رئيسية

مناظرة بين خبيرين عسكريين عراقيين حول حقيقة حادث الرئاسة اليمني وفرضية التورط الأميركي فيه

كتب د. خيرالله محمد ساجر الدليمي الخبير العراقي في شؤون حرب العصابات مقالا تحليليا حول حقيقة السلاح المستعمل في محاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس علي عبدالله صالح وأركان نظامه في مسجد تابع لمجمع الرئاسة 3 يونيو الحالي معتمدا على ملاحظات قام بالرد عليها عطية مرجان ابو زر المدرب العراقي السابق في مدرسة الحرس الجمهوري اليمني بصنعاء.

ونشر الدليمي مقاله في موقع صوت العراق المقرب من رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي ورجح فيه فرضية تورط أميركا في محاولة الاغتيال الفاشلة، بالتزامن مع موقع دنيا الوطن، وفي موقع دنيا الوطن نشر أبو زر مقاله الذي يفند فيه اطروحة الدليمي. فيما يلي يعيد نشوان نيوز نشر المقالين:

تكنولوجيا متطورة استخدمت في محاولة اغتيال الرئيس اليمني علي عبدالله صالح
بقلم: د/ خيرالله محمد ساجر الدليمي
صوت العراق - 09-06-2011

لفت انتباهي تلك الصور التي بثت عبر وسائل الأعلام المتعددة للمجزرة الرهيبة التي حصلت داخل المسجد الرئاسي اليمني الذي يقع ضمن تجمع مبنى القصر الجمهوري اليمني، لقد حملت بين طياتها حجم الدمار الكبير الذي تعرض لهً المسجد الرئاسي اليمني، من خسائر بشرية ومادية ناهيك عن انتهاك حرمت بيوت الله وهيبة الدولة اليمنية، في الجمعة الأولى من شهر حزيران، عندما كان المصلين وفي مقدمتهم الزعيم اليمني علي عبدالله صالح والكثير من أركان حكمة يؤدون صلات الجمعة، بينما كان المصلين في منتصف صلاتهم عاكفين ساجدين يتذرعون لله، تعرض المسجد الرئاسي اليمني لضربة صاروخية غادرة مغموسة بطابع الحقد والهمجية، لولا لطف من الله سبحانه وتعالي لقتل على الفور كل من كان داخل المسجد المذكور، لم تكن الضربة بفعل حزام ناسف أو من جراء عبوة موقوتة تكون قد دست مسبقا في مكان خفي داخل المسجد المشار إليه مثلما يتوقع البعض، لأن الحقائق العددية تنفي مثل هكذا تصور، ولا يمكن لأياً كان من البارعين في علم رمي المقذوفات التقليدية الغير مباشرة أن يصيب الهدف المراد ضربة من خلال المقذوف الأول، أن الفتحتين التي قد خلفتها الضربة في جدار المسجد تؤكد على أنمها قذيفتين خفيفتين نسبيا ينحصر عيارهما ما بين 122 و 155 ملم، لكنهما من الطراز الذكي الذي يطلق من بعد ويسير تحت السيطرة من أجل أصابت نقطة محددة بعينها قد لا تتجاوز مساحتها المتر المربع الواحد.
أن الفتحتين اللتين أحدثتهما المقذوفات في جدار المسجد الرئاسي اليمني، تجعلني الغي من نمط تفكيري أن يكون الحادث من جراء عبوة ناسفة أو حزام ناسف، بما أن القصر الجمهوري وجميع ملحقاته محاط بسياج حماية يمنع وصول القذائف ذات الرمي المباشر من الوصول إلى أهدافها المنتخبة. ناهيك عن الحلقات الأمنية البشرية المحيطة بالقصر الرئاسي حتى ذلك الأفق البعيد.
تقديري الشخصي لسيناريو الضربة، أن مخابرات وجهد دولة بحجم الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال قد تقف وراء محاولة اغتيال الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، للقدرات الفنية العالية التي تتمتع بها تلك الدول، أنها لقادرة على تسير مقذوفات صاروخية مسيطر على تفاصل حركة مسار طيرانها بواسطة الأقمار الصناعية لأصابت الهدف المحدد من دون وجود أي احتمال لحصول خطأ في سياق محطات مسار تلك المقذوفات، من هنا أقول أنهُ لا بد من جهد استخباراتي كبير قد بذل لتحديد تفاصيل تحركات السيد علي عبدالله صالح على مدار 24 ساعة متواصلة، ولا بد من جهد استخباراتي أخر يتعلق بالتفاصيل الدقيقة لكل ما يتعلق بالمسجد الرئاسي من إحداثيات طبوغرافية ومعرفة المساحة الكلية للمسجد وصلابة الكتلة الخرسانية والمكان الذي سيشغله المصلين، بات معروف مسبقاً للقاصي والداني بأن الزعماء المسلمين عندما يرتادون المساجد لا بد من وجود مكان شاغر يعد لهم سلفا في الصف الأول وخلف الأمام مباشرتا وذلك يعود لاعتبارات دنية ودنيوية، وفق هذا المعطيات تم توجيه ضربة محكمة للمسجد الرئاسي، تمكن فاعليها من رمي قذيفتين مسيطر عليهما عبر القمر الصناعي من غرفة عمليات خاصة بذلك، حيث تم أنزال تلك المقذوفات على الصف الأول من المصلين، هنا نجد تفاوت ما بين حجم الإصابات التي فتكت بأجساد المصلين، حيث نجد أكثر الناجين هم من كانوا يصلون في الصفوف الخلفية.
أن حجم الإصابات وفعل التدمير الذي قد حصل داخل المسجد الرئاسي، كان يؤكد على أن نوع المتفجرات المستخدم في تلك المقذوفات كان من النوع الأكثر فاعلية من متفجرات (T N T) لأن نسبت المصابين في حروق نجدهم أكثر من نسبت الذين أصيبوا بفعل الشظايا المعدنية، وخير مثال على ذلك هو حجم ونوع الإصابات التي تعرض لها الرئيس علي عبدالله صالح، تقول التقارير الطبية أن ما نسبته 40% من مجمل مساحة جسد الرئيس علي عبدالله صالح أصيبت بحروق متفاوتة في خطورتها، وحصول تهتك كبير في أنسجة جسده ورئته اليسرى، ذلك كله ناتج من جراء فعل موجة الانفجار ( العصف الحراري)
أن البعد السياسي لمثل هكذا عمل كبير، أقول انهُ مرتبط بتداعيات ما هو حاصل في اليمن من أحداث كبيرة، فقط أقول لا عربان الخليج ولا اليمنيين بشقيهما (السلطة والمعارضة) أنهما غير قادرين على أدارت هكذا مستوى عملياتي متقدم.
الكاتب خبير في شؤون حرب العصابات.
[email protected]

ردا على د. خيرالله محمد ساجر الدليمي الذي كتب (تكنولوجيا متطورة استخدمت في محاولة اغتيال الرئيس اليمني علي عبدالله صالح)
بقلم: عطية مرجان ابو زر
مدرب سابق في مدرسة الحرس الجمهوري -صنعاء
دنيا الوطن 2011-06-11

ظننت وأنا أطالع المقالة المنشورة للمذكور على صفحات دنيا الوطن الغراء لتاريخ 9/6/2022م أنني أقرأ تحليلا عسكريا لخبير في تكنولوجيا الأسلحة الذكية Smart weapons technology وفوجئت في آخر المقال بعبارة (الكاتب خبير في شؤون حرب العصابات(. ولم أجد تلك العلاقة العلمية العسكرية بين الحديث عن صواريخ ذكية مدارة من غرفة عمليات أمريكية ولم أجد حديثا عن تصنيع متفجرات النتروجلسرين ومتفجرات أزيد الرصاص أو مواد كيماوية تستخدم في أسلحة حرب العصابات ...ولم أجد أي علاقة بين خبرة الكاتب والموضوع الذي خاض فيه , فكان من حقي الرد للتوضيح احتراما لعقل قراء دنيا الوطن الذين احترمهم جميعا.

من الواضح أن الكاتب قد وضع هدفا مسبقا لمقالته أو أنه وضع عنوانا مسبقا كمثل ( ليس لثوار اليمن أن يصلوا للرئيس صالح) أو ( ان لم تقتل أمريكا الرئيس صالح فلن يمت) عنوان من هذا القبيل وضعه الكاتب وأخذ يدور حوله للوصول إلى غايته, وفي ذلك استهتار بعقل القارئ أو لعله استذكاء , والحق يقول أن المقالة سياسية تضليلية لا علمية عسكرية , سيجها الكاتب بفكرة الرعب الماثلة في أفلام أكشن الكابوي الأمريكي, وجللها بنظرية المؤامرة , ثم عظم وفخم سيادة الزعيم علنا واستبعد ضمنيا وجود ثوره أو ضباط أحرار في الحرس الرئاسي .

يقول الكاتب (لفت انتباهي تلك الصور التي بثت عبر وسائل الأعلام ) وعليه فقط كانت مرجعيات الخبير مجرد صورا لا ميدان جريمة وقرائن , إذ ليس من قدرات الخبراء أن يتخذوا من الصور الإعلامية المجزأة قرائن ومواد للتحليل وكذلك لا يعتمد ذلك أي من الجنائيين على الإطلاق باستثناء الصور الملتقطة من قبل مصورين جنائيين مختصين ...

كذلك جزم الخبير قائلا ( لم تكن الضربة بفعل حزام ناسف أو من جراء عبوة موقوتة ) مبررا ذلك بخبرته في حرب العصابات قائلا( لأن الحقائق العددية تنفي مثل هكذا تصور، ولا يمكن لأياً كان من البارعين في علم رمي المقذوفات التقليدية الغير مباشرة أن يصيب الهدف المراد ضربة من خلال المقذوف الأول، أن الفتحتين التي قد خلفتها الضربة في جدار المسجد تؤكد على أنمها قذيفتين خفيفتين نسبيا ينحصر عيارهما ما بين 122 و 155 ملم، لكنهما من الطراز الذكي الذي يطلق من بعد ويسير تحت السيطرة من أجل أصابت نقطة محددة بعينها قد لا تتجاوز مساحتها المتر المربع الواحد) إلى هنا كان تبرير الكاتب لنفيه كون العبوة موقوتة وتأكيده على كونها قذيفتين صاروخيتين.....

وفي فقرة أخرى غالط الكاتب كل ما قاله إذ قال:)أن القصر الجمهوري وجميع ملحقاته محاط بسياج حماية يمنع وصول القذائف ذات الرمي المباشر من الوصول إلى أهدافها المنتخبة.)

وبالتدقيق في المقالة فان كل ما وجدناه هو تقديرات شخصية ووصف قصصي أدبي بغرض سياسي يؤكده قوله:
( أن البعد السياسي لمثل هكذا عمل كبير، أقول انهُ مرتبط بتداعيات ما هو حاصل في اليمن من أحداث كبيرة، فقط أقول لا عربان الخليج ولا اليمنيين بشقيهما (السلطة والمعارضة) أنهما غير قادرين على أدارت هكذا مستوى عملياتي متقدم.)

وهنا يعترف الكاتب بكل احترام بالغرض الحاصل من مجمل مقالته, ولتصحيح معلومات الكاتب الخبير واحتراما لعقل القارئ الكريم اذكر الحقائق التالية:

1. القذائف التي من عيار 122 ملم و 152 ملم قذائف تحقق نسبة عالية من الأضرار damage ضد الدبابات وناقلات الجنود المدرعة, ولا تطلق على الجدران لأنها تحتاج للاصطدام بجداريات حديدية فولاذية لا جدران لبنية حجرية, وهذا النوع من القذائف يسمى قذائف HE ضد الأهداف المدرعة, وتطلقها مدافع الهاوتزر ولا يطلق هذا النوع من طائرات إذ لم يوضح لنا الأخ الخبير عن تقديره لمصدر الإطلاق أكان من غرفة عمليات في واشنطن أو غرفة عمليات في صنعاء ( فان كان من واشنطن فالأمر محال, أما إن كان من صنعاء ففي الأمر إشارة لوجود عسكري أمريكي داخل صنعاء لم يحدثنا عنه الكاتب, وفي كل الأحوال فان الضربة الغير المباشرة القليلة التدمير لهذا المقذوف لا يمكن أن تتم عن مسافة أكثر من 50 متر والمعروف أن الجدار المحيط بالقصر الجمهوري يبعد عن مسجد القصر أكثر من 300 متر , إضافة لذلك فان هذا النوع من المقذوفات يسبب انفجارا للشظايا وليس حروقا كونه مصنوع أصلا لقتل الدروع لا البشر.... وهذا النوع من المقذوف استعملة العراقيون لتدمير دبابات ابرامز و أجرى الروس العديد من التجارب الحية عليه،حققت مستويات عالية من الأضرار damage ضد الدبابات وناقلات الجنود المدرعة . و أجرى الأمريكان تجارب عديده ، لتطوير قاعدة البيانات الخاصة بهم حول تأثير قذائف HE ضد الأهداف المدرعة . فتم إطلاق عدد 56 قذيفة HE ضد عدة أهداف مدرعة ، وذلك بإستخدام صمامات fuses تصادمية وأخرى تقاربية . الأهداف كانت عبارة عن سيارات شحن أمريكية وعربات مدرعة M557 ودبابات نوع M-48 . جرى الإطلاق بواسطة قذائف عيار 155 ملم الهاوتزر ( المكافئة تقريباً للقذائف الروسية من عيار 152 ملم.
2. ان كل ما شهدت به الأخبار الطبية لاصابات الرئيس صالح تؤكد أن المتفجرة التي أصيب بها كانت نتيجة مفرقعات (قريبة مكانية) وليست مقذوفات عن بعد,على اعتبار ان فكرة الانفجارً تعتمد على تمدد هائل ومفاجئ والمتفجرات مواد لها القدرة على إحداث ضغط مفاجئ على ما يحيط بها وذلك نتيجة لتحول المادة فجأة إلى غازات ساخنة. وتشغل الغازات في لحظة الانفجار نفس الحيز الذي كانت تشغله المادة الأصلية ولكن حرارة الانفجار تسبب تمددها ويصبح التمدد هائلاً بالنسبة للوعاء الذي يحتوي على الغازات فينفجر محدثا شظايا متناثرة.وهو ما لم تؤكده أي انهيارات في جدران المسجد.
أما المفرقعات فتتميز بأنها تشتعل بسرعة هائلة وأنها محصورة في حيز محدود ومحكم بحيث تضطر الغازات الناتجة من الاحتراق إلى أن تنطلق من إسارها بقوة كبيرة محدثة نيران ودخان وغازات ...وهي التي أكدتها إصابة الرئيس صالح طبيا.
واذا كان الخبير قد ختم بقوله أن العربان لا يستطيعون فعل ذلك وأن الأمريكان قادرون فاني اختم بالقول أن مفجري الثورة في اليمن من خير العربان وإني عملت شخصيا مع حرس الرئيس صالح وأعرفهم عن قرب في مدرسة الحرس الجمهوري وأعرف أن منهم ( عربانا أحرارا) خبراء في التحرر من ضيم استعباد الزعماء اذا ما تكرشوا على عروشهم كمثل مبارك وبن علي وصالح والاسديين في الشام الحبيب... ليست أمريكا معنية بتحرر شعوبنا ياخبيزنا الدليمي وليست معنية بقتل صالح الذي كرس نفسه للقضاء على عدو أمريكا الأول (القاعدة) والتي يتلقى دعمها السنوي المباشر بمليارات الدولارات لاجل ذلك..

زر الذهاب إلى الأعلى