[esi views ttl="1"]
رئيسية

اليمن في بؤرة الاهتمام الأوروبي (تحليل من باريس)

تضاعف التركيز الأمني والسياسي الأوروبي على اليمن، بعد اكتشاف الطردين المرسلين من صنعاء إلى الولايات المتحدة، وتحركت الدوائر المعنية لاتخاذ إجراءات حمائية من جهة، فيما يجري من جهة ثانية نقاش في الأوساط الدبلوماسية ينصب على تحليل التطورات الأمنية ودراسة أبعادها، ومدى تأثيرها في الوضع السياسي اليمني والإقليمي .

ويبدو لافتاً أن كبرى الدول الأوروبية كبريطانيا وألمانيا وفرنسا تبدي اهتماماً أمنياً استثنائياً ينصب في صورة رئيسة على أمن الطيران، بعدما كانت فرنسا سباقة إلى اتخاذ احتياطات خاصة بصدد التهديدات المحتملة من اليمن منذ منتصف الشهر الماضي، حينما تلقت باريس معلومات من الرياض تفيد بأن القاعدة تخطط لاستهداف باريس، وزاد من جدية هذه التهديدات الرسالة التي وجهها زعيم التنظيم أسامة بن لادن الأسبوع الماضي إلى فرنسا .

وتفاجأت الأوساط الفرنسية بالتهديدات من “القاعدة في جزيرة العرب” التي صارت تعرف بهذا الاسم بعد توحيد التنظيمين اليمني والسعودي مطلع 2009 تحت لواء سكرتير بن لادن السابق ناصر الوحيشي .

وأفاد خبير فرنسي في شؤون الإرهاب أن اهتمام باريس كان منصباً قبل ذلك، على تهديدات تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي الذي قام في سبتمبر/ أيلول الماضي باختطاف سبعة من الفنيين العاملين في مناجم اليورانيوم التابعة لشركة “أريفا” الفرنسية في النيجر . وقال إن باريس أخذت التهديدات من اليمن على محمل الجد بناء على معطيات محددة، وبعد تقويم دقيق للوضع الميداني، لاسيما المواجهات التي تدور منذ حوالي شهر في محافظتي أبين وشبوة .

وأكد الخبير الفرنسي أن اليمن سيبقى مصدر تهديد لأمد طويل، لعدة أسباب، الأول أن التقنية المستخدمة في الطرود الأخيرة، هي نفسها التي جرى استخدامها في محاولة اغتيال نائب وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف في أغسطس/ آب ،2009 وهي نفسها التي حاول من خلالها النيجيري عمر الفاروق تفجير طائرة الركاب الأمريكية من أمستردام إلى دترويت ليلة عيد الميلاد الماضي . وأوضح أن اكتشاف المتفجرات بوساطة أجهزة “السكانر” الموجودة في المطارات ممكن من الناحية التقنية، لكنه يستحيل في حالة كانت العبوة مزروعة داخل جسد الإنسان، وهذا ما حصل في حالة عسيري الذي استطاع تخطي الإجراءات الأمنية السعودية والوصول إلى قصر الأمير محمد وتفجير نفسه بحضوره، لكن العبوة لم تنفجر على النحو الذي كان مخططاً بسبب ارتباك عسيري، ولذلك لم يطل تأثيرها الأمير في حين قتل عسيري في الحال .

والسبب الثاني أن هناك عدداً من الأجانب من مختلف الجنسيات، سبق لهم أن قصدوا اليمن في السنوات الأخيرة لدراسة اللغة العربية، وأفادت تقارير أجهزة أمريكية وألمانية وبريطانية بأن بعض هؤلاء درس العربية في مدارس للسلفية، وأن البعض الآخر تحول إلى الإسلام، وصار يتعاطى مع الحركات الجهادية، ويضرب المثال على ذلك بمواطن أمريكي نظمته القاعدة في اليمن وجرى اعتقاله في أفغانستان .

والسبب الثالث هو عدم قدرة الأجهزة الأمنية على الإحاطة بكل أنشطة القاعدة، الأمر الذي يفسر بأن المعلومات الخاصة بالتهديدات كافة قادمة من السعودية التي قامت باختراق تنظيم القاعدة في اليمن .

إلى ذلك، تجري الدوائر الغربية المختصة تقويماً للوضع العام في اليمن، وتدرس مدى قدرة الحكم اليمني على حسم المواجهة مع القاعدة، ويسود الاعتقاد أن الوضع ليس تحت السيطرة، الأمر الذي يثير مخاوف من وتيرة المخاطر . ويرى خبير فرنسي أن الحكم اليمني لم يحقق تقدماً نوعياً في المواجهة بدليل عدم قدرة الأجهزة على كشف الطرود البريدية الأخيرة، ما يفسر أيضاً إرسال الولايات المتحدة خبراء متخصصين في مجال الإرهاب، ولجوء بعض الدول الغربية إلى إيقاف الرحلات الجوية القادمة من اليمن .

زر الذهاب إلى الأعلى