arpo37

نائب الرئيس المصري: اشتباكات ميدان التحرير وراءها مؤامرة

رفض نائب الرئيس المصري عمر سليمان أمس مطالبة الشباب المحتجين في ميدان التحرير برحيل مبارك فوراً، معتبراً إياها «نداء للفوضى»، وقال «إن الاشتباكات المستمرة بين المعارضين والموالين للرئيس مبارك منذ الأربعاء، مؤامرة لا بد من معرفة من وراءها ومعاقبة كل الضالعين في إثارة العنف والانفلات».

ووجه سليمان في مقابلة مع التلفزيون المصري دعوة إلى المحتجين لإنهاء اعتصامهم في ميدان التحرير والعودة إلى منازلهم، متعهداً بإطلاق سراح الذين تم القبض عليهم ممن لم يرتكبوا أي جريمة فوراً. وقال «إنه تم تنفيذ كل مطالبهم، واستمرارهم في الاعتصام سيعني أنهم ينفذون أجندات خارجية غير وطنية هدفها إرهاب المجتمع والإضرار بالاقتصاد في جميع القطاعات، إذ وحده قطاع السياحة خسر نحو مليار دولار من خلال خروج مليون سائح خلال 9 أيام». وأضاف «يمكن أن تكون هناك أجندات لجهات أجنبية أو للإخوان المسلمين أو لرجال أعمال يمكن أن تتشابك مع بعضها وتظهر المظهر السيئ في ميدان التحرير».

واتهم سليمان دولاً وصفها ب»الشقيقة» باتخاذ مواقف «غير شقيقة» تجاه مصر والقيام بتحريض الشباب، وقال «إن المحتجين الذين خرجوا في تظاهرات 25 يناير، كانت لهم مطالب مشروعة ومقبولة وحركتهم لم تكن تخريبية أو تدميرية، بل كانت حركة مطالب والدولة استمعت لهذه المطالب وتعمل على تلبيتها، وعليهم الآن الثقة في الدولة». وأكد أنه سيتم تنفيذ ما قاله مبارك بحذافيره؛ لأنه رجل صادق وملتزم وعندما يقول يفعل»، وأضاف «المهم هو وضع برنامج زمني للتعديلات التي اقترحها».

وأكد سليمان رفض بلاده القبول بأي تدخل أجنبي في شؤونها الداخلية قائلاً «إنه لن يسمح به». وشدد على ضرورة ألا يرحل الرئيس مبارك إلا بشكل طبيعي، حسبما تقتضيه شيم المصريين وأخلاقهم؛ وذلك من خلال انتهاء فترة رئاسته»، وقال «لا بد من وضع شروط وقيود على الراغبين في الترشح لرئاسة الجمهورية في سبتمبر المقبل حتى نصل إلى حل توافقي، ويشعر كل الناس بالاطمئنان إلى القائد الذي سيتولى الحكم خلال السنوات الست المقبلة.. اسم الشخص ليس مهماً وإنما لا بد من وضع مواصفات».

وتطرق نائب الرئيس المصري إلى أن الأعباء الملقاة على الجيش المصري ثقيلة في ضوء عدم قيامه من قبل بالمهام التي أوكلت إليه في الوقت الحالي. وأشاد بجهاز الشرطة قائلاً «إنه أبلى بلاءً حسناً في الدفاع عن الوطن، ولكن حجم الشباب وتدافعهم تجاه عناصر الشرطة اضطرهم للعودة إلى معسكراتهم»، وأضاف: «إن الشرطة قادرة على القيام بدورها وحماية شعبها، وستعود إلى ممارسة عملها، ولكنها ستحتاج إلى أشهر للوصول إلى قدراتها السابقة». كما دعا إلى إعادة السجناء الذين غادروا السجون.

وأوضح نائب الرئيس المصري أنه تم توجيه الدعوة لجماعة «الإخوان المسلمين» للمشاركة في الحوار السياسي بشأن الإصلاحات، إلا أنه قال «إنهم مترددون»، لكنهم لم يرفضوا المشاركة، ومن مصلحتهم الحوار الذي هو فرصة ثمينة لهم. وأضاف أنه يتعين الانتهاء من الحوار السياسي في غضون خمسة أيام على الأكثر للخروج بالبلاد من أزمتها الراهنة.

وأكد أنه التقى بالأحزاب كافة عدا حزبي «الوفد» و»التجمع»، مشيراً إلى إمكانية إجراء حوار معهم اليوم الجمعة أو غداً السبت. كما أوضح أنه سيلتقي أيضاً في وقتٍ لاحقٍ بعض المستقلين وشخصيات سياسية وممثلين من الشباب الذين كانوا النواة لهذا الحدث والذين ليس لديهم قيادة لاستكمال الحوار.

وقال «إن حل مجلسي الشعب والشورى سيطيل أمد التعديلات الدستورية، وإن إجراء انتخابات برلمانية جديدة سيمثل عبئاً كبيراً على الشرطة التي تراجعت قدراتها في ظل الأحداث الأخيرة». وأضاف أن مبارك قرر وفقاً لذلك تعليق جلسات مجلس الشعب إلى أن تنتهي الطعون المقدمة ضد معظم الدوائر الانتخابية.

واقترح سليمان البدء في تعديل المادة 76 و77 من الدستور لإتاحة انتخاب الرئيس في وقت سريع، وألمح إلى إمكانية تعديل المادة 88 الخاصة بالإشراف القضائي على الانتخابات بالبلاد على أن يتم النظر بعد ذلك في تعديل الدستور كله أو وضع دستور جديد للبلاد بعد أن يتولى الرئيس المقبل سدة الحكم. وقال: «سنصل من خلال الحوار مع القوى والأحزاب السياسية للتوافق مع شروط الترشح للرئاسة وقيود لهذا الترشيح حتى يطمئن الناس إلى مستقبل القائد الذي سيقود دفة الوطن»، مؤكداً مجدداً أن مبارك لن يرشح نفسه للرئاسة مجدداً، وكذلك نجله جمال.

وكان سليمان التقى ورئيس الوزراء أحمد شفيق أمس مجموعة من ممثلي ورؤساء الأحزاب المصرية المعارضة التي اتفقت على المشاركة في الحوار الوطني. وأكد شفيق أن الحوار مع القوى المعارضة والشباب ليس له سقف محدد أو شروط مسبقة ولا مانع من التحاور مع الأحزاب والجماعات كافة حتى جماعة «الإخوان»، وذلك بهدف الوصول إلى حلول ترضي جميع الأطراف. وقال حول الخطوات التنفيذية للإصلاحات السياسية والدستورية والبرلمانية: «سنبدأ بما جاء في خطاب مبارك، وملتزمون بتنفيذه، وسوف نأخذ بنتائج الحوار مع القوى المعارضة والشباب والتي بدأت اجتماعاتها».

زر الذهاب إلى الأعلى