في أكثر من 50 صفحة تضمن التقرير الفصلي الثاني الصادر عن مركزالجزيرة العربية للدراسات والبحوث بصنعاء الذي قدم فيه نخبة من المختصين، والمهتمين عبر فصوله، وأبوابه، وزواياه المفتوحة خلاصة موجزة في الحديث عن مستقبل اليمن والتدخلات "الأجنبية "، والخارجية.
وقد شملت عناوين التقرير مواضيع متنوعة، وقضايا جوهرية متصلة في الشأن اليمني، والتطورات الجارية في الساحة اليمنية أهمها، وأبرزها (الغزو الثقافي.. التدخل المرضي عنه – التدخل الأمريكي في اليمن.. البحث عن الأسباب والشرعية – الاستثمارات والمساعدات الخارجية وأثرها في زيادة التدخلات الاقتصادية الأجنبية – التدخل الأجنبي في اليمن حقيقة وأبعاد – التدخل الأجنبي في ثقافة الرئيس اليمني.. مبدأ أم حالة وعي؟ - التدخل العسكري في اليمن بين الممكن والمستحيل) هذا بالإضافة إلى عناوين أخرى في التقرير الفصلي لمركز الجزيرة الذي يديره، ويشرف عليه الباحث والكاتب الإسلامي أنور قاسم الخضري.
وكانت صحيفة "الرشد" الأسبوعية قد نشرت في عددها ال (90) لشهر أغسطس للعام الجاري تقريراً تناول فيه المحرر كاتب هذه السطور الحديث عن التدخل الأمريكي والصراع الإقليمي في اليمن من خلال عرض موجز للأحداث الجارية على الساحة، ووقوف الخارج وراء النزاعات، والمشاكل والنفاذ، وإحكام السيطرة على البلد من خلالها.
وفيما يلي نعرض أهم ماتضمنه التقرير الفصلي الثاني والذي جاء تحت عنوان " اليمن ومستقبل التدخل الأجنبي " من خلال عرض خلاصة لكل عناوين الأبواب والزوايا التي وردت في سياق صفحات التقرير الإستراتيجي (نون).
مفتتح
تحت عنوان " التدخل الأجنبي.. استعداء أم استدعاء " وفي أول صفحة من مفتتح تقرير (نون) الإستراتيجي تناولت سطور مدخل وبوابة الولوج إلى صفحات التقرير الاهتمام الذي تزايدت وتيرته في الآونة الأخيرة نظراً للقلق الذي باتت تشكله الأوضاع والمشاكل والأزمات المتوالية في اليمن وتحول الاهتمام من قبل دوائر وسائل الإعلام في الغرب إلى الساسة باتجاهات عملية عبرت عنه إدارة البيت الأبيض وحكومة بريطانيا عقب محاولة شاب نيجري تفجير طائرة ركاب أمريكية لدى اقترابها من ولاية ديترويت في 26ديسمبرالماضي وتبنتها القاعدة في اليمن لاحقاً.
وفي المقدمة التي عرضت خلاصة لما يأتي بيانه في دفتي التقرير أوضح المحرر أن التدخل الأجنبي والمتمثل في القوات الأمريكية والبريطانية لوتحقق فعلاً فسوف يكون له أبعاد على صعيد الواقع اليمني والإقليمي والدولي نظراً لطبيعة الموقع الجغرافي الذي تحتله اليمن، وما ينتج عن هذا التدخل من ردود فعل محلية، وإقليمية وعالمية كون اليمن تقع جنوب شبه الجزيرة العربية، وتطل على المحيط الهندي وبحر العرب، وتتحكم مع جيبوتي في ممر من أهم الممرات البحرية في العالم (مضيق باب المندب) وتمثل بؤرة هشة في محيط مهدد بأخطار أمنية واقتصادية كبيرة، ومجاورتها لدول القرن الأفريقي.
الغزو الثقافي والتدخل الأمريكي
في تساؤلات مشرعة، ومفتوحة لمدخل الورقة الأولى التي تحدثت عن الغزو الثقافي.. التدخل الأجنبي المرضي عنه التي قدمها الشيخ الخضر بن عبدا لملك الشيباني رئيس مركز الكلمة الطيبة ومجلة المنتدى...، والتي عرضت لنا في مقدمتها صورة لما يجري في واقع اليوم من الاهتمام الغير متناهي بالعنصر النسائي وحشره في كل مساحات العمل للشركات، والفنادق، والسفارات، والمؤسسات، وظهورهن بشكل مبتذل للغاية متبرجات، وغير محتشمات، وممارستهن للمسابقات الرياضية الفجة، مع الترخيص لبيع وتناول الخمور، والمسكرات، وإصرار السفارات الأجنبية على رعاية وتبني البرامج الاجتماعية، والثقافية.
وحول حقيقة التدخل الثقافي أكد الشيخ الخضر على وجود أزمة وتبدل في المسميات، والمصطلحات التي يعاني منها الخطاب العربي والإسلامي على حدة من خلال استبدال بعض المصطلحات والمسميات بغيرحقيقفتها مثل لذلك باستبدال كلمة العدو بالآخر، والطاغوت بالشرعية الدولية، وثقافة المقاومة بالسلام، والغزو الثقافي بالتلاقح الثقافي والفكري وهلم جراً.
ويقدم الشيخ الخضر نقلاً عن الدكتور عبدا لله بن عبدا لمحسن التركي رؤية للمنطلقات السليمة لتحديد مفهوم الغزو الثقافي حيث يقول " تبدأ النظرة الصحيحة لحقيقة الغزو الثقافي على أكثر المجتمعات الإسلامية بتتبع عوامله ومسبباته في إطار العلاقة التاريخية المرحلية بين الغربيين والمسلمين... وبناء على ذلك يعتبر الباحث أن ماهية التدخل والغزو عبارة عن كل فكرة ومعلومة، أوبرنا مج اجتماعي، أوفكري، أواقتصادي، أوسياسي، أومهني يحاول الاستبدال أوالإحلال للنمط المخالف لهوية المجتمع المسلم في الممارسة أوالتصور سواءاً كان بصورة مباشرة أوغير مباشرة.
وأورد رئيس مركز الكلمة الطيبة أن التدخل الثقافي والغزو الاستعماري القديم ركز على التعليم كمنطلق لمشروعه التطبيقي من خلال نشر وإشاعة المدارس التبشيرية النصرانية، وفرض أجندة السياسة الاستعمارية الصليبية بالإضافة إلى ماتحمله أفكار ونفوس المتأثرين من أبناء المسلمين الذين سافروا إلى الغرب وعاشوا فيه فترة من الزمن بالإضافة إلى قنوات الغزو الثقافي في عصر العولمة كالشركات العابرة للقارات، والبنوك والمنظمات الدولية، والعلاقات التجارية الدولية، وتشجيع السياحة وخدماتها كل ذلك هي قنوات مشرعة للعمل نفذ من خلالها التدخل الغربي " الثقافي " الأجنبي بشتى صوره ووسائله، ومن ذلك تشجيع المبادرات الأجنبية في جوانب تشريعية، ومدنية، وإعلامية، وتعليمية، وثقافية، وسياسية.
وحول التدخل الأمريكي في اليمن والبحث عن الأسباب، والشرعية قدم الدكتور أحمد بن عبدا لواحد الزنداني ورقة موجزة للعلاقة البينية التاريخية بين اليمن والولايات المتحدة الأمريكية من خلال عرض جوانب العلاقة، وماهيتها، وصور التدخل الحية والماثلة في الواقع والوقت الحالي.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء أن العلاقة بين والولايات المتحدة لم تكن بشكل محوري، وواضح تماماً الإبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر من خلال دخول اليمن شريك في الحرب على الإرهاب، ولم تكن اهتمامات السياسة الأمريكية مقتصرة على ذلك بل أضيف إليها نشر الديمقراطية، والليبرالية، ...وغير ذلك كان آخرها البدائل التي وضعها المحللون الإستراتيجيون للتدخل الأمريكي لامتصاص النقمة الشعبية ضد أمريكا وتيارها في اليمن التي أنتجت الكراهية من خلال تدخل أكبر في الشئون اليمنية آخذ في التوسع في الجانب الاقتصادي والسياسي، ووضع الحكومة اليمنية وإجبارها للجيش تحت قيادة القوات الأجنبية عبر عن ذلك انعقاد مؤتمر لندن في يناير من العام الجاري، وماتلاه من مؤتمرات وتطورات جارية على الساحة اليمنية.
حقيقة التدخل الأجنبي
وحول أبعاد وحقيقة التدخل الأجنبي في اليمن الذي قام بإعداده فريق مركز الجزيرة العربية فقد عرض في الورقة المقدمة تحت عنوان " التدخل الأجنبي في اليمن.. حقيقة وأبعاد " موجز تفصيلي لطبيعة التدخل الأجنبي وصوره تاريخياً في جوانبها المتعددة الثقافية، والفكرية، والاقتصادية، والسياسية، واستعرض لذلك بالولايات المتحدة الأمريكية منذ تفردها بقيادة النظام العالمي الجديد من خلال العمل على نشر قيمها، ومبادئها في العالم والتبشير بها في كثير من الأحيان متخذة في ذلك تفوقها العسكري والاقتصادي والمعرفي والتقني والإعلامي وغير ذلك.
وعرجت الورقة على الدور المصري في الثورة اليمنية _ حقيقة _ وأنه لم يكن دوراً مستقلاً، والدور السعودي الذي قامت به المملكة لمواجهة التمدد المصري لم يكن خالياً من إرادة أجنبية بالإضافة إلى مشاركة قوات من سلاح الجو الإسرائيلي مع الإمام البدر في تصديها للجيش المصري عبر تأكيدات لرئيس جهاز الموساد في عام 2000 لصحيفة هآرتس.
وباعتبار اليمن صارت هدفاً للتدخل فقد كشفت مصادر إعلامية أمريكية النقاب عن دراسة حول تدخل عسكري أمريكي محتمل في اليمن أعدها معهد بحثي تابع لحركة المحافظين الجدد التي تدعو إلى مزيد من التدخلات العسكرية الأمريكية في العالم الإسلامي والعربي.
وبين إثبات التدخل خارجياً ونفيه في الداخل فقد أوردت الورقة نقلاً عن محطة شبكة التلفزيون الأمريكية " سي. بي. إس " عن " سيبستان غوركا " الخبير الأمريكي في العمليات الخاصة والذي قام بتدريب ضباط يمنيين قوله في 3يناير من العام الجاري :إن العمليات البرية والجوية التي استهدفت مواقع للقاعدة في اليمن يومي 17، و24ديسمبرالماضي شنتها القوات الأمريكية بدعم من قومي من الحكومة اليمنية...، إضافة إلى استخدام وحدات عسكرية على الأرض فقد أنكرتها الحكومة اليمنية وتأتي لتؤكدها مؤخراً منظمة العفو الدولية.
ومؤخراً نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر أمريكية رسمية قولها إن الغارة التي استهدفت نائب محافظة مأرب جابر الشبواني نفذها الجيش الأمريكي، وأياً يكن فإن القيادة الأمريكية تعلن رضاها عن مستوى التجاوب اليمني في إطار الحرب معها على الإرهاب.
وقد خلصت الورقة إلى أن اليمن مثلت بؤرة اهتمام في القديم والحديث بحيث أصبحت هدفاً للتدخل الأجنبي في إطار ظروف وعوامل مختلفة، وهنالك اليوم محاولة جادة من بعض القوى والأطراف لإيجاد موطئ قدم لها في ظل مبررات أمنية، وقد أصبح لهذا الوجود حقيقة مختلف عليها بين الداخل والخارج كما أصبح التدخل أمراً ملموساً في أبعاد سياسية وأمنية وعسكرية وإن جرى نفيه أور فضه !فإن السؤال المهم الذي يجب طرحه: إلى أين ستنتهي عجلة التدخل والوجود الأجنبي في اليمن ؟ وماهي الآثار التي ستخلفها عليه.
وعن الثقافة لدى الحاكم وحالة الوعي في الموقف من التدخل الأجنبي فقد خلصت ورقة الأستاذ أنور الخضري والمعنون لها ب " التدخل الأجنبي في ثقافة الرئيس مبدأ أم حالة وعي ؟ " من خلال العرض الشامل لجميع خطابات، ومقالات، ومقابلات الرئيس صالح التي نشرت في موقعه، وقد جاء الموقف السياسي متوافقًا مع الموقف الشعبي، وهو ما أثار حفيظة الدول التي ساندت التدخل الأجنبي، يقول الرئيس صالح: "المظاهرات التي تقام في اليمن هي تعبير عن مشاعر كل اليمنيين ضد الوجود الأجنبي في منطقة الخليج والجزيرة والخليج العربي والبحر الأحمر، نحن أيضًا نشارك جماهير شعبنا هذا الألم ضد الوجود الأجنبي في المنطقة"، لقد مثل الوجود الأجنبي في الأراضي العربية مصدر: "قلق للأمن والسلام في العالم وفي منطقة الخليج وفي منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص"، في حين أن ظلت نظرة اليمن لعلاقاتها بالولايات المتحدة.. تقوم على "الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية".
وقد جاء هذا الموقف أكده الرئيس في حديث له للصحافة البريطانية، في 3/9/1990م، في ثنايا تعليقه على موقف اليمن من قرار الأمم المتحدة بشأن انسحاب العراق بدون شروط من الكويت، حيث أكد أن "بلادنا لا تقر احتلال أراضي الغير بالقوة، ولا تقر الوجود العسكري الأجنبي في الأراضي العربية، كما أنها لم تقر غزو بنما ولا أفغانستان أو الاحتلال الصهيوني للأراضي العربية المحتلة.. وهذه هي السياسة اليمنية".
وذهب الرئيس صالح إلى أن "هذا الوجود الأمريكي والأجنبي بصفة عامة ينذر بخطر على أمن وسلامة المنطقة. ولا سمح الله.. لو اندلعت حرب سيكون التأثير سلبيًا على المصالح العربية"، معبرًا عن القناعة التي كانت تتوفر بالنوايا المسبقة لتدخل القوات الأمريكية بالمنطقة: "سواء كانت قد دعيت أم لم تدع، وذلك حرصًا على مصالحها في المنطقة، فهي كانت آتية بشكل أو بآخر".. مشيرًا في هذا الصدد إلى كتاب نشرته جهات أمريكية حول نشر قوات التدخل السريع في منطقة الجزيرة والخليج العربي، والذي طبع في عام 1982م، وأن الحاصل في المنطقة هو نتيجة لتلك الخطة التي رسمت. مؤكدًا أن الولايات المتحدة والغرب في حال شنوا حربًا ضد العراق سيفقدون مصداقيتهم وتعاملهم مع العالم العربي الإسلامي.. "لأن تأييدها هو تأييد أشخاص وليس تأييد جماهير، لكن الشارع العربي والإسلامي وكل الدول المحبة للسلام ضد الحرب" متسائلًا: "أنتم أمام خيارين: هل تخسرون الشارع الإسلامي وتؤيدون أفرادًا؟! أم أنتم علاقاتكم مع تلك الشعوب؟!".
إن هذا الموقف من التدخل الأجنبي في أزمة الخليج الثانية يرتبط في وعي الرئيس بذكريات حقبة الاستعمار، فهو يقول: "عندما تسارعت خطى التدخل العسكري الأمريكي والأوروبي في الأزمة وعلى هذا النحو الكثيف خرجت المظاهرات الشعبية تندد بهذا التدخل الخطير الذي أعاد إلى الأذهان ذكريات النضال المرير ضد الاستعمار القديم"، مؤكدًا عزم القوات الأجنبية مسبقًا على التدخل العسكري في المنطقة.
وكان الأستاذ الخضري قد علق في نهاية سرده لخطاب وأقوال الرئيس وتصريحاته للصحافة المحلية والخارجية بأن هذه الكلمات والثقافة والوعي بمخاطر التدخل الأجنبي وضرورة إحلال السلام والأمن والاستقرار جديرة بأن تتحول من الأقوال إلى الأفعال وهي أمنيات كبيرة لايمكن أن تستحيل واقعاً في ظل مطامع القيادة السياسية الشخصية والعائلية والفئوية بل تتطلب تنازلاً عنها.
وفي ظل سياسة الكيد والتلاعب بالمصالح وتوسع المطامع أبحت البلاد مشرعة على الاستقواء بالأجنبي معارضة وحكومة، فلم تعد المبادئ والقيم ذات بال يذكر عند الفر قاء.
ومع ذلك فالمتوقع في القيادة السياسية اليمنية ممثلة في الرئيس علي عبدا لله صالح وعقب الخبرة الطويلة، والمشاهدات والتجربة..أن تراجع حساباتها قبل انهيار الوضع بشكل تصعب معه العودة إلى نقطة البدء أو لحفاظ على ثباته، والبداية تتطلب العودة إلى ثقافة المبادئ الصحيحة وحالة الوعي السليمة إن كنا صدقنا معها.
المساعدات الخارجية وأثرها في زيادة التدخلات
وفي الجانب الاقتصادي، وأثر المساعدات الخارجية في زيادة التدخلات فقد قدم الخبير في الشئون الاقتصادية الأستاذ علي بن محمد الوافي صوراً عدة من المساعدات التي تقدمها الدول الأجنبية للدول النامية مثل المنح والإعانات وقد تكون بصور نقدية، أوعينية على شكل سلع وخدمات استهلاكية وإنتاجية، ومن ذلك القروض الخارجية التي تحصل عليها الحكومات بصورة ثنائية، أومن المؤسسات المالية الدولية كالبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، أوالمؤسسة الدولية للتمويل، وقد يتم الحصول على هذا القروض بشروط مباشرة، وقد شروطاً قاسية سواءاً من حيث فترة السماح، أوالسعر، والفائدة، ومقابل إملاءات وضغوط ومطالب خارجية ثقافية وفكرية تبشيرية، ومن ذلك أيضاً الاستثمار الأجنبي التي تتمثل في القيام بمشروعات بصورة مباشرة.
واعتبر الوافي أن وراء المساعدات الأجنبية دوافع سياسية وآثار سياسية، واقتصادية، واجتماعية على البلدان التي تتلقاها لإحداث فجوات بينية في المجتمع، وفتح مساحة للصراعات، والمشاكل، وضرب كل المقومات، والمرتكزات التي تحفظ نسيج المجتمعات والدول.
وخلص الوافي إلى ضرورة إيجاد تكامل اقتصادي عربي وإسلامي بديل عن استقدام الاستثمارات الأجنبية، والمساعدات الخارجية، والأخذ من بعض تجارب الدول النامية خاصة في بلدان شرق آسيا كماليزيا، وأندنوسيا كما تحققت قصص نجاح جديدة في الخليج العربي تمثلت في دبي، وعندها ستسلم المنطقة برمتها من التأثير السلبي للمنح والقروض والاستثمارات الأجنبية في بنى هذه الدول اقتصادياَ، وإجتماعياً، وعلاقاتها السياسية فيما بينها.
عناوين متفرقة
وفي النهاية نورد إشارات موجزة للعناوين المتفرقة الباقية التي احتواها التقرير الاستراتيجي الفصلي الثاني لمركز الجزيرة العربية للدراسات والبحوث وذلك بعرض عناوينها وما تناولته سطورها، ففي زاوية تقارير وتحت عنوان " التدخل العسكري في اليمن بين الممكن والمستحيل " فقد قدم الأستاذ هاني عبدا لودود الجبلي المشرف العام على التقرير خاتمة لورقته في أن هناك رغبة أمريكية للتدخل حذرت من تبعاتها مراكز دراسات وأبحاث، وشخصيات سياسية أمريكية لكن في المقابل فإن التقارير تشير إلى رغبة جامحة للتدخل العسكري في اليمن بعد خلق الأجواء المناسبة وتوفير البيئة الملائمة.
وفي زاوية من الرف فقد عرض الأستاذ الكاتب والباحث طارق الدعيس في صفحة قراءة في كتاب " التدخل الدولي بين الاعتبارات الإنسانية والأبعاد السياسية " خلاصة مجملة تضمنت أهمية الدراسة في معالجتها لإشكالية العلاقات بين الداخلي والخارجي في الجانب السياسي وغطاء التدخل الإنساني، وطبيعة التغير في النظام الدولي من خلال انهيار المعسكر الشرقي، ومسألة التدخل الدولي وجدل القانوني، والإنساني، والسياسي، والتدخل عبر تجاوز صلاحيات التفويض الدولي، وعبر الإنفراد بالتسوية خلص فيها الباحث إلى تقديم رؤية لضبط جانب التدخل الإنساني والضغط دون تجاوز ذلك لأبعاد الجانب السياسي.
وفي الصفحة التي تليها فقد قدم مركز الجزيرة خلاصة دراسة عن "القوة العسكرية وحسم الصراعات.. الولايات المتحدة أنموذجاً نشرها المركز العربي للدراسات الإنسانية في القاهرة للمؤلف بشير عبدالفتاح فيماأورده أن القوة العسكرية تظل فاعلة ومؤثرة في تحقيق أهداف السياسة الخارجية للدول وحسم المعارك لكنها تبقى في حاجة إلى صورة القوة الأخرى كالثقافية والاقتصادية حتى يكتمل نجاح القوة العسكرية.
وفي زاوية ترجمات عرض التقرير الإستراتجية الأمريكية الجديدة لمكافحة التطرف والإرهاب في اليمن لكاتبها دانيال بنيامين عرج فيها على السياستين اليمنية والأمريكية في ذلك ومدى النجاح الذي تحقق، وقد عرض بالإضافة إلى ذلك تقرير مفصل في زاوية مختارات خوض الإدارة الأمريكية حربها السرية في اليمن ضد القاعدة نقلاً عن جريدة القدس العربي، والوقاية والشراكة الشعار الجديد لاستراتيجة مكافحة الإرهاب نشر في مجلة المجلة.
وفي الأخير كان هذا العرض الموجز عبارة عن تقريب موجز لما تضمنه التقرير الفصلي الاستراتيجي الثاني لمركز الجزيرة العربية للدراسات والبحوث بصنعاء والذي حمل عنوان " مستقبل التدخل الأجنبي في اليمن " والتقرير جدير بالاقتناء لمن أراد الإفاضة والإطلاع على مجمل تناولات التقرير وفصوله وأبوابه القيمة.