رئيسية

على خطى السعودية.. الكويت والبحرين تسحبان سفيريهما من دمشق

رغم الدعوات العربيّة والعالميّة إلى وقف الحملة العسكرية التي يشنها النظام السوري ضد المتظاهرين المطالبين برحيله، قتل 54 مدنيا بينهم طفل في عمليات عسكرية قام بها الجيش السوري أمس الأحد في ريف حمص (وسط) ودير الزور (شرق).

واقتحم الجيش السوري تدعمه دبابات ومدرعات وآليات عسكرية متفرقة مدينة دير الزور كما دخل مدينة الحولة الواقعة في ريف حمص ما أسفر عن مقتل 54 مدنيا وجرح العشرات كان نصيب دير الزور منهم 40 قتيلا على الاقل، كما افاد ناشط حقوقي.

وشهدت احياء عدة في مدينة حمص في وسط سوريا مساء الاحد تظاهرات حاشدة مناهضة للنظام شارك فيها الالاف وتصدت لها قوات الامن وانصار النظام بإطلاق الرصاص ما اسفر عن سقوط جريح واحد على الاقل، كما افادت منظمة حقوقية. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان انه وبعد صلاة التراويح خرجت في عدة احياء من مدينة حمص تظاهرات كان اكبرها في حي الخالدية.

واضاف انه "في حي الانشاءات انطلقت تظاهرات حاشدة حيث تعرض المتظاهرون لإطلاق نار كثيف كما هو الحال في شارع الحمرا وحي الغوطة حيث قامت قوات الامن والشبيحة بإطلاق الرصاص بشكل مباشر على المتظاهرين ما ادى إلى سقوط جريح على الأقل".

وتابع أنه في حي البياضة خرجت تظاهرة حاشدة كما انطلقت عدة تظاهرات في حيي باب السباع وباب الدريب "المحاصرين منذ ما يزيد على أسبوعين حيث قامت قوات الامن بقطع الاتصالات وتكسير علب الهاتف الارضي فيها". واكد المرصد ان "تظاهرة كبيرة انطلقت في مدينة تدمر التي اتسعت فيها الاحتجاجات حيث تخرج التظاهرات بشكل يومي منذ بداية رمضان بعد التراويح".

واضاف ان مدينة الرستن شمال حمص شهدت بدورها تظاهرة حاشدة ضمت آلاف المتظاهرين، كما "خرجت تظاهرة كبيرة في مدينة الرستن هتفت لحماه ودير الزور والحولة"، المدن الثلاث التي شهدت عمليات عسكرية واسعة النطاق نفذها الجيش ضد المتظاهرين الذين يطالبون منذ 15 اذار/مارس بتنحي بشار الاسد.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان اربعة قتلى هم سيدتان إحداهما مع ابنيها سقطوا الاثنين برصاص قوات الامن في دير الزور شرق سوريا.

وقال المرصد نقلا عن ناشطين ان "سيدة واثنين من ابنائها كانوا يبحثون عن ملاذ آمن فارقوا الحياة عندما اطلقت عليهم دورية امنية الرصاص الحي صباح هذا اليوم (الاثنين) في حي الحويقة".

كما تحدث عن "استشهاد امراة في حي الجورة برصاص اطلقته قوات الامن".

واضاف الناشطون ان "الاجهزة الامنية بدأت حملة مداهمات واعتقالات في منطقة الوادي في حي الجورة الواقع غرب المدينة"، موضحا ان "الحملة اسفرت عن اعتقال 34 شخصا حتى الان".

وتابع المرصد ان " الحملة ترافقت مع عملية ترويع للاهالي في منازلهم ويجري إحراق الدراجات النارية التي يستخدمها الاهالي في التنقل".

وكان الجيش السوري اقتحم الاحد دير الزور (430 كلم شمال شرق دمشق) ما ادى إلى مقتل 42 مدنيا.

كما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين ان الناشط السوري البارز معن العودات قتل في مدينة درعا (جنوب) برصاص الاجهزة الامنية السورية.

وقال رامي عبد الرحمن المسؤول عن المرصد ان الاجهزة الامنية السورية "اغتالت معن العودات الذي كان يشارك في تشييع جثمان شهيد في درعا سقط على ايدي اجهزة الامن".

وسقط شخصان اخران من المشيّعين برصاص قوات الامن، حسب المصدر ذاته.

وفي محافظة ادلب، قال المرصد ان "دبابات وناقلات جند مدرعة كانت متمركزة شرق المدينة منذ اكثر من شهر اقتحمت مدينة معرة النعمان عند الساعة 5,30 (3,30 تغ) ورافقتها قوات امنية بدأت تنفيذ حملة اعتقالات واسعة ما زالت مستمرة واسفرت عن اعتقال العشرات حتى الان".

وفي حمص (وسط) خرجت بعد صلاة التراويح تظاهرات. وقال المرصد ان "قوات الامن قامت بإطلاق الرصاص بشكل مباشر على المتظاهرين ما ادى إلى سقوط جريح على الاقل".

وتشهد سوريا منذ منتصف اذار/مارس حركة احتجاج غير مسبوقة ضد نظام الرئيس بشار الاسد ادى قمعها من جانب السلطة إلى مقتل الفي شخص على الاقل واعتقال اكثر من 12 الف شخص ونزوح الالاف، وفق منظمات حقوقية. وتتهم السلطات "جماعات ارهابية مسلحة" بقتل المتظاهرين ورجال الامن والقيام بعمليات تخريبية واعمال عنف اخرى.

الولايات المتحدة تحمل أنقرة رسالة إلى دمشق

وطلبت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون من نظيرها التركي أحمد داود اوغلو ان ينقل إلى دمشق رسالة واضحة مفادها ان على السلطات السورية "اعادة جنودها فورا إلى ثكناتهم"، كما اعلنت وزارة الخارجية الاميركية.

وقال المتحدث باسم الوزارة مارك تونر ان كلينتون وخلال مكالمة هاتفية مع نظيرها التركي تطرقت إلى الوضع في سوريا و إلى نداءات المجتمع الدولي المطالبة بوقف القمع العسكري ضد المتظاهرين المناهضين للرئيس بشار الاسد.

السعودية تستدعي سفيرها للتشاور

وأعلن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز أمس الاحد استدعاء سفير المملكة في دمشق للتشاور، مؤكدا ان ما يحدث في سوريا من قمع للمتظاهرين "لا تقبل به السعودية" و"اكبر من أن تبرره الاسباب"، ومطالبا ب"وقف آلة القتل واراقة الدماء" في هذا البلد.

وقال الملك في خطاب حول الأزمة في سوريا نشرته وكالة الانباء الرسمية "تعلن المملكة العربية السعودية استدعاء سفيرها للتشاور حول الاحداث الجارية" في سوريا. وأضاف ان المملكة "تقف تجاه مسؤوليتها التاريخية نحو أشقائها، مطالبة بإيقاف آلة القتل، وإراقة الدماء وتحكيم العقل قبل فوات الآوان".

وفي أول رد فعل على كلمة العاهل السعودي كتبت صحيفة الوطن السورية أن الملك عبدالله "تجاهل حقيقة الأحداث والبراهين التي تثبت أن أشقاءه في سوريا يتعرضون لمؤامرة".

الكويت تستدعي سفيرها من سوريا

اعلن وزير الخارجية الكويتي محمد الصباح سالم الصباح الاثنين ان الكويت قررت استدعاء سفيرها في دمشق تعبيرا عن احتجاجها على قمع التظاهرات المعادية للنظام.

ويأتي هذا القرار غداة خطوة مماثلة قامت بها السعودية كبرى دول مجلس التعاون الخليجي الذي يضم الكويت ايضا.

وقال الصباح للصحافيين عقب الاجتماع بلجنة برلمانية "قررنا استدعاء سفيرنا من سوريا للتشاور".

واضاف "لا يمكن لاحد ان يقبل بإراقة الدماء في سوريا.. لابد من وقف الخيار العسكري"، مثنيا على القرار السعودي المماثل.

وقال الصباح ان وزراء خارجية بلدان مجلس التعاون الخليجي الستة سيعقدون اجتماعا في وقت قريب لبحث التطورات في سوريا، والخروج بتحرك مشترك.

وحثت الكويت الاسبوع الماضي سوريا على وقف اراقة الدماء بعد نحو خمسة اشهر من الانتفاضة المناهضة للنظام التي اسفر قمعها عن سقوط اكثر من 1600 قتيل بحسب مصادر حقوقية.

ونظم مئات الكويتيين تظاهرات الجمعة لـ"نصرة الشعب السوري" مطالبين بطرد السفير السوري واستدعاء الكويت سفيرها من دمشق.

غير ان وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجارالله قال الاحد ان الكويت لا تعتزم طرد السفير السوري.

ويخطط الكويتيون لتنظيم مسيرة باتجاه السفارة السورية في مدينة الكويت الثلاثاء للمطالبة بطرد السفير.

والبحرين على خطاهما ...

استدعت البحرين سفيرها في دمشق "للتشاور" حسبما صرح وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن حمد ال خليفة الاثنين، وذلك بعد قرارين مماثلين اتخذتهما السعودية فالكويت.

وقال بيان للشيخ خالد على صفحته على تويتر ان "البحرين تستدعي سفيرها في دمشق للتشاور، وقد ناشدت العودة إلى الرشد".

ومن شأن قرارات البلدان الخليجية ان تزيد من عزلة النظام السوري الذي اطلق قواته العسكرية للحملة على المحتجين.

الجامعة العربية تطالب بوقف العنف

كما يأتي خطاب الملك عبد الله بعد بيان مماثل اصدره الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي وطالب فيه السلطات السورية ب"الوقف الفوري" للعنف، في اول بيان رسمي صادر عن الجامعة حول قمع الاحتجاجات الشعبية في سوريا.

وجاء في البيان أن الأمين العام للجامعة يدعو "السلطات السورية إلى الوقف الفوري لجميع اعمال العنف والحملات الأمنية ضد المدنيين"، ويعرب عن "قلقه المتزايد" بسبب "تدهور الأوضاع الامنية في سوريا من جراء تصاعد العنف والاعمال العسكرية الدائرة في حماة ودير الزور وانحاء مختلفة من سوريا الشقيقة".

"نداء ملح" من مجلس التعاون الخليجي

واتى خطاب الملك عبد الله غداة نداء ملح وجهه مجلس التعاون الخليجي إلى سوريا وطالبها فيه ب"الوقف الفوري لاراقة الدماء"، معربا عن "القلق البالغ والاسف الشديد" حيال "الاستخدام المفرط للقوة" في سوريا.

وقالت السعودية والكويت والبحرين والامارات وسلطنة عمان وقطر في بيانها المشترك انها "واذ تعرب عن اسفها وحزنها لاستمرار نزيف الدم، تؤكد حرصها على امن واستقرار ووحدة سوريا وتدعو إلى الوقف الفوري لاعمال العنف واي مظاهر مسلحة، ووضع حد لاراقة الدماء واللجوء إلى الحكمة، واجراء الاصلاحات الجادة والضرورية، بما يكفل حقوق الشعب ويصون كرامته، ويحقق تطلعاته".

وسارعت سوريا إلى رفض البيان الخليجي معربة عن "اسفها" لصدوره ومؤكدة انه كان احرى بالمجلس ان يدعو إلى وقف "اعمال التخريب وشجب العنف المسلح الذي تقوم به جماعات لا تريد للوطن السوري خيرا".

صبر تركيا نفذ

وقد اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان صبر تركيا "نفذ" ازاء استمرار نظام الرئيس السوري بشار الاسد في قمعه الدموي للمتظاهرين ولذلك سيزور وزير خارجيته احمد داود اوغلو دمشق الثلاثاء لينقل اليها "بحزم رسائل" بهذا المعنى.

وقال اردوغان خلال حفل افطار "لقد نفذ صبرنا ولهذا السبب ارسل الثلاثاء وزير الخارجية إلى سوريا". واضاف بحسب ما نقلت عنه وكالة انباء الاناضول ان داود اوغلو "سيجري هناك محادثات سينقل خلالها رسائلنا بحزم".

واكد رئيس الوزراء التركي ان بلاده "لا يمكنها ان تبقى تتفرج" على اعمال العنف الجارية في بلد تجمعها به "حدود طولها 850 كلم وروابط تاريخية وثقافية وعائلية". وتابع "نحن لا نعتبر المشاكل في سوريا مسألة سياسة خارجية بل مسألة داخلية"، مضيفا "علينا الاستماع إلى الاصوات الاتية من هناك، ونحن نستمع اليها ونفعل اللازم".

وكانت انقرة، التي توطدت علاقاتها بدمشق خلال السنوات الاخيرة، دعت الرئيس بشار الاسد إلى ان يباشر باصلاحات لكن دون ان يصل بها الامر إلى حد المطالبة برحيله. وفي حزيران/يونيو اتهم اردوغان دمشق بارتكاب "فظائع" بحق المتظاهرين المطالبين برحيل الاسد، وهو توصيف لم تكن انقرة قد استخدمته حتى ذلك الحين لانتقاد اعمال القمع في سوريا.

الأمم المتحدة

ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الرئيس السوري بشار الاسد إلى وقف الحملة العسكرية واستخدام الجيش ضد المتظاهرين المدنيين المعارضين لنظامه.

واوضح بيان صادر من المكتب الصحافي في الامم المتحدة أن الامين العام أبلغ الاسد خلال محادثة هاتفية معه بقلق المجتمع الدولي العميق وقلقه شخصيا من "تصاعد وتيرة العنف وحصيلة القتلى في سورية خلال الايام الماضية".

ويمثل ذلك اول اتصال هاتفي من الامين العام للامم المتحدة مع الرئيس السوري منذ نيسان/ابريل الماضي، اذ تقول مصادر الامم المتحدة ان الاسد كان يرفض تلقي اتصالات من الامين العام.

باريس تدعو إلى مرحلة "انتقالية ديمقراطية"

دعت فرنسا الاثنين إلى مرحلة "انتقالية ديمقراطية" في سوريا معتبرة ان "زمن تهرب السلطات السورية من العقاب قد ولى" وذلك بعد "استمرار الانتهاكات الكثيفة لحقوق الانسان".

وقالت مساعدة الناطق باسم وزارة الخارجية كريستين فاج في لقاء مع صحافيين انه "لا بد من مرحلة انتقالية ديمقراطية تستجيب لتطلعات الشعب السوري المشروعة".

ورأت ان اعلان دمشق مؤخرا اجراء انتخابات "مناورة لصرف الانتباه".

وبعد ان أدانت "استمرار القمع على نطاق واسع في سوريا الذي قد يكون اسفر امس (الاحد) عن سقوط خمسين قتيلا في دير الزور ومنطقة حمص".

وقالت ان اعتقال وليد البني الشخصية البارزة في المعارضة الديمقراطية السورية، السبت "يدفع إلى عدم الاهتمام باعلانات السلطات السورية بشأن انتخابات حرة وشفافة في المستقبل التي تبدو وكأنها مناورة جديدة لصرف الانتباه".

وصرحت المتحدثة ان فرنسا تجدد التعبير عن "قلقها الشديد كما اعرب عنه بقوة مجلس الامن الدولي الاسبوع الماضي امام استمرار الانتهاكات الكثيفة لحقوق الانسان مع استخدام الدبابات والرصاص الحي ضد المدنيين وحملة الاعتقالات والتعذيب".

واضافت ان "هذا القلق تتقاسمه بلدان المنطقة كما دلت على ذلك التصريحات الاخيرة لجامعة الدول العربية واستدعاء السعودية سفيرها من دمشق".

سياسي الماني يدعو إلى مقاطعة النفط السوري

دعا مسؤول في حزب المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاثنين لمقاطعة دولية لصادرات سوريا من النفط والغاز للضغط على دمشق لنبذ العنف في تعاملها مع المحتجين.

وقال روبريشت بولنتس رئيس اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية للاذاعة الالمانية العامة "لم يعد لدينا سوى العقوبات الاقتصادية كوسيلة لاقناع (الرئيس السوري بشار) الاسد بضرورة الكف عن العنف وتنحيه".

وقال بولنتس ان اجراء من قبيل مقاطعة صادرات النفط والغاز السورية يجب ان يحظى بموافقة المجتمع الدولي بأسره حتى يكون فاعلا.

واضاف "قبل الاقدام على خطوة كهذه ينبغي التأكد من ان احدا لن يشتري تلك الموارد المطلوبة، فالصين مرشحة لفعل ذلك لحاجتها الماسة للطاقة".

وتنتج سوريا 380 الف برميل من النفط يوميا يصدر في اغلبه إلى اوروبا ومنها المانيا.

وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الالمانية ميركل تعهدوا الجمعة اتخاذ "اجراءات اضافية" ضد النظام السوري فضلا عن العقوبات التي اقرها الاتحاد الاوروبي ومنها تجميد الارصدة وحرمان اقطاب النظام السوري من السفر إلى بلدانهم.

كما اقترح بولنتس انضمام بلدان الاتحاد الاوروبي إلى ايطاليا في استدعاء سفرائها من سوريا "كاشارة سياسية إلى عدم امكان التواصل مع الاسد ونظامه على مستوى السفراء".

زر الذهاب إلى الأعلى