نقلت شبكة «سي أن أن» التلفزيونية الأميركية عن مسؤول في حلف شمال الأطلسي (ناتو) أن زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن ونائبه أيمن الظواهري يقيمان في منزلين متجاورين في منطقة القبائل شمال غربي باكستان، بحماية عناصر من أجهزة الاستخبارات العسكرية الباكستانية. وسارع وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك إلى نفي هذه المعلومات، مشيراً إلى ان بلاده تعتبر «الإرهابيين عملاء معادين للإسلام وباكستان، ومرتزقة قتلة».
وقال المسؤول «الأطلسي» الذي رفض كشف اسمه ولم يوضح كيفية حصوله على هذه المعلومات: «لا يسكن قادة القاعدة في كهوف، بل يعيشون في رخاء، ويحظون بحماية السكان وبعض عناصر أجهزة الاستخبارات الباكستانية».
وكشف ان بن لادن تنقل بين جبال شيترال قرب الحدود الصينية ووادي كرام قرب جبال تورا بورا الأفغانية، وهي مساحات شاسعة تسكنها القبائل. كما أيد تأكيد واشنطن أن زعيم حركة «طالبان» الملا محمد عمر تنقل بين مدينتيّ كويتا وكراتشي في باكستان خلال الشهور الأخيرة.
وحذر المسؤول من ان عدد عناصر «القاعدة» و «طالبان» يتزايد سنوياً، مشدداً على أهمية أن تقدم الحكومة الأفغانية فرص عمل إلى مجموعات البشتون التي تشكل 95 في المئة من المتمردين الذين يعمل معظمهم مع «طالبان» ويعززون أمنها.
وأشار إلى أن هدف استراتيجية شنّ مزيد من الغارات الجوية هو الضغط على عناصر الحركة الافغانية لدفعهم إلى طاولة المفاوضات مع كابول، مشدداً على أهمية التوصل إلى مصالحة أفغانية لئلا تستمر الحرب الأميركية في أفغانستان إلى ما لا نهاية.
وأفيد أمس بأن إيران شاركت للمرة الاولى في مشاورات لمجموعة الاتصال حول أفغانستان في روما، في حضور ممثل الولايات المتحدة ريتشارد هولبروك الذي اقر بدور طهران في هذا الملف. (راجع ص 8)
وقال هولبروك الموفد الخاص للولايات المتحدة إلى افغانستان وباكستان، على هامش الاجتماع الذي ضمّ ديبلوماسيين في روما: «نقر بأن لإيران دوراً تؤديه في التسوية السلمية للوضع في أفغانستان».
وسئل عن المشاركة الإيرانية في اجتماع روما فأجاب: «سئلنا هل هذا الموضوع يثير مشكلة بالنسبة الينا، فقلنا كلا. ما نبحثه لا تأثير له على القضايا الثنائية» بين طهران وواشنطن. وأضاف هولبروك متحدثاً عن اجتماع مجموعة الاتصال الدولية: «انه مؤشر آخر إلى الجهود الدولية لإعادة السلام والاستقرار إلى أفغانستان. ليس هناك صدام بين الحضارات».
ميدانياً، أحرق مسلحو «طالبان باكستان» في منطقة أختر آباد، صهريج وقود تابعاً للحلف الأطلسي، قبل ان يفروا على متن دراجات نارية من المنطقة، حيث احرقت عشرات الشاحنات والصهاريج خلال فترة اغلاق السلطات الحدود مع أفغانستان، بعد مقتل 3 جنود في غارة شنتها مروحية تابعة للحلف في منطقة القبائل.