اشترط زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في تسجيل صوتي بثته قناة الجزيرة الجمعة انسحاب فرنسا من افغانستان للافراج عن رهائنها، مهددا الفرنسيين بان موقف رئيسهم نيكولا ساركوزي الرافض للانسحاب سيكلفهم غاليا "داخل فرنسا وخارجها".
وقال بن لادن في التسجيل الصوتي المنسوب اليه "ان رسالتنا لكم بالامس واليوم واحدة، وهي اي ان خروج اسراكم من ايدي اخواننا مرهون بخروج عساكركم من بلادنا".
وتساءل بن لادن "هل هذا املاء سياسي وارهاب مذموم، واخراجكم لعساكر هتلر من بلادكم بطولات وارهاب محمود. ما لكم تكيلون بمكاييل مزدوجة".
واضاف متوجها إلى الشعب الفرنسي "ان رفض رئيسكم الخروج من افغانستان هو نتيجة لتبعيته لأمريكا وهذا الرفض اشارة خضراء لقتل اسراكم فورا كي يتخلص من تداعيات قضيته، لكننا لن نفعل ذلك في الوقت الذي هو يحدده".
واعتبر ان موقف ساركوزي هذا "سيكلفه ويكلفكم غاليا على محاور شتى، داخل فرنسا وخارجها".
واضاف "لا يخفى عليكم ان حجم ديونكم وضعف ميزانياتكم في غنى عن فتح جبهات جديدة".
وفي رد سريع على رسالة بن لادن، اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان باريس "مصممة" على مواصلة مهمتها في افغانستان.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو "نحن مصممون على مواصلة عملنا في سبيل الشعب الافغاني مع حلفائنا" موضحا ان التسجيل الصوتي لزعيم شبكة القاعدة الذي بثته قناة الجزيرة القطرية الجمعة "يجري التحقق من صحته".
واضاف "ان فرنسا ملتزمة في افغانستان إلى جانب شركائها ضمن ايساف" القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن في افغانستان التابعة للاطلسي. وقال "هذه القوة المكلفة من قبل الامم المتحدة بطلب من الافغان مهمتها المساهمة في اعادة الاستقرار وارساء السلام والتنمية في افغانستان".
من جهتها قالت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال اليو-ماري ردا على اسئلة الصحافيين في سديروت بجنوب اسرائيل، ان "فرنسا تقف إلى جانب حلفائها بطلب من الامم المتحدة لمساعدة الشعب الافغاني. افكر في الرهينتين الفرنسيين في افغانستان ونحن نعمل يوميا من اجل الافراج عنهما".
ويحتجز حاليا ثمانية فرنسيين كرهائن في العالم، خمسة في الساحل واثنان في افغانستان واخر في الصومال.
واختطف الصحافيان الفرنسيان ارفيه غيسكيير وستيفان تابونييه اللذان يعملان في القناة الفرنسية الثالثة مع مرافقيهم الافغان الثلاثة في 30 كانون الاول/ديسمبر 2009 في ولاية كابيسا غرب كابول حيث ينتشر قسم من القوات الفرنسية العاملة في اطار قوة الاطلسي.
واتهمت حركة طالبان مطلع العام الحالي الحكومة الفرنسية بانها "لا تكترث" لمطالبها للافراج عن الصحافيين اللذين اتهمتهما بانهما جاسوسان، وقد سارعت باريس إلى نفي هذه الاتهامات.
وفي شريط فيديو بث في نيسان/ابريل الماضي، هدد ناشطو طالبان بقتل الصحافيين ومرافقيهما اذا لم تقنع باريس كابول وواشنطن بالافراج عن معتقلين مقابل اطلاق سراحهما.
وفي تشرين الاول/اكتوبر الماضي، وجه بن لادن في رسالة صوتية تحذيرا إلى فرنسا مطالبا اياها بسحب قواتها من افغانستان.
وقال بن لادن في هذا التسجيل ان "السبيل لحفظ امنكم هو رفع مظالمكم واهمها انسحابكم من حرب (الرئيس الاميركي السابق جورج) بوش المشؤومة في افغانستان".
الا ان الرئيس الفرنسي رد بان ان فرنسا لن تقبل "من احد ان يملي عليها سياستها، وخصوصا ليس من الارهابيين".
وتبنت القاعدة في المغرب الاسلامي قبل اكثر من ثلاثة اشهر اختطاف خمسة فرنسيين وتوغولي وملغاشي يعمل اغلبهم لدى مجموعة اريفا الفرنسية لتكنولوجيا النووي واحدهم وكيل لمجموعة البناء فينتشي في شمال النيجر.
وقتل الفرنسيان فانسان ديلوري وانطوان دو ليوكور البالغين 25 عاما في الثامن من كانون الثاني/يناير في مالي قرب الحدود مع النيجر بعد خطفهما عشية ذلك في احد مطاعم نيامي.
وتبنى خطفهما تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الذي يكثف منذ اكثر من سنة عمليات خطف فرنسيين في منطقة الساحل الافريقي.
وفي اعقاب ذلك، صرحت وزيرة الخارجية ميشال اليو ماري الاربعاء ان فرنسا تواجه "خطرا وشيكا" لخطف رعايا لها في شمال مالي.
وفي تموز/يوليو اعلن التنظيم عن قتل الفرنسي ميشال جيرمانو الذي يعمل في الحقل الانساني ويبلغ 78 عاما بعد خطفه في شمال النيجر في 19 نيسان/ابريل.