماسك المجتمع ومكن للغرب أن يتحدث وينذر العالم بهشاشة الأوضاع في اليمن وخطورتها على الجوار الإقليمي والأمن الدولي، كونه عاجزاً عن مواجهة (ثلة) من الشباب مطاردين دولياً ومحلياً"، كما يورد التقرير.

رئيس مركز الجزيرة رئيس التحرير أنور الخضري، من جانبه، يقدم من خلال مقالة بعنوان "تخلف الوعي.. التاريخ والدين والواقع" مجموعة من النصائح والتوجيهات لتنظيم القاعدة، مطالباً إياه بمراجعة المسار الذي يذهب إليه التنظيم في الصراع مع الولايات المتحدة دون مراعاة لمجموع الأمة الإسلامية.

وفي هذا السياق، يعدد الخضري جملة من النقاط، أبرزها يتمثل في ضرورة أن يراجع "القاعدة" حساباته ويعيد النظر في أفكاره ومواقفه في ضوء نصوص أحكام الشرع وقيمه، وأن يقارن بين ما يجري من انعكاسات نتيجة الأعمال التي يرتكبها أعضاؤه ويستنكرها الكثير من علماء الأمة، باعتبارها أعمالاً خارج دائرة أحكام وآداب ومقاصد الجهاد، وبين ترك الرسول الكريم لبعض الأعمال التي كان قادراً عليها لغايات أعظم، منها منع الفتنة في صفوف المسلمين ومنع تشويه صورة المسلمين عند الآخرين، وغير ذلك.

ونصح الخضري تنظيم "القاعدة" بالتوقف عن تشتيت جهود الأمة في أكثر من ساحة وإفقاد صورة الجهاد السني في أفغانستان والعراق وضاءته وجاذبيته، مبرهناً على أن مسألة إقامة شريعة الله في الأرض ليست مطلباً مستقلاً بذاته، ما لم تتقبل ذلك المجتمعات طوعاً من ذات نفسها، وعلى ذلك "جرت سنة الله في دعوة النبيين"، كما يقول.

ونبّه الخضري إلى أن لدى الأمة مجالات كثيرة بحاجة إلى الالتفات إليها ومن ذلك واجب الدعوة والإصلاح والتغيير والتربية، محذراً من سياسة استجلاب الأعداء إلى بلاد المسلمين، باعتبارها تتنافى مع منهجية الأنبياء وأتباعهم، ولا يقوم بها عاقل.

وطالب "القاعدة" بالاستئناس بتوجيهات العاملين في حقل العمل الإسلامي المعتبرين، وإعادة النظر في نظرته لطبيعة التآمر القائم بين قوى خارجية وإقليمية وداخلية، حسب تعبيره، لاستهداف المنظومة الكلية وفق أجندة مختلفة تشمل التعليم والدعوة والإعلام والثقافة والبنى الاجتماعية والنظم السياسية وأجهزة الأمن والاقتصاد الإسلامي، بما فيه العمل الخيري، مشيراً إلى أن الأمر ليس منحصراً في استهداف مجموعة أفراد، وإنما المجتمع بأسره.

ودعا إلى أن يعيد "القاعدة" قراءة واقع اليمن والحالة المعيشية الصعبة، ومدى حاجة البلد إلى استتباب الأمن والاستقرار، مطالباً بأن يقف الجميع بمسؤولية إزاء هذه الأوضاع، وتغليب منطق العقل والحكمة حكومة وشعباَ، علماء ودعاة وطلبة علم، ونخباً وعامة.

السلفيون و"القاعدة"
وفي الوقت الذي يوجه البعض أصابع الاتهام إلى الفكر السلفي كبيئة خصبة لإنتاج "القاعديين"، وينظر إلى الجماعات السلفية باعتبارها "خلايا نائمة" أو مشاريع "قاعدة" مرتقبة، ينفي الشيخ مراد بن أحمد القدسي أحد القيادات السلفية المحسوبة على تيار جمعية الحكمة، أي صلة للقاعدة بالسلفيين، مبيناً أصول الخلاف الفكري والسياسي مع تنظيم القاعدة.

ويسرد القدسي، من خلال دراسة مقتضبة، جملة من الشواهد لدحض ما يصفها ب"الشبهات والأكاذيب التي تتعلل بها بعض التوجهات المضادة للدعوة السلفية، وفي مقدمتها الروافض، ومن نحا نحوهم من تيارات وتوجهات ليبرالية وعلمانية ويسارية، لاتهام السلفيين بأنهم تكفيريون، وعلى صلة بالقاعدة"، بالإضافة إلى ما تثيره "التقارير الوافدة والبحوث والدراسات الصادرة عن دوائر استخباراتية"، فضلاً عن "توجهات أخرى تعمل في الحقل الإسلامي"، حسب تعبيره.

وفي دراسته، يورد الشيخ القدسي، جملة من أوجه الخلاف بين الدعوة السلفية وتنظيم القاعدة، منتقداً وجود خلل بيّن وواضح في فهم "القاعدة" للجهاد كشريعة ربانية، بينما يعتبره "القاعدة" غاية مقصودة لذاته، ووسيلة وحيدة في انتهاج التغيير، وتأصيل الأحكام الشرعية ووضع الضوابط له وفقاً للاجتزاء المفرط لبعض النصوص، والجهل بالقواعد الفقهية والأصولية والمقاصد الشرعية، مع الخلل في القراءة الواقعية للمعطيات وتنزيل الأحكام الشرعية عليها، وعدم فقه الأولويات وتحديد الأهداف، واستراتيجيات العمل، والاستخفاف الحاصل من القاعدة بمعطيات السياسة الدولية، وقراءتها وفق نظرية المؤامرة، وفقاً للشيخ القدسي.

وفي سياق حديثه عن الآثار السلبية التي جنتها الأمة من وراء أعمال "القاعدة"، يتطرق الشيخ القدسي إلى عدد من الأمثلة، من بينها "سقوط الدولة الإسلامية في أفغانستان بعد سيطرة وتمكن المجاهدين لإقامتها، وإعطاء الذريعة لمحاربة المجاهدين والحرب على الجماعات الجهادية وحركات المقاومة الإسلامية في كل بقاع الأرض"، كما يقول، بالإضافة إلى "دفع الغرب لتبني مبدأ صراع الحضارات والدخول في صراع غير متكافئ مع الأمة الإسلامية، والتعريض بالجاليات الإسلامية في الغرب للمضايقات والإهانات، والتشديد عليهم، والتنكيل بهم، ووضع النظم والقيم الإسلامية في مرمى الاستهداف، وصرف الأمة وإشغالها عن قضيتها المركزية فلسطين".

وتحدث القدسي عن أسباب معارضة الدعوة السلفية لـ"القاعدة"، ومن ذلك، حسب رأيه، "إهدار القاعدة للمصالح الشرعية المعتبرة ووقوعه في مفاسد محققة، وقراءته الخاطئة للواقع، وفهمه القاصر للأحداث، وتبنيه استراتيجية الصراع مع العالم أجمع، وإدخال الأمة في صراع غير متكافئ"، لاعتقاد "القاعدة" أن "استنفار الأمة المتواصل ضد خصومه كفيل بالحفاظ على جذوة الجهاد المشتعلة"، في حين يرى الشيخ القدسي أن "الجهاد كفريضة مرتبط بظروف الأمة ومدى حاجتها له وقدرتها عليه"، مضيفاً بأن "الظن الذي يحمله القاعدة في أي منطق تعاون، أو صلح يعد خيانة وقرين الاستسلام دون تقدير للوقائع واعتبار للمآلات، ومخالفة للشريعة التي جعلت العلاقة مع المشركين مختلفة باختلاف أحوالهم وموقفهم من الدعوة والأمة".

وفي نهاية المطاف يؤكد القدسي بأن موقف الدعوة السلفية في اليمن الرافض لأعمال "القاعدة" من خلال رفض أخطائهم والتحذير منها، والدعوة إلى معالجة الأسباب التي تقف وراء انتهاج العنف وسيلة للتغيير، وإنكار الصلة بالقاعدة، وتربية النشء على الاعتدال والتوسط، ورفض التدخل الأجنبي والممانعة لمشاريعه، وأجندته التي قال إنها "تغزونا إلى عقر دارنا".

الحوار الفكري
وفي سياق ملف "القاعدة" في اليمن، ناقش التقرير الفصلي جملةً من القضايا الفكرية والإجراءات الحكومية مع وزير الأوقاف والإرشاد رئيس لجنة الحوار الفكري مع عناصر "القاعدة" القاضي حمود الهتار، والذي كشف عن وجود فريقين في الحكومة اليمنية بخصوص التعاطي مع "القاعدة"؛ فريق يرى بأن يكون الحوار أولاً، بينما يرى الفريق الآخر بأن تكون الإجراءات الأمنية أولاً.

وفي ما يتعلق بالحجم الفعلي لهذا التنظيم، يرى الهتار بأن حجم "القاعدة" في اليمن لا يصل إلى عشرة في المائة مما هو في وسائل الإعلام الغربية، مشيراً إلى جملة من الأسباب التعليمية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والظروف الدولية التي أدت إلى نشوء هذه الظاهرة.
وبالمقارنة لوضع اليمن بدول أخرى، أوضح الوزير الهتار أن اليمن يختلف تماماً عن باكستان مثلاً، إذ يجب أن يقتصر استخدام القوة هنا على الخارجين عن القانون فقط، مضيفاً بأنه "لو كانت القوة وحدها كافية للقضاء على الإرهاب لكانت العراق وأفغانستان جنتين في هذه الأرض".

حرب"بترايوس" في اليمن
وفي قراءة نقدية لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، تحدث الكاتب الصحفي المتخصص في الشؤون الأمنية والحركات الإسلامية عبد الإله حيدر شائع، من وجهة نظره، عن نقاط قوة وضعف القاعدة تنظيمياً وفكرياً وعسكرياً، مرجعاً الاهتمام الغربي الحاصل في موضوع القاعدة في اليمن، إلى كونه ذريعة للتدخل والوجود الأجنبي، وليس تهديداً حقيقياً على الأرض، معرجاً على خطة الجنرال الأميركي "دايفيد بترايوس" قائد القيادة الأميركية الوسطى، في إدارته للحرب على القاعدة في اليمن.

ويرى شائع بأن زيارة "بترايوس" إلى صنعاء في يوليو 2009، قبيل اشتعال اندلاع المواجهات في مأرب، تأتي ضمن برنامج أمريكي تحرك لتعميمه على حكام المنطقة خمسة من كبار المسؤولين الأمريكيين، تنقلوا بين القاهرة وتل أبيب، وعمان، ودمشق، وبغداد، وصنعاء، لكنه يهدف من الشأن اليمني إلى: القضاء على تنظيم القاعدة، (وليس الحركة الشيعية الحوثية أو الحراك الجنوبي)، ومحاصرة الصومال، ومحاولة منع اليمن من التحول إلى أفغانستان أخرى.

وقدم شائع في دراسته تفاصيل عملية يقوم بها "بترايوس" في حربه على الإرهاب والقاعدة من خلال قيامه بطلعات جوية ولقاءات ميدانية مع مكونات ميدان الصراع الذي حدده مسرحاً لعملياته، "فيلاحظ من خلاله البنية التحتية التي يعتمد عليها وتمكنه من إيصال رسائله وقواته في إطار ثلاث ركائز تتمثل في الوسائل الإعلامية والطرقات الممهدة ومدى توفرها في مسرح عملياته، والإسلام المعتدل ومدى نفوذه وتأثيره، وشيوخ القبائل والمصالح المرتبطة بهم".

ويقول شائع إن "بترايوس" يصف ميدان عمله في اليمن، جغرافيا: صحراوية، وجبلية وساحلية مفتوحة، اجتماعياً: قبلية ومدنية وتصل الخدمات مناطق القبائل التي يريد أن تعمل خطته في أوساطها مستحضراً النموذج الأفغاني والباكستاني وتطابق جغرافيتهما مع اليمن، ويستخدم شيوخ القبائل موظفاً أعرافهم وتقاليدهم، ويلتقي بهم على الأرض بعد أن يتجول من على طائرته في الجو متأملاً مساحة عمله وميدانه الجغرافي.. يبدأ بوضع الخطة في ثلاثة أهداف أساسية: سحب الدعم الشعبي عن تنظيم القاعدة (تفكيك الحاضنة)، وتثبيت أركان الجيش المحلي الموالي والمدرب والمزود بخبرات أمريكية (عملية الإحلال)، وتوفير الحماية الآمنة للمصالح (بناء شبكات الشركاء)، ويضع الأهداف التي يطمع لتحقيقها، رغم أن نجاحه إذا تحقق "هش وقابل للتراجع"، وهي القضاء على تنظيم "القاعدة"، الذي اجتمعت عليه أكثر من ثمانين دولة في فرنسا (مايو 2009)، للبحث في السبل الكفيلة التي تقضي عليه، ومن أجل ذلك جاء أوباما إلى القاهرة وألقى "السلام عليكم" للمسلمين في جامعة القاهرة كلمة تلا فيها آياً من القرآن الكريم، محاولاً توحيد طاقات الشعوب العربية والإسلامية خلفه في معركته ضد "القاعدة".

ويقول شائع إن "بترايوس" يبحث دائماً عن أدوات العمل في الميدان، فإلى جانب القوة العسكرية هناك النفاق المدني المتمثل في توزيع الحلوى على الأطفال الذين قتلت القوات الأمريكية آباءهم، وهناك بناء مساجد في بعض المناطق، ودعم أعمال إغاثية وخيرية لتحسين الصورة، وسماح السكان المحليين للجنود الأمريكيين بالتنقل في أوساطهم لملاحقة "الإرهابيين".

ويؤكد أن "بترايوس" يعتمد على المتناقضات والتناقضات الموجودة داخل المجتمع، فيقوم بتحريض الشيعي على السني، والسني الإخواني على الجهادي، وحين تبدأ خطة "بترايوس" بالعمل في أي بلد فإن القتلى في صفوف المدنيين في الأسواق تتضاعف، وعلى أبواب المساجد، ويجري اغتيال أئمة وخطباء مساجد، لأنه يعمل في الوسط الإسلامي، ويستغل حساسية الصراع الديني فيقوم بتحويله من صراع حضارات إلى داخل أبناء الأمة والحضارة الواحدة، معتمداً على ثلاث أدوات في إدارة لعبة الصراع: وسائل الإعلام بجميع أنواعها، والإسلام المعتدل الذي يدخل معه في تحالفات إعلامية وأمنية، وشيوخ القبائل الذين يسعى دائماً لشرائهم بالأموال.

انتهاكات حقوق الإنسان
وتحت عنوان (الاعتقالات التعسفية تحت ذريعة "الإرهاب "وآثارها الكارثية المحتملة)، قدم الصحفي والناشط الحقوقي محمد الأحمدي تقريراً مطولاً عن ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان تحت يافطة الحرب على "الإرهاب"، خاصةً حملات الاعتقال العشوائي، التي دشنتها السلطات اليمنية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر2000، ولا تزال كابوساً يؤرق الضمير الإنساني والحقوقيون ورجال القانون.

وأورد الأحمدي قصصاً واقعية لضحايا انتهاكات حرب "الإرهاب"، محذراً من النتائج الكارثية المحتملة للاستمرار في نهج الاعتقالات التعسفية خارج أي إطار قانوني محلي أو دولي، خاصة بعد أن صارت هذه الانتهاكات غير مقتصرة على المطلوبين والمشتبهين ب"الإرهاب"، بل طالت آخرين لا ناقة لهم ولا جمل، ذنبهم الوحيد أنهم يعيشون في زمن الحرب على "الإرهاب"!.

وعرض الأحمدي صوراً عديدة لانتهاكات حرب "الإرهاب"، وما هي الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الأكثر انتهاكاً، مشيراً إلى أنه خلال الأعوام الخمسة الأخيرة رصدت منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية مئات الحالات من الضحايا، تفاوتت جرائم الانتهاك بحقهم بين الاعتقال التعسفي والتعذيب والإخفاء القسري والإعدام بدمٍ بارد والقتل خارج إطار القانون، وغيرها.

كما حذر من ظهور جيل واسع من المنتهكة حقوقهم، يعيشون حالة من الحرمان والشعور بالغبن، وما لم يحظوا بالرعاية وإعادة الاعتبار لكرامتهم فإن الخيارات أمامهم تبدو ضيقة، ولا يستبعد أن يتحولوا إلى قنابل بشرية موقوتة في المجتمع.

وخلص الأحمدي إلى جملة من التوصيات، للتخفيف من الآثار الكارثية لهذه الانتهاكات، منها إنشاء هيئة وطنية مستقلة ذات طابع حقوقي اجتماعي إنساني لرعاية ضحايا الحرب على "الإرهاب"، واتخاذ الإجراءات المناسبة لتأمين استقلالية القضاء، وفرض التطبيق الصارم لمقتضيات القانون والإجراءات المتعلقة بالاعتقال، ومكافحة الإفلات من العقاب في جرائم التعذيب وغيرها من الانتهاكات.

زر الذهاب إلى الأعلى