arpo37

مقتل القائد المفترض لتنظيم القاعدة في شرق افريقيا في مقديشو

قتل فاضل عبدالله محمد، احد المنفذين الاساسيين للاعتداءات الدامية على السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام والذي يعتقد انه قائد تنظيم القاعدة في شرق افريقيا، قبل ايام من طريق الصدفة في اشتباك عند حاجز عسكري في مقديشو.

واعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي تقوم بجولة افريقية ان مقتل فاضل عبدالله محمد يشكل "ضربة قوية" للقاعدة.
واعلن قائد الشرطة الكينية ماتيو ايتيري السبت لوكالة فرانس برس "تلقينا هذه المعلومة من السلطات الصومالية"، مؤكدا معلومات افاد بها مسؤول كبير لمتمردي حركة الشباب الصومالية.
وقال ايتيري لفرانس برس "قيل لنا ان ارهابيين اثنين قتلا في الصومال الاربعاء. وتم التعرف عليهما باعتبارهما فاضل محمد وعلي ديري. هذا ما قاله لنا نظراؤنا في الصومال".
واوضح مسؤول في حركة الشباب ان "احد الرجلين القتيلين هو فاضل عبدالله". واضاف "لقد قتل لكنه ما زال حيا من خلال الاف المجاهدين الذين يستمرون في مقاتلة اعداء الاسلام".
واكد مصدر في اجهزة الاستخبارات الصومالية هذه المعلومات قائلا "لقد اكدنا بواسطة فحوص حمض نووي اجريناها مع شركائنا انه بالفعل فاضل".
وتفيد معلومات اجهزة الامن في الحكومة الانتقالية الصومالية، ان عنصرين مفترضين من حركة الشباب، احدهما اجنبي، قتلا ليل الثلاثاء الاربعاء في شمال العاصمة الصومالية خلال تبادل لاطلاق النار على حاجز.
واوضح المسؤول في قوات الحكومة الانتقالية الصومالية عبد الكريم يوسف لفرانس برس ان "قواتنا اطلقت النار على رجلين رفضا التوقف عند حاجز. لقد حاولا الدفاع عن نفسيهما في وقت كانا مطوقين".
وقال "لقد استعدنا وثائقهما الثبوتية من بينها جواز سفر اجنبي".
وحصل الحادث قرابة الساعة الثانية بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي في مدينة افغويي بحسب مصدر امني في المنطقة. وكان الرجلان يستقلان سيارة بيك-اب محملة خصوصا ادوية واجهزة كمبيوتر محمولة.
وافاد مصدر صومالي قريب من التحقيق ان الاجنبي كان يحمل جواز سفر جنوب افريقيا باسم دانييل روبنسون من مواليد العام 1971.
وتشير البيانات على الجواز الصادر في 13 نيسان/ابريل 2009 إلى ان حامله غادر جنوب افريقيا في 19 اذار/مارس إلى تنزانيا، حيث منح تاشيرة زيارة، وهي التاشيرة الوحيدة الظاهرة على الجواز.
وكان الرجل يحمل 40 الف دولار نقدا وعددا من الهواتف المحمولة. وكان اتيا على ما يبدو من اقليم جوبا السفلى جنوب الصومال، حيث كان يقود مجموعة من المقاتلين الاجانب تحت اسم حركي هو "عبد الرحمن الكندي" بحسب المصدر نفسه.
وخلافا لما يجري عادة في هذا النوع من الحوادث المألوفة نسبيا في مقديشو، تم سحب جثتي الرجلين من جانب اجهزة الاستخبارات الصومالية ثم تسليمهما إلى الاستخبارات الاميركية التي بادرت إلى التثبت من هوية صاحبيهما عبر فحوص الحمض النووي.
وتظهر صور التقطت بعد فترة وجيزة من الحادث جثة مضرجة بالدماء لرجل ملقى على ظهره، اضافة إلى سيارة رباعية الدفع يبدو انها مصفحة وعلى زجاجها اثار رصاص. ويتشابه الوجه مع بلاغات البحث التي نشرها مكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي (اف بي اي) على الانترنت.
وقد افلت فاضل عبدالله محمد الزعيم المفترض للقاعدة في شرق افريقيا، من الاميركيين منذ نحو عشر سنوات. ورصد هؤلاء مكافاة مالية قدرها خمسة ملايين دولار لاعتقاله.
وكان احد المنفذين الاساسيين للاعتداءات على سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام التي اسفرت عن 224 قتيلا في اب/اغسطس 1998. وهو ضالع ايضا في الاعتداءات التي استهدفت الاسرائيليين في مومباسا (جنوب شرق) واسفرت عن 15 قتيلا في 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2002.
وفي 2002 ايضا، تولى قيادة عمليات تنظيم القاعدة في كل انحاء شرق افريقيا، بحسب اجهزة الاستخبارات الاميركية.
وكان هذا الرجل الذي يجيد لغات عدة ويحمل نحو 12 اسما، خبيرا في التنكر ويتنقل في المنطقة برمتها.
وقاتل على مدى سنوات عدة في صفوف حركة الشباب الصوماليين الذين اعلنوا ولاءهم للقاعدة، كما كان مكلفا في شكل خاص تجنيد المقاتلين الاجانب.
وتبدي حركة الشباب الصومالية تكتما كبيرا حيال هذه الوحدات من المقاتلين المؤلفة بشكل اساسي من صوماليي الانتشار ومن مواطنين من شرق افريقيا، وقد تورط هؤلاء في العديد من الاعتداءات الانتحارية التي نفذتها الحركة الاسلامية.
ويأتي مقتل فاضل عبدالله محمد المتحدر من جزر القمر بعد اكثر من شهر على مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن بيد مجموعة كومندوس اميركية في الثاني من ايار/مايو في باكستان.
وكان زعيم اخر مفترض للقاعدة في منطقة القرن الافريقي هو الكيني صالح علي صالح نبهان، قتل في ايلول/سبتمبر 2009 في غارة شنتها مروحية عسكرية للقوات الخاصة الاميركية في جنوب الصومال.

زر الذهاب إلى الأعلى