دعا وزير الأوقاف والإرشاد السابق القاضي حمود الهتار والذي قدم استقالته من الحكومة نائب الرئيس السابق علي سالم البيض إلى العودة إلى اليمن للمشاركة في النضال السلمي لتغيير علي عبدالله صالح.
وقال حمود الهتار في رسالة إلى البيض حصل "نشوان نيوز" على نسخة منها إن الشعب قد اختار "طريقا سلميا لتصحيح مسار الوحدة وإصلاح الأوضاع ومعالجة الاختلالات وتغيير النظام، من خلال ساحات الحرية والتغيير التي جمعت الملايين من أبناء اليمن المشاركين في التظاهرات والمسيرات والاعتصامات السلمية التي عمت أرجاء الوطن، ضاربين أروع الأمثلة في تجسيد الوحدة الوطنية، متجاوزين العصبيات المناطقية والمذهبية والقبلية والحزبية والسلالية، ومقدمين عشرات الشهداء ومئات الجرحى من أجل يمن ينعم بالحرية والعدالة والمساواة، وهو ما كنت تدعو إليه وتتمنى تحقيقه.:
وأضاف: لذلك، فإننا نناشدك الله أن تتذكر القربى وأن تستجيب لما يلي.. "التراجع عن مطالب "فك الارتباط" واستقلال جنوب اليمن، والعودة إلى خطابكم الوحدوي المعروف لدى عامة شعبكم، وإيقاف الدعوات والشعارات الانفصالية. العودة إلى أرض الوطن للمشاركة في حركة التغيير السلمية التي بدأ الشباب مسيرتها"..
فيما يلي نشوان نيوز ينشر نص رسالة القاضي حمود الهتار إلى الأستاذ علي سالم البيض:
نرجو التكرم بالنشر مع خالص المودة
دعوة الأستاذ علي سالم البيض لمراجعة موقفه .
الأخ الأستاذ/ علي سالم البيض
نائب رئيس الجمهورية اليمنية السابق المحترم
بعد التحية؛
فقد وحد الله اليمن أرضاً وإنساناً ولغةً وديناً وتاريخاً وثقافة، وكان التشطير في النظامين
حتى جاء يوم الـ22 من مايو 1990 فوُحِّد النظامان بفضل الله ثم بجهود المخلصين من أبناء اليمن الذين كان لهم شرف الدعوة إلى إعادة وحدة النظامين، والإسهام في تحقيقها.. وأنتم على رأس أولئك المخلصين الذين كان لهم هذا الشرف، ودخلتم التاريخ من أوسع أبوابه بما قدمتم من تنازلات من أجل تحقيقه، وقبلتم بموقع الرجل الثاني في السلطة بدلا عن الموقع الأول، وزادتكم تلك التنازلات رفعة عند الله وعند أبناء شعبنا اليمني.
ومازال اليمنيون يحتفظون لكم بهذا الصنيع رغم ما حدث في عام 94، ويتذكرون دائماً خطابكم الشهير، وهو أول خطاب لكم بعد قيام الوحدة، في ميدان السبعين بصنعاء، واقتباسكم بيتاً من قصيدة للبحتري:
إذا احتربتْ يوماً وسالتْ دماؤها .. تذكّرتِ القُربى فسالتْ دموعها
وأجد نفسي مضطراً لتذكير فخامتكم بهذا البيت مرة أخرى، إن كان قد غاب عن بالكم.
وأستسمحكم بما بيني وبينكم من مودة سابقة في توجيه عتاب على ما تكرر على لسانكم، عبر وسائل الإعلام، آخرها قناة الحرة يوم 30 مارس 2011، من مطالبة بفك الارتباط ورفضكم لأي حوار لا يقوم على أساس استقلال جنوب الوطن سواء في عهد الرئيس الصالح أو من يليه . مع أنكم تعلمون بان الوحدة راسخة بعد الاستفتاء عليها وعلى الدستور في عام 1991م وإجراء دورات انتخابية عدة برلمانية ومحلية ورئاسية ..
وأطلب منكم مراجعة هذا الموقف، والحفاظ على تاريخكم المشرق في صنع الوحدة، والوفاء لدماء رفاقكم شهداء الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر، ومراعاة مشاعر شعبكم نحو الوحدة التي يراها قدرا ومصيرا، رغم ما صاحب مسيرتها من أخطاء بقصد أو دون قصد، من هذا الفريق أو ذاك.
وقد اختار الشعب طريقا سلميا لتصحيح مسار الوحدة وإصلاح الأوضاع ومعالجة الاختلالات وتغيير النظام، من خلال ساحات الحرية والتغيير التي جمعت الملايين من أبناء اليمن المشاركين في التظاهرات والمسيرات والاعتصامات السلمية التي عمت أرجاء الوطن، ضاربين أروع الأمثلة في تجسيد الوحدة الوطنية، متجاوزين العصبيات المناطقية والمذهبية والقبلية والحزبية والسلالية، ومقدمين عشرات الشهداء ومئات الجرحى من أجل يمن ينعم بالحرية والعدالة والمساواة، وهو ما كنت تدعو إليه وتتمنى تحقيقه.
لذلك، فإننا نناشدك الله أن تتذكر القربى وأن تستجيب لما يلي:
- التراجع عن مطالب "فك الارتباط" واستقلال جنوب اليمن، والعودة إلى خطابكم الوحدوي المعروف لدى عامة شعبكم، وإيقاف الدعوات والشعارات الانفصالية.
- العودة إلى أرض الوطن للمشاركة في حركة التغيير السلمية التي بدأ الشباب مسيرتها،
فقد آن الأوان أن يتسلموا راية الثورة والجمهورية والوحدة. وعلينا الوقوف معهم، حتى تتحقق آمال وطموحات شعبنا.
وأملي فيكم كبير.. وتقبلوا تحياتي،،،
القاضي حمود بن عبد الحميد الهتار
صنعاء 1 إبريل 2011