تشهد ثلاث محافظات يمنية تصعيداً لافتاً ومتزامناً للمناوشات المسلحة بين القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح والقوات المنشقة عن الجيش الموالية للثورة الشبابية نفي تطور يترافق مع تصاعد مقابل للتوجسات الشعبية من تداعيات تصادم عسكري وشيك واسع النطاق، قد يفضي إلى حرب طارئة ومتعددة الجبهات تسدل الستار على خيارات التسوية السلمية المتاحة لتجنيب البلاد .
وشهدت مديرية “همدان” بعمران، المتاخمة للعاصمة صنعاء وصول تعزيزات عسكرية مكثفة من قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي معززة بأرتال من الدبابات والسيارات المصفحة والمعدات العسكرية المتوسطة والثقيلة، والتي اتجهت للتمركز في محيط مقر المدرسة الأمريكية الكائنة بمشارف المنطقة، استعداداً لشن عمليات عسكرية ضد وحدات من قوات اللواء الأول مدرع التي تحاصر ومنذ يومين مجاميع عسكرية من قوات الأمن المركزي المتمركزة داخل الساحة الداخلية للمدرسة . فيما عززت القوات المنشقة من صفوف وحداتها المرابطة في مواقع متفرقة محيطة بمقر المدرسة الأمريكية عبر إرسال قوات عسكرية إضافية .
وأكدت مصادر قبلية في همدان ل “الخليج” أن مجاميع قبلية مسلحة حاشدة من أبناء المنطقة أقرت التدخل إلى جانب قوات اللواء الأول مدرع في حال انفجرت المواجهات المسلحة بينها وبين القوات الحكومية الموالية للنظام، منوهة بأن معظم سكان المناطق المتاخمة لموقع مقر المدرسة الأمريكية بادروا إلى النزوح المبكر عن ساحة الاشتباكات المسلحة الوشيكة .
من جهة أخرى عززت قوات الحرس الجمهوري من وجودها في مدينة حجه الجبلية بشمال البلاد، تحسباً لهجمات محتملة قد تشنها قوات تابعة للواء الأول مدرع على الثكنة العسكرية الرئيسية التابعة لها بالمنطقة والتي تعرضت إلى هجوم مسلح مباغت قبل يومين، قبيل أن تسارع وزارة الدفاع اليمنية بتوجيه أصابع الاتهام للقوات المنشقة بالوقوف وراءه وبالتخطيط لشن هجمات مماثلة تستهدف معسكرات تابعة لقوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي في عدد من المدن الشرقية والجنوبية .
ونصبت قوات اللواء الأول مدرع التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر المزيد من المواقع والمنصات الثابتة لإطلاق الصواريخ ومضادات الطائرات في أنحاء متفرقة من محيط المعسكر المركزي المقابل لساحة التغيير بصنعاء، في إجراء يتزامن مع تصاعد التوتر بين القوات المنشقة والقوات الموالية للرئيس صالح واندلاع مناوشات مسلحة بين وحدات عسكرية من الجانبين في منطقة “عمران” التي تبعد عن العاصمة حوالي 150 كم على خلفية الاشتباكات الأخيرة بين القوات الحكومية وأتباع الشيخ حسين الأحمر التي انحسر نطاقها وبشكل ملحوظ خلال اليومين الماضيين” .
وتراجعت قوات تابعة لفرقة اللواء الأول مدرع عن التدخل أول أمس لمنع مجاميع مدنية مسلحة من أنصار الحزب الحاكم عن إطلاق الرصاص الحي بشكل عشوائي في أنحاء متفرقة من تقاطع الشارع الرئيسي المقابل لمقر وزارة الخارجية والذي يربط شارعي الستين والزبيري الممتدين بشمال ووسط العاصمة، الأمر الذي تسبب في إصابة عدد من المارة بالقرب من مفرق تقاطع الشارعين .