رئيسية

نص البيان الختامي الصادر عن اللقاء التشاوري لأبناء الجنوب في بروكسل

بسم الله الرحمن الرحيم
البيان الختامي الصادر عن اللقاء التشاوري لأبناء الجنوب في بروكسل

تحت رعاية الأخ الرئيس علي سالم البيض , وفي أجواء ايجابية مفعمة بالحماس والشعور بالمسئولية , التقت مجموعة كبيرة من أبناء الجنوب في الخارج قدمت من مختلف دول الشتات في لقاء تشاوري امتد في أعماله ليومي 25 و 26 / 6 / 2011 م بمدينة بروكسل البلجيكية , نصرة لقضية الجنوب وتلبية لداعي الواجب الوطني تجاه شعبنا الأبي في الداخل والخارج , ولهدف التشاور الجاد والمسئول حول العديد من القضايا الوطنية الهامة , وتبادل الرأي حول جملة من الاستحقاقات الوطنية التي لا تستحمل الانتظار أو التأجيل أو الاتكالية أكثر مما مضى . خاصة وشعبنا وقضيتنا الوطنية تمر في هذه المرحلة الدقيقة بظروف محلية وإقليمية ودولية سيكون لها بالغ الأثر على سير " قضية الجنوب " في مفهومها الاستراتيجي الوطني كقضية شعب يرزح تحت نير تحت الاحتلال.

وإدراكا من الحاضرين جميعا في هذا اللقاء الخير لجميع هذه الظروف والمتطلبات والاستحقاقات الوطنية , فقد جرى النقاش والحوار مابين الحاضرين جميعا بروح الفريق الواحد المؤمن بقيم الاختلاف والتباين في الرأي وفقا لروح الديمقراطية ومبدأ القبول بالرأي والرأي الآخر وضرورة التوافق الوطني حول القضايا التالية :

1 – الترتيب والتحضير لمؤتمر وطني جنوبي موسع يخص أبناء الجنوب بشكل عام والذين يتفقون مع تطلعات شعبنا في التحرير والاستقلال. وحول هذا الهدف الوطني الكبير فقد استعرض اللقاء الرؤية المقدمة من قبل فريق العمل الخاصة بآلية تشكيل " اللجنة التحضيرية العليا " وهيكلها الداخلي وقوامها العددي وفقا للنسب المقترحة لكل دولة أو مجموعة دول على حدة . وكذلك مهام العمل المقترحة للجنة العليا, واللجان الفرعية المطلوب انجازها خلال فترة عملها تحضيرا للمؤتمر الوطني , وقد اتفق وتوافق المجتمعون وفقا لهذه التقسيمات على تسمية الأعضاء المرشحين في اللجنة العليا , موزعة على مختلف الدول التي يتواجد بها أبناء الجنوب في الخارج.

2 – اتفق الحاضرون على أن تقوم اللجنة العليا بتوزيع أعضائها وفقا للجان المقترحة وبما يتناسب وكفاءة كل عضو في أول اجتماع لها. وفي هذا السياق حمل الحضور هذه اللجنة المسئولية الوطنية الكاملة جهة انجاز عملها على أكمل وجه بما يؤدي إلى ترجمة برنامجه وخططها على ارض الواقع بالتعاون مع اللجان الفرعية في كل بلد . كما اتفق المجتمعون على حث قوى الاستقلال في الداخل التشاور فيما بينهم لتشكيل " لجنة تحضيرية " مماثلة في الداخل وفقا لنفس المهام والبناء الهيكلي بما يؤدي إلى تزامن عمل اللجنتين في الداخل والخارج وصولا إلى عقد المؤتمر الوطني الموسع الذي ستتمثل فيه جميع شرائح المجتمع الجنوبي وقواه السياسية ذات التوجه الواضح تجاه الاستقلال.

3 – أكد الحاضرون جميعا خلال حوارهم المستفيض بحماس كبير على قيم التسامح والتصالح , و ضرورة وأهمية الحوار مع مختلف الأطراف الجنوبية بلا استثناء ,وفقا لمعايير تعبر عن وجهة نظر القوى السياسية الجنوبية ذات الموقف الواضح من الاستقلال واستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة , وعلى قاعدة انه لا وصي على شعب الجنوب إلا نفسه . وفي سبيل الوصول إلى قواسم مشتركة أو تنسيق مواقف أن أمكن . وفي هذا الشأن أبدى الحاضرون روح عالية في تفهم وقبول الآخر الجنوبي استيعابا للضرورة الوطنية ولحق الاختلاف وبعيدا عن لغة التخوين والإقصاء الوطني. وحيا الحاضرون في الاجتماع جميع أبناء الجنوب في دول الشتات وأوصوا ببناء جسور التواصل مع المهاجرين الجنوبيين في شرق آسيا وشرق أفريقيا مطالبين بضرورة فتح حوار وطني مع تلك الجاليات بما يشعرها بقرب أبناء الجنوب في الوطن منهم و إشراكهم في كافة القضايا التي تخص علاقتهم بهذا الوطن الأم.

4 – ناقش الحضور باستفاضة الكيفية التي يمكن بها لقوى أبناء الجنوب في الخارج ذات التوجه الواضح نحو الاستقلال التعامل مع الأحداث السياسية التي تجري على الأرض والمستجدات الخطيرة التي تشهدها بلادنا في هذه الأيام , وفي هذا الصدد كلف الحضور فريق العمل تحت إشراف الرئيس / علي سالم البيض , التواصل مع جميع الشخصيات والقوى الوطنية والسياسية الجنوبية , لتشكيل قيادة سياسية موحدة حتى انعقاد المؤتمر الوطني.

5- ثمن الاجتماع المسيرة النضالية السلمية لشعب الجنوب في الداخل نحو الاستقلال والتضحيات الكبيرة التي يقدمها في نضاله المشرف وحيا الروح البطولية لشعبنا الجنوبي الأبي وقواه الحية مؤكدا دعمه المستمر لهذا المسيرة , مبديا ألمه الشديد على سقوط الشهداء والجرحى ومعاناة المعتقلين وعلى رأسهم رمز الثورة الجنوبية الزعيم / حسن احمد باعوم , و كذلك يدعو اللقاء كافة منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان الالتفات إلى معاناة آلاف الأسر الجنوبية المشردة من منازلها في أبين ولحج وعدن محذرا من إمكانية تفاقم الأوضاع الإنسانية وتدهورها في مختلف المناطق الجنوبية.

وفيما يخص القضايا السياسية المتعلقة بالأحداث الجارية حاليا في بلادنا وبقية القضايا الأخرى , فقد وجه اللقاء التشاوري نداء لجميع دول الجوار بتمكين شعبنا في استرداد حقه في استعادة دولته وفقا للقوانين والمواثيق الإنسانية والدولية , كما عبروا كذلك عن حرص كبير وشامل تجاه محاربة الإرهاب بكافة أشكاله ومصادره , مؤكدين على أن شعبنا في الجنوب يملك رؤية حضارية وثقافية إنسانية تنبذ الإرهاب والعنف ولا تقبل به مهما كانت مبرراته وذرائعه , كما يؤكد اللقاء استعداد أبناء الجنوب في الداخل والخارج على التعاون الوثيق مع مختلف الدول الإقليمية والدولية في محاربة الإرهاب على أرضنا وفي حدودنا البحرية بما يؤمن المصالح المشتركة بين بلادنا ومصالح هذه الدول , معتبرين أن انتشار الجماعات الإسلامية المسلحة متعددة الأسماء في بعض مناطق الجنوب ليس سوى ألآعيب وتكتيكات سياسية وأمنية تقوم بلعب أدوارها قوى متنفذه في السلطة الحاكمة وغيرها تحقيقا لأقراض سياسية.

وفي نهاية اللقاء أكد الحضور على حق شعب الجنوب المطلق في التحرر من الاحتلال وتحقيق استقلاله الكامل غير المنقوص وفقا لإرادته الجماعية دون الوصاية عليه من أي طرف كان , مؤكدين في الوقت نفسه أهمية صناعة ثقافة وطنية جديدة لجنوب جديد ترسي دعائم القبول بالآخر الجنوبي مهما كان الاختلاف مع أطروحاته السياسية بعيدا عن سلوكيات التخوين أو نهج الإقصاء , وفي ذات السياق لا يرى الحضور بديلا ممكنا عن الحوار الجاد المسئول كوسيلة وآلية لجسر هوة التباين وتقريب وجهات النظر وخلق القواسم المشتركة بين الفرقا على طريق الاعتماد عليها في بناء الثقة وفتح قنوات التواصل بدلا عن التمترس والتقوقع على الذات واعتبارها حاضنة حصرية للحقيقة والوطنية وللشعور بالمسئولية تجاه الهم الوطني.

ومن جانب آخر أكد الحاضرون على أهمية المكاشفة والشفافية في القضايا الوطنية الخاصة بمصير شعب الجنوب من خلال طرحها على الشعب والحوار معه حولها بصورة واضحة ليقول رأيه فيها , باعتباره صاحب حق الشرعي فيما يخص مستقبله ومصيره , بعيدا عن روح الوصاية عنه والادعاء بمعرفة مصلحته والعلم بخياراته الوطنية وهو النهج الذي مورس تجاه هذا الشعب الصبور خلال جميع المراحل السابقة ولم ينتج عنه سواء الكوارث الوطنية والضياع والشتات والاحتلال.

وأكد المجتمعون على عزمهم وإصرارهم في مواصلة النضال لنصرة شعبنا في الجنوب لتحقيق تطلعاته و حقه المشروع في استعادة وطنه المحتل ,و بناء دولته الحرة كاملة السيادة على كافة أراضيه, دولة النظام والمؤسسات والقانون , التي يقوم نظامها السياسي على التعددية السياسية وفقا لآليات العملية الديمقراطية التي تقبل بتعدد التوجهات وتنوعها وحرية التعبير عن الرأي والنشر .. وفق توجه سياسي خارجي منفتح على دول الجوار ومنسجم مع تطلعاتها في جوار ضامن للمصالح المتبادلة ومستوعبا للعوامل الأمنية والاقتصادية المشتركة التي تستوعب أهمية الدور الاستراتيجي لموقع بلادنا من الناحية الملاحية والبرية.

هذا وقد اختتم اللقاء عمله الوطني في ذات الأجواء المفعمة بالحماس والثقة في مستقبل مشرق لقضية بلادنا ولحق شعبنا الكريم في الحرية والاستقلال.

Back to top button