arpo28

لماذا لم يطالب اليمن بتسليم جثة المواطن أسامة بن لادن؟

بعيدا عن صوابية أو خطأ النهج الذي اتبعه المواطن اليمني أسامة بن لادن، وبعيدا عن الثورة التي يشهدها اليمن هذه الأيام والتي تطالب برحيل الرئيس صالح ونظامه، وبعيدا عن التحالف اليمني الأمريكي المزعوم ضد الارهاب، وبعيدا عن معاذير أمريكا في التخلص من جثته.. ألم يكن حريا باليمن أن يطالب ولو مجرد مطالبة، بجثمان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.. إنها دول لا تحترم نفسها ولا هويتها ولا شعوبها.

لو أن على رأس السلطة في اليمن نظاما يحترم نفسه ويعرف أدنى الحقوق البروتوكولية لشعبه ومواطنيه التي تقرها كل القوانين الأممية، لقام ولو من قبيل المحاولة بمطالبة الولايات المتحدة الأمريكية بتسليم جثة بن لادن للجمهورية اليمنية باعتبارها بلده الوحيد بعد أن قامت المملكة العربية السعودية بنزع الجنسية السعودية منه.

هناك فروق واضحة بين التحالف ضد الارهاب العالمي وبين أدنى مفردات العمل السيادي الذي يحفظ اسم الدولة ويقيم لها وزنا بين الشعوب.. وأمريكا مثلا تعي جيدا هذه الفروق، ولهذا كانت ستقع في مأزق أخلاقي وقانوني حقيقي حال قيام اليمن بالمطالبة بتسليمه جثة بن لادن ولكانت حاولت بشتى السبل إرضاء الحكومة للتنازل عن طلبها، وتعويضها إن هي وافقت على التعويض، ولكان العالم أجمع تناقل باحترام وإكبار الخبر الشجاع، والقانوني في نفس الوقت، من أن صنعاء تطالب واشنطن بتسليم جثة مواطنها الحضرمي الذي دوخ الولايات المتحدة لأكثر من عقد من الزمن.

يوما عن يوم تثبت الجماعة المسيطرة على نظام الحكم في صنعاء أن الانسان اليمني وكرامته وسمعته هي آخر شيء يطرأ على بالها.. ولهذا تتدهور قيمة اليمني في العالم أجمع وينزع من بين اليمنيين بين حين واخر من يخرج من حصاره الوطني بارتكاب المجازفات واقتحام المجهول.

ان عدم تفكير سلطة صنعاء ولو مجرد تفكير بالمطالبة بجثة بن لادن هو دليل كبير على أنها سلطة لا تعرف من العلاقات الدولية سوى اسلوب المساعدات والقروض وصفقات الغاز المشبوهة، ولا عزاء للعلَم ولا للنشيد.

زر الذهاب إلى الأعلى