مع هبوب رياح التغيير التي سرت وجرت مؤخراً في البلاد العربية والإسلامية ومحيط الشرق الأوسط، وما خلفته من تأثيرات وتطورات على الساحة العالمية والدولية وما شّكلته من رؤى وتوافقات وتبيانات في المواقف كان لنا هذا اللقاء مع القيادي السلفي وعضو المجلس الاستشاري بجمعية الحكمة اليمانية الخيرية الشيخ الدكتور عقيل بن محمد زيد المقطري..
* كيف تقرؤون واقع المشهد اليمني الحالي بشكل مجمل؟
- لا شك أن تركيبة الشعب اليمني معقدة للغاية تختلف كل منطقة على الأخرى من الناحية الثقافية والقبلية والحزبية، واليمنيون عاطفيون كثيرا ولا يستفيد من التجارب إلا القليل فكثير هم أولئك الذين يلدغون من الجحر مرارا وتكرار ولا يتعضون من الأحداث ولا يأخذون منها الدروس والعبر وبناء على ذلك يصعب التنبؤ وإصدار الحكم على ما يدور في اليمن بالرغم من اتفاق الجميع على وجود خلل في نظام الحكم ووجود ثلة من المتنفذين الذين يعبثون في مقدرات الشعب ويعتدون على ممتلكات المواطنين مع وجود التمايز بين فئات الشعب في قضية التوظيف وغير ذلك مع وجود الظلم والفقر وكبت الحريات والتزوير في الانتخابات وغير ذلك وما إن حدثت الثورة الشبابية في تونس ومصر وبرز نجاحهما حتى تحرك الشارع اليمني مطالبا بحقوقه فبدأت الحكومة تتحرك وتطالب بالحوار فبادرت الأحزاب بطلب ضمانات لذلك لكن لم يحصلوا فيما أعلم على أي ضمانات وكنت أتمنى أن تكون ضمن الحوار لجنة وطنية محايدة للفصل بين الحكومة والمعارضة في المسائل الشائكة.
إن هذا البطء أدى إلى احتقان الشارع ووجوم الأحزاب، وإن تصلب الحكومة والتعامل مع المتظاهرين أدى إلى تفاقم الوضع لكن من الواضح أن الطابع القبلي في اليمن يطغى ولا يمكن أن نشابه الوضع في تونس ومصر بالوضع في اليمن، فالسلاح يحمله معظم أفراد الشعب فالمخرج من الفتنة الحالة في اليمن هو تكوين حكومة إنقاذ وطنية يتفق عليها أبناء الشعب اليمني تدير شئون البلاد لمدة مؤقتة حتى تجرى انتخابات برلمانية ورئاسية نزيهة أو أن الحكومة تبدأ بخطوات إصلاحية عملية يلمسها الناس لا أن تكون الإصلاحات مجرد كلمات ووعود وحبر على ورق فكم من الوعود التي نكثت بمجرد وصول الكثيرين إلى السلطة.
* وما هو الحكم الشرعي في قضية الخروج المعاصر من خلال التظاهرات السلمية ونموذج ثورتي تونس ومصر؟
- المظاهرات السلمية والاعتصامات فيما أراه من القضايا المسكوت عنها شرعا وهو ما يطلق عليه العلماء بالمصالح المرسلة التي لا يحكم عليها بحكم كلي بل هي خاضعة للمصلحة فإن كان من ورائها مصلحة فعلت وإلا تركت يضاف إلى هذا أن المظاهرات السلمية والاعتصامات للمطالبة بالحقوق كفلها الدستور وأذن به الحاكم ومن الخطأ أن يصبح البعض ملكيين أكثر من الملك فيصدرون الفتاوى جزافا ويعتبرون ذلك خروجا على الحاكم وإهانة له فالخروج يقصد به أن تخرج جماعة ذات شوكة بالسلاح وتمتنع من طاعة الحاكم المسلم الذي ينطلق من تحكيم الشريعة مما يطلب منها شرعا كأداء الزكاة على سبيل المثال فهذا هو الخروج.
* وماذا عن إزهاق الأرواح وقتل الأنفس لاسترداد الحقوق والدفاع عن الدين، وانتزاع حقوق الأمة المغتصبة؟
- يحرم إراقة دم المسلم شرعا كما قال عليه الصلاة والسلام (لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث النفس بالنفس والثيب الزاني والتارك لدينه المفارق للجماعة) فإراقة الدماء وقتل النفس خلال هذه المظاهرات من المحرمات شرعا.. هذه المظاهرات السلمية خرجت تطالب بحقوقها وأعتقد أن هذا من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: (سيد الشهداء حمزة ورجل قام لأمير ظالم فأمره ونهاه فقتله) فنحتسب أولئك القتلى في الشهداء.
* شهدت الساحة اليمنية في الآونة الأخيرة ظهوراً وبروزاً ملفتاً للسلفيين بعد مخاض عسير بسبب الخلافات الداخلية للبيت السلفي عانت منه جميع فصائلهم ومؤسساتهم منذ زمن. إلى ما ترجع ذلك؟ وهل بالفعل يعود ذلك إلى حدوث تطور فكري وسياسي للحركة دفعها للأمام أفقياً، أم أن ذلك يرجع إلى تبني الدولة وسياستها وحاجتها لذلك وفق ما أشيع في وسائل الإعلام؟
- ليس صحيحا أن الدولة تستخدم وتحرك السلفيين، نعم لا أنكر أنها تستخدم بعض الفصائل بل هم يتطوعون بأنفسهم لخدمة النظام نتيجة جهلهم بالواقع المعيش وجمودهم على فكر من سبقهم على حد قول القائل (عنزة ولو طارت) لكن الذي حدث بعد مخاض عسر واختلافات واختلالات داخل الصف السلفي أدت إلى بروز هذه الفصائل السلفية المتعددة والتي لا تزال إلى يومنا هذا غير متحدة ولم تشكل لنفسها رابطة تربطها وتتمحور حول القضايا المتفق عليها لكنه وبلا شك قد حدث تحول فكري ونضوج في مسارات شتى منها المسار السياسي فصارت تؤمن بالعمل السياسي بل وأصبحت فكرة إقامة حزب سياسي قيد الدراسة عند بعض الفصائل السلفية والذي اعتقده أنه قد حدث تحول ونضوج نوعي في فكر أغلب الفصائل السلفية ومع مرور الأيام وتلاحق الأحداث يمكن أن يكتمل النضوج.
* لكن يتهم السلفيون بإصدار الفتاوى المضادة والسياسية لصالح الحكّام وتدعيم استبدادهم وظلم الأمة والشعوب فماردكم؟
- من الظلم أن يتهم العلماء بأنهم يصدرون الفتاوى التي تخدم النظام وهذه التهم نسمعها من الموغلين في الحزبية من الإسلاميين أو من العلمانيين والقوميين واللبراليين وكان مقتضى العدل أن يوصف هذا الفصيل حتى يعرف لا أن تعمم التهمة على جميع السلفيين، ذلك لأن أكثر فصائل الدعوة السلفية تعلم فساد النظام ولعلكم اطلعتم على البيان الختامي للملتقى السلفي والذي تطابق تماما مع فتاوى علماء اليمن فهذه تهم باطلة، نعم يمكن أن ينطبق ذلك على تلك الفصائل التي جندت نفسها للدفاع عن النظام وهم يعملون أن النظام فيه فساد كبير.
* وما هو الموقف السلفي الحق من التداعيات الجارية والأحداث التي تشهدها بلدان العالم العربي والإسلامي من المحيط إلى الخليج؟
- موقف الفصائل السلفية أن ما يحدث في العالم الإسلامي إنما هو ناتج عن تنحية الشريعة الإسلامية وإن خروج الشعوب السلمي للمطالبة بحقوقها خروج مشروع كفلته الدساتير رأينا ثمار ذلك بأعيننا وأن هذه إرهاصات لتغيير كبير في المنطقة لكن المسألة تحتاج إلى وقت.
* العمل السلفي، والجماعة السلفية في اليمن إلى أين تتوجه بهم مسارات العمل والدعوة في ظل الحصار والحرب التي أطبقت على مؤسساتهم؟ هل نعيش حضورا مشهودا أم تصفية لما تبقى خصوصاً في الوصول إلى مرحلة حصر العمل في الجانب الإغاثي؟
- العمل السلفي يرتقي يوما بعد آخر ومهما حاول أولئك من تجفيف المنابع فلن يستطيعوا بإذن الله وتلاحظ أن العمل السلفي يحقق مكتسبات جديدة ما بين فترة وأخرى والأعمال تتنوع وليس صحيحا أن العمل السلفي صار محصورا في الأعمال الإغاثية صحيح أن هناك تراجعا ملحوظا في الجانب الدعوي لكن هذا الأمر شمل كل الجماعات الدعوية بدون استثناء نأمل أن يركز الجميع على هذا المجال فهو في غاية الأهمية وسترى حضورا واضحا في الأيام القادمة بإذن الله.
* في ظل قتامة الأوضاع التي تعيشها الأمة والشعوب العربية الإسلامية هل ترون التأكيد على شرعية التظاهرات السلمية أو تحريمها وفقاً لعلماء البلاط أو السلطان كما تناقلت وسائل الإعلام؟
- من وجهة نظري أن المظاهرات السلمية خاضعة للمصلحة فهي مما سكت عنها الشرع فإن كان فيها مصلحة راجحة فعلت وإلا فتترك. ومن الضوابط الشرعية للمظاهرات والاعتصامات: عدم الاختلاط بالنساء وتجنب الإفساد من سفك الدماء أو تدمير الممتلكات المعصومة وشرعية المطالب والهتافات وغير ذلك من الضوابط وأن لا تؤدِّي إلى منكرات أكبر مما تنهى عنه.
* من خلال العودة إلى التاريخ والوقوف مع صفحاته نجد أن العلماء هم طليعة الأمة والركيزة المهمة في قيادها والدفاع عن حقوقها وكرامتها فكيف غاب، ويغّيب العلماء في وقتنا الحالي، وكيف تعزو بُعدهم عن نصرة قضايا الأمة وتولي قيادتها؟
- لم يغب العلماء أبدا بل هم في تدارس دائم للأوضاع لكن التأخر أحيانا قد يكون من السياسة الشرعية حتى تتجلى الأمور أكثر فتنطلق كلمة العلماء من خلال معرفة الواقع وملابساته بدون خلل في إصدار الفتيا وها هي البيانات والمقترحات للحلول التي يرى العلماء أنها كفيلة بإخراج البلاد من هذه الفتن تظهر اليوم على الشاشات والصحف والمواقع الإلكترونية.
* بيانات العلماء ضرورة ومحاذير وقفت على مقالة لأحد المشايخ نشرتها المنتدى قبل سنوات، فهل هذا يكفي للقيام بواجبهم تجاه الأمة أم يلزمهم اتخاذ مواقف وأفعال في الواقع أكثر من الفتوى والبيان وغير ذلك؟
- الواجب أن يكون للعلماء دور أكبر من قضية البيان لكن ذلك يكون في حدود الإمكان ومعرفة المصلحة من المفسدة في اتخاذ تلك المواقف ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
* حول مفهوم طاعة الحكّام «ولي الأمر» من قبل الأمة ثمة تغييب ومغالاة ونكير لهذا المبدأ والمعطى فما هو الموقف الشرعي الصحيح ولوازم طاعة الأمة للحاكم وعقد العلاقة بينهما؟
- الطاعة تكون بالمعروف وولي الأمر بينه وبين شعبه عقد يجب عليه أن يوفي به فإذا أخل بهذا العقد -فبحسب القوانين والتشريعات التي تنظم ذلك والتي بمقتضاها تم ذلك- ينفسخ العقد وتسقط شرعيته وتبقى قضية تنحيته خاضعة للمصلحة والمفسدة ولا يصح لأحد أن يقول: بل يبقى طيلة عمره.
* وكيف يمكننا التوفيق بين حديثي النبي صلى الله عليه وسلم «سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله»، وحديث «أطع واسمع الأمير وإن جلد ظهرك وأخذ مالك»؟
- ليس المقصود من رجل قام إلى سلطان جائر أن يقوم له في قصره فذلك من أمحل المحال ومن قال بهذا الفهم فليراجع عقله لكن يمكن أن يفعل ذلك عبر الوسائل المتاحة والتي تصل إلى ذلك الحاكم بالصحف والمواقع والمظاهرات السلمية وغير ذلك وكل هذا داخل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإلا فكيف يعده النبي صلى الله عليه وسلم من الشهداء؟ وأما حديث «أطع واسمع الأمير وإن جلد ظهرك وأخذ مالك. الخ فهو في صحيح مسلم لكن هذا ينطبق على الحاكم الذي أصل حكمه بالشريعة ومنطلقه من الشريعة الإسلامية فإن ظلم شخصا فعليه بالصبر لكن هل هذا ينطبق على حكام اليوم الذين يزورون الانتخابات بكافة أشكالها وأحدثوا من المخالفات ما أسقط شرعيتهم ونقضوا عهودهم التي قطعوها لشعوبهم ثم إن الشعوب غير راضية بهم والدليل على هذا هذه الملايين التي تخرج وتهتف برحيل تلك الأنظمة.
* وما هي رؤية السلفيين الإصلاحية لمعالجة أوضاع الأمة الراهنة وفي بلادنا اليمن على وجه الخصوص؟
- الرؤية هي أن تحكم الشريعة الإسلامية التي ترسي دعائم العدل والحرية وأما في بلدنا الحبيب فأرى أن يبادر لحوار وطني جاد بين السلطة والمعارضة وتشكل لجنة تحكيم محايدة من العلماء والمصلحين والحكماء والغيورين على هذا البلد بعد إيجاد الضمانات الكافية من قبل الدولة والبدء بخطوات جادة ملموسة نحو الإصلاح ومحاسبة الفاسدين والمفسدين وإعادة المال العام المنهوب من قبل المتنفذين واللصوص وتقام عليهم أحكام الشرع وينظر في المطالب الشعبية ومن ثم توجد الضمانات اللازمة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة وتلغى مسألة التعديلات الدستورية والتوريث.. إلخ.
* لماذا لا يزال غائباً عن الذهنية السلفية الانطلاقة في فضاء الفكر والسياسة والاقتصاد والثقافة والإعلام وجمودها والمراوحة في مساحات عملية أعطيت أكثر من حجمها وزيادة؟
- هذا ناتج عن تراكمات قديمة انبنت على تحريم الدخول في الجامعات وتحريم التعليم في مدارس الحكومة والاكتفاء بالدراسة في المراكز العلمية التي يديرها المشايخ.. إلخ.
ولكن نؤكد أن الفكر السلفي انعتق عن مثل هذه الأفكار وإن كان لا يزال البعض على نفس هذا الفكر فالفكر السلفي المستنير إن صح التعبير قد بدأ الانطلاق في هذه الميادين لإدراكه بأهمية العلوم الدنيوية فهناك تخصصات ظهرت في الآونة المتأخرة وهناك شباب كثر قيد الدراسة في تخصصات شتى سياسية واقتصادية وإعلامية وسترى بإذن الله في الأعوام القليلة القادمة ما تسر به.
* وما هي معالم التغيير لدى الحركة السلفية في كل الجوانب الحياتية التي يحتاجها الإنسان وفق المتغيرات للواقع والعصر؟
- التغيير في المنظور السلفي يبدأ من إصلاح معتقدات الناس بمعانيها وأركانها فذلك هو الركيزة الهامة يلي ذلك إيجاد الطائفة الراشدة التي تحمل الفكر والتخصصات العلمية الدقيقة التي يمكن بواسطتها إدارة كثير من المصالح في الدولة ثم الانطلاق من الشمولية الإسلامية التي لا تغفل جانبا عن جانب يلي ذلك التوعية الفكرية لعامة الناس وإيجاد الرأي العام الذي يتبنى الفكر السلفي المستنير يلي ذلك المشاركة في النقابات الطلابية والمهنية والعمل السياسي.
* ترى ما هو جديد الحركة السلفية في بلادنا، وهل يزمعون تشكيل أنفسهم في حزب سياسي وما هي مستجدات مخاض الفكر السلفي من واقع وقضايا العصر؟
- تشكيل حزب سياسي صار فكرة تراود بعض الفصائل السلفية ولعلنا نرى في السنوات القادمة تشكيل حزب سياسي وبعض الفصائل يراودها فكرة إنشاء رابطة فحسب هكذا أيضا صارت قضية المشاركة السياسية متبلورة عند بعض الفصائل وستشارك بعض الفصائل السلفية في الانتخابات القادمة فيما أعلم وهذه خطوة جيدة وأمر مستجد.
* واقع الخطاب الإسلامي والدعوي يشهد صعوداً وتأرجحاً وغياباً في بعض أحواله، ترى ما هي عوامل وبواعث هذه المفردات؟
- هناك فعلا تأرجح في هذه المفردات ليس عند السلفيين ولكنها ظاهرة عامة وإن كانت عند السلفيين بارزة بشكل واضح وهذا يرجع إلى تذبذب الأولويات وتراكم الأعمال على الرموز والمركزية المفرطة أحيانا وضعف التدريب والتأهيل الإداري الذي من خلاله توزع الأعمال وتجعلها متوازنة لكن ثم انفراج في هذه الآونة وتغيير للشخصيات وتبادل الدوار وتوزيع المهام.
* كيف تقيمون مسيرة وواقع العمل الإسلامي في اليمن، وتوجيهكم للعاملين في السلك الدعوي والخيري؟
- أرى أن مسيرة العمل اتجهت في الآونة الأخيرة للعمل السياسي وتركت التربية التي لا تقل أهمية عن العمل السياسي ولذلك رأينا التخلي عن كثير من الأحكام الشرعية بل ظهر من يتندر ببعض الأحكام الشرعية أو يصادمها لكن العمل الإسلامي تمكن من إنجاز مكتسبات كثيرة وتمكن من إيجاد كوادر مختلفة وتخصصات نوعية قادرة على إدارة دولة بأكملها وبالمقابل فبعض فصائل العمل الإسلامي لا تزال متأخرة جدا والبعض الآخر سائر في الطريق وسيصل بإذن الله.
وأما توجيهاتي للجميع فإني آمل أن يهتم بالجانب العلمي والدعوي وأن يسير العمل في توازن تام حتى يؤتي أكله بإذن الله.
* رسائلك التي تبعثها لكل من: العلماء، الحاكم والمعارضة، الشعب اليمني عامة، أبناء الجنوب الحبيب، الإسلاميين والسلفيين خصوصا، غير هؤلاء؟
- رسالتي للعلماء أن يقوموا بدورهم المنشود فالأمة تحتاج إلى من يقودها ويوجهها وأن يشكلوا لأنفسهم هيئة شعبية مستقلة.
وأما رسالتي للحكومة أن تبدأ بحوار جاد وأن تبدأ بخطوات إصلاحية عملية وأن تصغي لمطالب الشعب وأن تحاسب الفاسدين والمفسدين وأن توجد الضمانات الكاملة التي تطالب بها المعارضة والتي فيها مصلحة للوطن وتخرج البلاد من المأزق الراهن.
ورسالتي للمعارضة أن تغلب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية وأن تجلس إلى طاولة المفاوضات في حال إيجاد الضمانات اللازمة لإخراج البلاد من الفتنة القائمة.
ورسالتي للشعب اليمني أن يعلم أنه لحمة واحدة سواء كان مع الحزب الحاكم أو مع أحزاب المعارضة فلا يجوز أن يقتل بعضه بعضا ولا يجوز له أن يظهر بمثل هذا المظهر غير الحضاري ولا يصغي لمن يدفعه للقتل وإراقة الدماء.
وأما إخواننا في المحافظات الجنوبية فأطلب منهم أن يمحوا من أذهانهم قضية الانفصال وألا يصغوا لقادة الحراك المحركين من الخارج لغرض تشطير اليمن من جديد. نعم لهم مطالب نحن معهم فيها كما أن لجميع الشعب مطالب وسوف يحصلون على مطالبهم بإذن الله عاجلا أو آجلا.
وأما رسالتي للإسلاميين فآمل أن يبدؤوا بالحوار الجاد في مسائل الخلاف والتعاون فيما بينهم في القضايا المتفق عليها وأن يشكلوا الائتلافات التي تكسبهم القوة أمام العلمانيين والليبراليين.
وأما رسالتي للسلفيين فأقول لهم آن الأوان للاجتماع، آن الأوان للانتقال إلى خندق آخر، آن الأوان لإيجاد التخصصات النوعية، آن الأوان للتوازن في الأعمال.