اختتم المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء في سوريا الاثنين زيارة رسمية لليمن استغرقت ثلاثة ايام ترأس خلالها الجانب السوري في اجتماعات اللجنة العليا السورية اليمنية المشتركة في دورتها العاشرة واجرى مباحثات مع كبار المسؤولين اليمنيين تناولت علاقات التعاون بين البلدين وآفاق تطويرها في مختلف المجالات.
وتم خلال اجتماع اللجنة العليا السورية اليمنية المشتركة التوقيع على ثلاث عشرة اتفاقية في المجالات المختلفة.
وكان الرئيس اليمني استعرض مع عطري أمس نتائج اجتماعات اللجنة العليا السورية اليمنية في دورتها العاشرة وموضوعات التعاون التي بحثتها ومشاريع الاتفاقيات المزمع توقيعها في اختتام أعمالها.
وأكد الرئيس اليمني ضرورة تعميق أوجه التعاون بين البلدين الشقيقين في ميادين الاقتصاد والتجارة واتخاذ الإجراءات اللازمة لتطويره وتوسيع آفاقه المستقبلية في مجالات الزراعة والنقل والثقافة وغيرها من القطاعات التنموية والخدمية.
وتم التطرق إلى الأوضاع العربية والمستجدات على الساحة الفلسطينية حيث عبر الرئيس صالح عن تقديره العميق لمواقف سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد تجاه القضايا العربية مؤكداً دعم اليمن لسورية وجهودها لاستعادة الجولان السوري المحتل.
بدوره لفت المهندس عطري إلى أهمية ما تم التوصل إليه خلال اجتماعات اللجنة على صعيد تطوير وتعزيز علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين مؤكداً دعم سورية لوحدة اليمن الشقيق وحرصها على أمنه واستقراره.
حضر اللقاء الدكتور علي محمد مجور رئيس مجلس الوزراء اليمني والوفد المرافق للمهندس عطري.
كما بحث عطري وعبد العزيز عبد الغني رئيس مجلس الشورى اليمني علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين وآفاق تطويرها على الصعد الاقتصادية والتنموية والبرلمانية.
واستعرض عطري وعبد الغني الأوضاع على الساحة العربية وأكدا أهمية التضامن والعمل العربي المشترك لمواجهة التحديات التي تتعرض لها الأمة العربية.
وجرى خلال اللقاء الاطلاع على تجربة مجلس الشورى ومهامه وآلية عمله والتنسيق بينه وبين مجلس النواب على صعيد المهام القانونية والتشريعية والتنموية.
من جانب آخر قام عطري والوفد المرافق بجولة في مدينة صنعاء القديمة اطلع خلالها على معالمها العمرانية والتراثية وأهميتها على الصعد الثقافية والسياحية.
13 وثيقة تعاون وبرنامجا تنفيذيا ومذكرة تفاهم في الزراعة والمالية والتربية والنقل والمياه
واختتمت اللجنة العليا السورية اليمنية المشتركة اجتماعاتها برئاسة المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء والدكتور علي محمد مجور رئيس الوزراء اليمني بالتوقيع على 13 وثيقة تعاون وبرنامجا تنفيذيا ومذكرة تفاهم وبروتوكولا إضافة إلى محضر اجتماع اللجنة في دورتها العاشرة المنعقدة في صنعاء.
ووقع المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء والدكتور علي محمد مجور رئيس مجلس الوزراء اليمني محضر اجتماعات اللجنة العليا السورية اليمنية المشتركة.
كما وقع الدكتور محمد الحسين وزير المالية والدكتور نعمان الصهيبي وزير المالية اليمني اتفاقية للتعاون وتبادل الخبرات في مجال تنمية المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر إضافة إلى مذكرة تفاهم للتعاون في مجال تطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في حين وقع وزير الزراعة والإصلاح الزراعي الدكتور عادل سفر ووزير الزراعة والري اليمني الدكتور منصور الحوشبي على البرنامج التنفيذي للتعاون العلمي والفني في المجال الزراعي للأعوام 2010-2011-2012.
وفي المجال الثقافي وقع الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة مع نظيره اليمني ابو بكر المفلحي برنامجا تنفيذيا للتعاون الثقافي للأعوام 2011-2012-2013 وبرنامجا تنفيذيا مع الدكتور عبد السلام الجوفي وزير التربية والتعليم اليمني وبرنامجا تنفيذيا للتعاون في مجال التربية للإعوام 2011-2012-2013 في حين وقع الدكتور يعرب سليمان بدر وزير النقل مع الدكتور يحيى الشعيبي وزير الخدمة المدنية والتأمينات اليمني البرنامج التنفيذي لمذكرة التفاهم في مجال التأمينات الاجتماعية للأعوام 2011-2012-2013.
بدوره وقع المهندس عمر غلاونجي وزير الاسكان والتعمير مع وزير الأشغال العامة والطرق اليمني المهندس عمر الكرشمي مذكرة تفاهم في مجالات الإسكان والتعمير كما وقع الوزير غلاونجي مع الدكتور عبد الرحمن الارياني وزير المياه والبيئة اليمني البرنامج التنفيذي لمذكرة التفاهم في مجال مياه الشرب والصرف الصحي لعامي 2010-2011.
ثم وقع الدكتور عامر حسني لطفي رئيس هيئة تخطيط الدولة مع الدكتور الشعيبي برنامجا تنفيذيا لمذكرة التفاهم في مجال التخطيط والتعاون الدولي للإعوام2010-2011-2012 كما وقع الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية مع وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي وثيقتي تعاون الأولى برنامج تنفيذي لمذكرة التعاون والتنسيق بين وزارتي الخارجية والثانية مذكرة تفاهم للتعاون بين المعهدين الدبلوماسيين في وزارتي الخارجية بالبلدين.
ووقع تيسير الزعبي مدير مكتب رئيس مجلس الوزراء وعبد الحافظ السمة أمين عام رئاسة مجلس الوزراء اليمني بروتوكولا للتعاون بين الأمانتين العامتين لمجلسي الوزراء ووقع حماد عبود السعود رئيس الاتحاد العام للفلاحين مع محمد بشير رئيس الاتحاد التعاون الزراعي برنامجا تنفيذيا للتعاون بين اتحادي البلدين.
وتضمن محضر اجتماعات اللجنة العليا موضوعات التعاون التي تم بحثها والاتفاق عليها في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتجارية والاستثمارية والصناعية والمالية والنفط والثروة المعدنية والكهرباء والزراعة والثروة السمكية والإسكان والتعمير والمياه والصرف الصحي والنقل والإعلام والسياحة والتعليم والتربية.
وفي المجال السياسي أعرب الجانبان عن ارتياحهما لمستوى العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وعزمهما على تطويرها في مختلف المجالات ورغبتهما المشتركة في تعزيز التضامن العربي وتعزيز وتفعيل العمل العربي المشترك وتطوير آلياته بما يحقق آمال وتطلعات الشعوب العربية.
وأكدا دعمهما لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية نظراً لأهميتها الحيوية في الدفاع عن الحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة المتمثلة بحق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وضرورة بذل الجهود الممكنة عربياً ودولياً لرفع الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة وإدانة جريمة الاعتداء الإسرائيلي الوحشي السافر الذي تعرض له الأبرياء في أسطول الحرية أواخر شهر أيار الماضي.
وأدان الجانبان العدوان الإسرائيلي الأخير ضد لبنان مؤكدين تضامنهما معه في دفاعه المشروع عن أرضه وشعبه في مواجهة الكيان الاسرائيلي الذي أثبت مجدداً أنه السبب الرئيسي للتوتر وانعدام الأمن والاستقرار في المنطقة.
وشددا على أهمية الإسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق وتحقيق المصالحة بين جميع أطياف الشعب العراقي من أجل الحفاظ على سيادة ووحدة العراق وعروبته وأكدا دعمهما للحكومة السودانية وما تبذله من جهود لمعالجة الأوضاع في دارفور وإعادة الأمن والاستقرار للإقليم ورفضهما لتسييس عمل المحكمة الجنائية الدولية.
وأكد الجانب اليمني دعمه وتأييده لحق سورية في استعادة الجولان المحتل حتى خط الرابع من حزيران عام 1967 كما أكد الجانب السوري حرصه الكامل على وحدة اليمن أرضا وشعبا واستقراره وأمنه ورفض التدخل في شؤونه الداخلية.
تنمية التبادل التجاري ومعالجة المعوقات التي تواجه انسياب السلع بين البلدين
وفي المجال التجاري والاقتصادي أشار الجانبان إلى أهمية الالتزام بأحكام منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وبرنامجها التنفيذي والقرارات الصادرة عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي ذات الصلة واستمرار التنسيق المشترك في المحافل والمنظمات الدولية في القضايا ذات الاهتمام المشترك لما فيه مصلحة البلدين ومعالجة المشاكل والمعوقات التي تواجه انسياب السلع بينهما عبر نقاط الاتصال المعتمدة في إطار منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى.
واتفق الجانبان على عقد اجتماعات الدورة الثانية للجنة التجارية المشتركة في دمشق خلال الربع الأول من العام القادم لبحث كافة القضايا الاقتصادية والتجارية ذات الاهتمام المشترك والوقوف على المشاكل والمعوقات التي تحول دون تطوير وتنمية التبادل التجاري بين الجانبين واستمرار مشاركة البلدين في المعارض الدولية المقامة في كل منهما والدعوة لإقامة المعارض المتخصصة للتعريف والترويج للسلع الوطنية المنتجة في كلا البلدين إضافة إلى تفعيل العمل باتفاق التعاون في مجال حماية الملكية الصناعية وبالبرنامج التنفيذي وبرتوكول التبادل السلعي الموقعين بين البلدين عام 2007 على أن يتم تبادل السلع المعدة للتصدير بين المؤسسة الاقتصادية اليمنية والمؤسسات ذات الطابع الاقتصادي في سورية.
وفيما يتعلق بالمجال الاستثماري اتفق الجانبان على تفعيل بنود اتفاقية التعاون الفني الموقعة بين الهيئة العامة للاستثمار في اليمن وهيئة الاستثمار السورية وعقد الاجتماع الرابع للجنة الفنية المشتركة بين هيئتي الاستثمار في البلدين وتنظيم ملتقى الاستثمار السوري اليمني في صنعاء خلال النصف الأول من عام 2011 وتشكيل فريق مشترك لمناقشة المشروع البديل لاتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار المقترح من الجانب السوري والاتفاق على صيغته النهائية قبل نهاية 2010 وأكدا أهمية تكثيف الاتصالات وتبادل الزيارات بين رجال الأعمال وحثهم على المشاركة في المعارض والفعاليات التي تقام في بلديهما وتبادل المعلومات المتعلقة بها.
حث القطاع الصناعي على تقديم الدعم اللازم لإقامة المشاريع الصناعية المشتركة
وفي المجال الصناعي اتفق الطرفان على تفعيل اتفاقية التعاون وبرنامجها التنفيذي الموقع عام 2005 ومذكرة التعاون الموقعة بين المؤسسة العامة للغزل والنسيج في اليمن والمؤسسة العامة للصناعات النسيجية في سورية وحث القطاع الصناعي في كلا البلدين على تقديم الدعم اللازم لإقامة المشاريع الصناعية المشتركة.
وأكدت اللجنة في المجال المصرفي والجمركي ضرورة الإسراع بعقد الاجتماع الأول للجنة الفنية المشتركة المنصوص عليها في البرنامج التنفيذي للتعاون الجمركي الموقع عام 2003 في دمشق وذلك للاتفاق على آلية العمل المتعلقة بتنفيذ مذكرة التفاهم الموقعة بين المديريات العامة للجمارك السورية ومصلحة الجمارك اليمنية خلال الربع الأول من عام 2011.
كما رحبت اللجنة بالتوقيع على الاتفاقية المصرفية بين البنك الأهلي اليمني والمصرف التجاري السوري وحث الجانبان على الاستفادة القصوى منها لتفعيل الاتفاقيات والبرامج والبروتوكولات الموقعة بين البلدين في المجال التجاري والصناعي والاستثماري وتبادل الزيارات وعقد الاجتماعات الدورية كل ستة اشهر على الأقل.
كما رحب الجانبان في مجال النقل بمذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين في أيار الماضي وأعربا عن ارتياحهما لانتظام عقد اجتماعات اللجنة الفنية المشتركة للنقل البري وللنقل البحري بين الجانبين وتفعيل الاتفاقية الموقعة بين سورية واليمن.
وحول التعاون في مجال النفط والثروة المعدنية دعت اللجنة إلى عقد الاجتماع الرابع للجنة الفنية المشتركة في صنعاء قبل نهاية العام الحالي في موعد يتم الاتفاق عليه لاحقاً كما اتفق الجانبان على إعداد مشروع لتدريب كوادر وزارة الكهرباء والطاقة اليمنية في مراكز التدريب التابعة لوزارة الكهرباء في سورية.
كما دعت اللجنة في مجال الزراعة إلى عقد الاجتماع الدوري الثاني للجنة الفنية في صنعاء خلال الربع الأخير من العام الحالي لوضع جدول زمني لتنفيذ البرنامج الموقع ومتابعته وأكد الجانبان بهذا الصدد تنفيذ ما جاء في اجتماع اللجنة العليا التي انعقدت في دمشق عام 2009.
وأكدت لجنة المتابعة في ختام المحضر تفعيل دور لجنة المتابعة المشتركة ودعوتها إلى عقد اجتماعاتها بشكل منتظم والمتابعة الجدية لأعمال الدورة الحالية للجنة العليا المشتركة في ضوء البرنامج الزمني الذي تم إعداده لهذا الغرض.
كما تم الاتفاق على تشكيل لجنة متابعة وزارية برئاسة وزيري النقل في البلدين تتخذ الإجراءات العملية وتضع التدابير اللازمة والبرامج الزمنية المحددة لترجمة وتفعيل ما تم الاتفاق عليه خلال أعمال اللجنة العليا في مجالات التعاون كافة. كما اتفق الجانبان في ختام المحضر على عقد اجتماعات الدورة الحادية عشرة للجنة العليا اليمنية السورية المشتركة في دمشق عام 2011 في موعد يتم الاتفاق عليه لاحقاً.
تطوير العلاقات وتوسيع ميادينها والارتقاء بها إلى آفاق جديدة
وكان المهندس عطري ومجور عقدا لقاء ثنائياً أعقبه اجتماع موسع لأعضاء وفدي البلدين في جلسة مباحثات ختامية تم خلالها استعراض ما تم الاتفاق عليه في مجالات التعاون المختلفة ومشاريع الاتفاقيات المعدة للتوقيع وكل ما من شأنه تطوير العلاقات وتوسيع ميادينها والارتقاء بها إلى آفاق جديدة.
وتبادل المهندس عطري ومجور كلمتين موجزتين أشارا خلالهما إلى الأجواء الإيجابية التي سادت المباحثات وأعمال اللجنة وما تميزت به من وضوح وشفافية في تناول كافة القضايا ذات الصلة بمجالات التعاون الثنائي وإلى عزم حكومتي البلدين على الارتقاء بعلاقات تعاونهما في كافة المجالات بما يحقق المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.
وبين الجانبان ان التوجهات المستقبلية تنطلق مما تمتلكه سورية واليمن من إمكانات اقتصادية وموارد طبيعية وبشرية مؤكدين أهمية العمل على توظيفها واستثمارها بما يحقق التكامل الاقتصادي للبلدين ويؤسس لبناء شراكات حقيقية تخدم مسيرة البناء وعملية التنمية الشاملة فيهما.
ولفت الجانبان إلى ما أتاحته هذه الدورة لوفدي البلدين من الوقوف على ما تحقق في مراحل التعاون السابقة وتقييم آثارها ونتائجها وتشخيص المعوقات التي اعترضت بعض جوانب تطويرها وتحديد السبل الكفيلة بتخطي تلك المعوقات وفي هذا الصدد أكد عطري ومجور ضرورة تفعيل وثائق التعاون التي تم الاتفاق عليها وأهمية رفدها باتفاقيات جديدة بما يحقق المنفعة المتبادلة والمصلحة المشتركة التي تلبي آمال وتطلعات الشعبين الشقيقين وتجسد إرادة وتوجهات قائدي البلدين الرئيس بشار الأسد والرئيس علي عبد الله صالح.